الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
هل يجوز التعامل على قاعدة صم بكم عمي أمام التصريحات الإيرانية يا سيدنا الوزير!!!

   بعد أن كان السيد هوشيار زيباري يملأ الشاشة البيضاء حين كان وزيراً للخارجية لسنوات كثيرة، لم يعد يظهر إلا لماماً بعد أن أصبح وزيراً للمالية. كان ظهوره على شاشة القناة العربية التلفزيونية هذه المرة مساء يوم 13/3/2015 قد ارتبط بموضوع حساس جداً هو دور إيران في الحرب الجارية مع قطعان وعصابات داعش المجرمة ودور قاسم سليماني وغيره في قيادة الوحدات الإيرانية والحشد الشعبي ودور الجيش العراقي والبيشمركة والانتصار المتحقق في جبهات القتال.

   كم أتمنى أن يرى ويسمع الوزير ما يراه الشعب العراقي والعالم، لا أن يرى شيئاً ويغمض العين أو لا يسمع ما لا يريد سماع، إذ إن مصداقيته تسقط تماماً عند الذين يسمعونه وليس هذا في مصلحة وزير المالية ولا دوره كسياسي كردي وعراقي، كما إنه ليس في مصلحة العراق أساساً.

   ليس هناك من لا يفرح بانتصار القوات المسلحة العراقية وقوات البيشمركة والحشد الشعبي وأهلنا في صلاح الدين والأنبار وشيوخ العشائر وغيرهم في المعارك الجارية ضد القتلة ومن يقف معهم ويدعمهم في الداخل والخارج، بل الفرحة طاغية للخلاص من جمهرة كبيرة من الظلاميين القتلة الذين يمارسون القتل بالعراقيات والعراقيين ويمارسون السبي والاغتصاب وبيع النساء والأطفال في سوق النخاسة، بل أقول لكَ إن كنت لا تعرف بأن الفرحة طاغية بكل معنى الكلمة.

   ليس المشكلة في تأمين المستشارين والمساعدين لدعم العراق، فكما قلت أنت هناك أكثر من 22 دولة تشارك في التدريب والاستشارة، إضافة غلى تحالف دولي واسع مساند للعراق، ولكن ليس هناك غير إيران من يشارك في القتال البري وبوحدات من فيلق القدس ومن الحرس الثوري الإيراني الذي يعزى له اليوم إنقاذ العراق من وصول داعش إلى بغداد! وكان عليك الاعتراف بوجود هذه القوات وليس المرور عليها وكأن ليس هناك غير المستشارين من عسكريين وسياسيين، إذ الخشية من قولها تعني الكثير يا أخينا الوزير، كما إن الناس لا تصدق حين لا تذكر ذلك وليس هذا في صالحك ولا في صالح الجهة التي تمثلها!

   ليس المشكلة في أن تدعم إيران العراق، ولكن المشكلة في أهداف إيران بالعراق، وهي ليست خافية على أحد، بل يُصرح بها نهاراً جهاراً وعلى رؤوس الأشهاد، فلماذا لا تنتبه إلى ذلك وتشجبه صراحة وبوضوح لا يدع لل شك مكاناً في قلوب الناس. الم تسمع تصريحات يونسي، وهو المستشار لدى رئيس الوزراء الإيراني، التي جاء فيها"إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي" وواصل حديثه القومي الشوفيني المتغطرس بقوله: "كل منطقة شرق الأوسط إيرانية"، قائلا "سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءاً من إيران" ثم واصل حديثه بقوله "جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد"، في إشارة منه إلى الوجود العسكري الإيراني المكثف بالعراق حالياً. وأكد المستشار ووزير الاستخبارات الإيراني السابق يونسي إلى دعم طهران للحكومة العراقية "الموالية" قائلاً "إن منافسينا التاريخيين من ورثة الروم الشرقية والعثمانيين مستاؤون من دعمنا للعراق".

   ألا تعتبر هذه التصريحات إهانة للشعب العراقي وللحكومة العراقية ولوزير المالية العراقي في آن واحد، أم إنه يعتبر ذلك مجرد تصريحات. إن علينا أن ندرك بأن أغلب المسؤولين بإيران يفكرون بهذه الطريقة ويسعون للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط ولا يختلفون في ذلك عن تركيا الراهنة، وكلاهما يفكر على طريقة الدولة الفارسية والدولة العثمانية والهيمنة على العراق.

   سعى الوزير زيباري إلى اعتبار ما يجري من بعض العناصر في الإساءة لأبناء السنة في المناطق المحررة من وحوش داعش مجرد أفراد، وسماهم رئيس الوزراء العراقي بـ "المندسين"، ولا أختلف في هذا معهما، ولكن كم هو عددهم، وكيف نتخلص من هؤلاء الذين يشكلون نسبة غير قليلة من الذين التحقوا ولم يتعلموا من دروس الماضي أو حتى من توصيات السيد السيستاني، وهم النواة الأساسية للمليشيات الطائفية المسلحة التي التحقت بالحشد الشعبي التي أفترض أنت ورئيس الوزراء يعرفون ما فعلوا بالعراق.

   ارجوكم كفوا عن الإساءة للمنتقدين لما يجري بعد الانتصار على جبهات القتال بالنسبة للمدنيين، فالنقد يفتح عيون المسؤولين على الجرائم التي ترتكب على أيدي "المندسين" في الحشد الشعبي.

   أرجوكم لا تخلطوا الأوراق فهذا ليس في صالح العراق ووحدة شعبه ونضاله، بل محاولة غير سليمة ينطبق على القائمين بها ما جاء في القرآن "صم بكم عمي فهم لا يعلمون"، ومرة قوله "..فهم لا يفقهون" وأخرى ".. فهم لا يرجعون" ثم جاء في القرآن أيضاً "وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" ويمكن أن نقول: لعلكم تفقهون وتعقلون!!! وإلا فأين المصداقية؟

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 17-03-2015     عدد القراء :  3600       عدد التعليقات : 0