الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغيير؟

يمتلك الشعب العراقي وقواه الوطنية والديمقراطية تجربة غنية في المواقف المناهضة للمظاهرات والإصلاح والتغيير أو المعارضة لمطالب الشعب العادلة. كما تعرف الشعب على القوى التي تناهض الإصلاح والتغيير، سواء أكانت مشاركة في السلطات الثلاث، أم من بين الجماعات التي تتحرك بوحي من أولئك الذين يناصبون الحراك الشعبي والهبات المقدامة العداء ويعتدون على المناضلين المدافعين عن حقوق الإنسان وحقوق المواطنة والحريات العامة وضد الفساد والإرهاب والقهر السياسي والاجتماعي والقتل على الهوية الدينية أو المذهبية أو الفكرية أو السياسية.

فقد خاضت جماهير واسعة تجربة الهبَّة الأولى في العام 2011 و2013 التي طالبت بذات المطالب العادلة والمشروعة الراهنة ولم تتجاوز المطالبة عن محاربة الفساد والطائفية والمحاصة الطائفية في الحكم ومكافحة الإرهاب وتوفير الخدمات، ومنها الكهرباء، .. الخ، التي يطالب بها الشعب في الهبَّة الحالية (2015) والتي تصدى لها الحاكم المستبد بأمره وبقية الجوقة البائسة والمريضة في حينها والتي أنشدت معه اتهام المتظاهرين بكونهم من قوى القاعدة وأيتام البعث وحركوا القوات المسلحة ضدهم وقطعوا الشوارع وحركوا الطيران السمتي فوق ساحة التحرير لتهديد المتظاهرين. وقد اعتقل من اعتقل وعذب من عذب واغتيل من تمكنوا من الوصول إليه، ومنهم الكاتب والصحفي الشهيد هادي المهدي. ولكن الشعب لم يصدق الحكام المارقين ولا المرتزقة ووعاظ السلاطين. إلا إن العنف الحكومي وسكوت المرجعية حينذاك هو الذي مكن الحكام من إفشال المطالبة بالإصلاح والتغيير. ومن الغريب أن نشير هنا إلى إن أحد البارزين في التلفزة العراقية الذي أجرى مقابلات مع المالكي وأعداء المظاهرات ليدلل على إن المظاهرات من قوى القاعدة وأيتام البعث، عاد مرة ثانية في مقابلة له مع المعتقل أمين عام حزب البعث عبد الباقي عبد الكريم السعدون والمتهم بارتكاب جرائم لينتزع منه بأن البعثيين كانوا وراء مظاهرات 2011، وساهموا فيها وكانوا يريدون إسقاط النظام وفشلوا في ذلك، ليبرهن على أن رئيس الحكومة والجوقة الظالمة، التي كان هو منها، كانوا على حق حين اتهموا تلك المظاهرات بأن البعثيين كانوا وراءها!!!

واليوم وبعد أن تعاظم عدد المشاركين في المظاهرات الشعبية ووجدت التأييد والدعم من الشعب والمرجعية الدينية الشيعية ومؤسسات دينية سنية وتبلورت الشعارات والأهداف الأساسية للمظاهرات، بدأت جوقة المناهضين للمظاهرات الشعبية والمخروعين حقاً من عواقبها على امتيازاتهم وفسادهم في التشكيك بالمظاهرات والتحذير من انحرافها بأمل إقناع المؤيدين لها للارفضاض عنها. ولكن ماذا يقصدون بالانحراف عن أهدافها؟ فما هي أهداف الإصلاح والتغيير التي يطالب به المتظاهرون باسم الشعب المتزايد تأييداً لهم؟ هل يعتبر انحرافاً عن أهداف الشعب حين يطالب المتظاهرون بـ:

** إلغاء النظام الطائفي السياسي وتوزيع المناصب في السلطات الثلاث على أساس المحاصة الطائفية المفرقة للصفوف والمنافية لحقوق الإنسان والدستور؟

** اعتماد مبدأ المواطنة العراقية في توزيع المناصب الحكومية والوظائف في السلطات الثلاث وعلى وفق معايير الاختصاص والكفاءة والخبرة؟

** محاربة الفساد والمفسدين وكشف ملفات الفساد ومحاسبتهم أمام القضاء واسترداد الموارد المسروقة إلى خزينة الدولة؟

** مكافحة الإرهاب وتعزيز جبهات القتال للانتصار على الإرهابيين الداعشيين والبعثيين والنقشبنديين وغيرهم ممن يشارك في احتلال وسبي واغتصاب النساء وقتل الناس ونهب موارد النفط والمال العام وتدمير تراث العراق الحضاري؟

** توفير الخدمات العامة والضرورية لأفراد المجتمع كالكهرباء والماء والنقل والضمان الصحي والاجتماعي والعمل؟

** تطهير القضاء العراقي م الفاسدين الذين خدموا المستبدين في الفترات الماضية وشوهوا السلطة القضائية وداسوا على استقلالها بأقدامهم خدمة للسلطة التنفيذية والحاكم بأمره، سواء أكان پاول بريمر أم نوري المالكي؟

** مساواة المرأة بالرجل واحترام بنود الدستور في مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتمتعها بحريتها؟

** رفض التمييز إزاء أتباع الديانات والمذاهب الأخرى أو القوميات وتهميشهم أو التجاوز على حقوقهم وإجراء التغيير الديموغرافي على مناطقهم، وبشكل خاص بالنسبة للمسيحيين بمحافظة نينوى أو بالإقليم...الخ.

إن المناهضين لحقوق الشعب وحرياته والداعين إلى وقف عملية الإصلاح والتغيير والتحذير من انحراف الأهداف يهدفون إلى وقف مسيرة الشعب النضالية للخلاص من الطائفية والهويات الفرعية القاتلة والفساد والإرهاب، إنهم أعداء الشعب الذين لا بد من فضحهم وتعرية أهدافهم التي يختفون وراءها بذريعة الحرص على مصالح الشعب. والسؤال الواقعي هو: هل عرف الحاكم بأمره مصالح الشعب وهل احترم إرادته وهل تجاوب مع مطالبه؟ كلكم تعرفون إن الجواب كان وما يزال لا، ثم لا، ثم لا. لهذا يقول المتظاهرون بصوت الشعب: افتروا، وافتروا، ثم افتروا، لعل بعض افتراءاتكم تعلق بأذهان الناس!!

1/9/2015

  كتب بتأريخ :  الخميس 03-09-2015     عدد القراء :  3048       عدد التعليقات : 0