في حضور ثقافي نخبي متميز، التقى جمع غفير من ابناء الجالية العراقية لحضور عرض مسرحية "عربة السلام" التي رعاها منتدى الرافدين للثقافة والفنون (مرثف) يوم السبت 3 تشرين2 2012. والتي قدمت من على خشبة مسرح مدرسة فوردسون في مدينة ديربورن الامريكية. وهذا هو العمل المسرحي الثاني لمنتدى الرافدين، فقد سبق وأن قدم المنتدى مسرحية "فخرية هاي لايف" والتي كانت من تأليف وإخراج الفنان أكرم السبع.
وتعاملت مسرحية "عربة السلام" بمهنية عالية وابداع كبير مع مسألة "الحرب والسلام" المتأصلة في النزعة البشرية منذ قدم التاريخ عن طريق لوحات مسرحية حملت افكارا وأسماء مختلفة مثل المعاق والمجنون والرسام والطفل ... صبت كلها في مشروع السلام والتعايش السلمي ونبذ الارهاب والعنف، مترجمة مقولة مخرج وكاتب المسرحية الاستاذ حيدر الشلال "لئن بسطت يدك لتقتلني، ما انا بباسط يدي اليك لأقتلك".
واذا استثنينا المخرج الشلال (القادم من استراليا)، فإن جميع المشاركين في العمل المسرحي كانوا محليين ومن ولاية مشيكان، ولكن مستوى الاداء والحرفية لهؤلاء المبدعين كان يضاهي اي من المسارح "التجريبية"، في اي محافظة من محافظات العراق في الزمن الجميل.
وتقوم فكرة التجريب في المسرح على تجاوز ما هو مطروح من الأشكال المختلفة للمسرحية من حيث الشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم لنا فكرة متقدمة عما هو موجود بالفعل، وكلمة تجريب مرتبطة بالتحديث والاصالة والتجديد. وهذا ما حاول المخرج الكاتب حيدر الشلال عكسه للجمهور حين تحدث عن السلم قائلا "نحن نعتقد ان السلم هو المطلب الانساني الاول، وهو الضرورة الاخلاقية وهو الذي يعيد التوازن للحياة ويرسي دعائم المحبة والتأخي والعيش المشترك الحر الكريم لكل البشرية دون تفريق".
وضمت المسرحية مجموعة من اللوحات تعكس كل منها حالة من الحالات الانسانية الناتجة عن الحروب والارهاب.
واعطت الوان وديكورات الفنان حيدر الياسري بعدا وعمقا للمسرح لم يضاهيه الا أداءه المبدع على خشبته.
وتألقت الفنانة ابتسام الأسعد بأدوارها المختلفة، فمرة تحلق كفراشة راقصة حول المسرح، ومرة تتوق للحرية شامخة كنصب الحرية، واخرى تحمل اعباء الزوجة، وتحلم كحبيبة، كل هذا بالإضافة الى دورها كمساعدة للمخرج.
وكان للفنانين أمير المشكور وأسعد غالب وسعدون النور وحسام العبودي ورامي العيداني وحيدر العميدي حضورا مميزا مهما، حيث تابع الجمهور أدائهم المبدع في لوحاتهم المختلفة والتي اعطت ابعادا اساسية لفكرة الحرب والسلام ومعاناة الانسان والشعوب. وشد هؤلاء المبدعين المشاهدين لأدوارهم وشخصياتهم المختلفة وتعاطفوا مع ألامهم ومعاناتهم. وشارك في اللوحات عدد من الصغار من الكفاءات الواعدة.
واعطت موسيقى والحان واغنيات الفنان رعد بركات عمقا اخر للمسرحية حيث ربطت الكلام والاداء مع الموسيقى واعطتها بعدا ثالث. وتألق الفنان بركات بأغانيه "ما لم يقله الرسام" و "ثلاثية المنافي" و "انشودة السلام".
وفي نهاية المسرحة قدم السادة نبيل رومايا ونشأت المندوي شهادات تقديرية لكل المشاركين في هذا العمل المسرحي الكبير باسم منتدى الرافدين للثقافة والفنون.
ووزع في القاعة كتيب عن المسرحية. وتمت تغطية المسرحية من قبل قناة عشتار وقناة السومرية الفضائيتان.
الشكر والتقدير لكل من:
الاستاذ حيدر الشلال - اخراج
د. ابتسام الأسعد - مساعدة مخرج
الفنان رعد بركات - موسيقى ومؤثرات
الفنان حيدر الياسري – ديكور
المهندس حسن صالح - إضاءة وصوت
الفنان أمير المشكور - ادارة مسرح
الاستاذ خيون التميمي - مدير الانتاج
ولكل الذين ساهموا في انجاح هذا العمل المسرحي المهم.
نبيل رومايا
منتدى الرافدين للثقافة والفنون
http://www.iraqimfac.com