بمناسبة اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات العراقية والتي ستكون يوم 20 نيسان 2013، أقام الاتحاد الديمقراطي العراقي في ولاية مشيكان الامريكية أمسية حوارية يوم الخميس 11 نيسان 2013 ، تضمنت محورين، الأول، قدمته المخرجة التلفزيونية والسينمائية نادية السعدي حول الدعاية الانتخابية ومخاطبة الرأي العام، وتضمن المحور الثاني رأي الاتحاد في هذه الانتخابات قدمه الزملاء جميل ميزي وعامر جميل ونبيل رومايا.
افتتح الامسية الزميل نبيل رومايا مرحبا بالحضور ومقدما المخرجة نادية السعدي والتي تحمل ماجستير في الدعاية والاعلان من جامعة الحسن الثاني في المملكة المغربية وتعمل على اكمال اطروحة الدكتوراه في اَليات الإقناع في صناعة الدعاية الانتخابية كدراسة مقارنة بين الانتخابات الامريكية والعراقية. وللمخرجة السعدي تاريخ ابداعي حافل اذ كانت مخرجة ومقدمة برامج اطفال اذاعية وتلفزيونية في العراق والمغرب ومخرجة ومقدمة برامج ثقافية ووثائقية وعضوة في العديد من المؤسسات الفنية والثقافية والاكاديمية.
وتحدثت المخرجة نادية السعدي حول تأثير الدعاية الانتخابية على الناخب "المتلقي" وعلاقتها بطريقة العرض والتقديم والمحتوى، واشارت بعدة امثلة وصور لحالات واعلانات ممكن ان تسئ الى المرشح ولا تخدمه، وكيف يجب ان تقدم الدعاية الانتخابية لتكون مؤثرة وداعمة. وكانت محاضرة مشوقة، بموضوع غير مطروق سابقا من قبل الباحثين العراقيين، نالت اعجاب الحاضرين الذين طالبوا بلقاء اخر حول الموضوع وتوثيق هذه المعلومات القيمة في محاضرة الكترونية.
وأبتدأ الزميل نبيل رومايا المحور الثاني من الامسية بالطلب من الجميع الاتصال بأهاليهم واصدقاءهم في العراق لحثهم على المساهمة في هذه الانتخابات من اجل إصلاح العملية السياسية ودعم المؤسسات الديمقراطية، ومحاربة الفساد وتوفير الخدمات العامة وتعزيز استقلال وسيادة البلد، والاهتمام بالوطن والمواطن العراقي وحماية البيئة والمياه.
وأضاف اننا نسعى من اجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال اختيار القائمة الأكثر تعبيرا في برنامجها عن مصالح أبناء الشعب وطبقاته المتضررة والتي يمتاز مرشحيها بالإخلاص والنزاهة والكفاءة والتجربة والسلوك الاجتماعي النظيف واليد البيضاء.
ثم تحدث رومايا عن قائمة تحالف العدالة والديمقراطية العراقية 422 في بغداد ومكوناتها كمثال للقوائم الوطنية في بغداد والمحافظات الاخرى، والتي عن طريقها ننشد رؤية جديدة لخدمة المواطنين.
وتحدث الزميل جميل ميزي حول القوانين الانتخابية التي تحكم الانتخابات في العراق بشكل عام وتعقيداتها والمشاكل التي سببتها، وتحدث حول التغيرات المفروض ان تجري في هذه القوانين، واهمية النزاهة والحيادية في التعامل الانتخابي. وتطرق الى الضغوط التي بذلت من قبل منظمات المجتمع المدني والتيار الديمقراطي وبعض النواب والناخبين، والتي ادت الى تطبيق قانون سانت ليكو الذي الغى اعطاء الاصوات الاضافية للقوائم الفائزة واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكنه اضاف ان كل هذه الامور ليست كافية بدون سن وتعديل الاجراءات والقوانين لضمان إجراء انتخابات نزيهة في العراق، ومن هذه الاجراءات اقامة احصاء سكاني في كافة انحاء العراق وسن قانون للأحزاب العراقية ينظم عملها ومواردها، وتعديل قانون المفوضية العليا للانتخابات مع انتخاب مفوضية جديدة بعيدة عن المحاصصة والطائفية، وجعل العراق دائرة انتخابية واحدة لضمان حقوق الاحزاب الصغيرة. واشار ميزي الى قوانين المفوضية العليا التي تنظم الدعاية الانتخابية والتي يستمر خرقها من قبل الاحزاب المتنفذة باستخدام المال العام ومؤسسات الدولة والمراكز الدينية.
وتحدث الزميل عامر جميل حول مفهوم الديمقراطية والانتخابات وكيف ان الانتخابات جزء اساسي من ممارسة الديمقراطية ولكن الدولة لا تعتبر ديمقراطية بإجراء انتخابات عامة فقط، فالديمقراطية ممارسة وتربية وحياة. وتحدث جميل حول اسباب مشاركة التيار الديمقراطي اليساري في الانتخابات بالرغم من كل الصعوبات والتوقعات، مشيرا الى ان اهداف التيار الديمقراطي ليست قصيرة المدى او ضيقة الافق والتيار مدافع عن حقوق الناس وخاصة الطبقات المتضررة منه وله سياسات واهداف، وهذه السياسات والاهداف ليست مرتبطة بكسب سريع او أني او بتبوء منصب هنا او هناك. وقارن الزميل عامر جميل بين تجربة العراق وتجربة مصر وتحدث عن مؤسسات الدولة والقانون في مصر والتي افتقدها العراق في عهد الصنم ولحد الان، وتحدث عن تشتت الاحزاب العلمانية في الانتخابات المصرية الاخيرة مما ادى الى بعثرة الاصوات وفوز قوى الاسلام السياسي في مصر. وهكذا الحال في العراق.
وشارك الحضور بمداخلات واستفسارات كثيرة اغنت موضوع الامسية.
وحضر الامسية عدد كبير من المهتمين بالشأن العراقي وممثلين لجمعيات واتحادات وتجمعات الجالية من الولايات المتحدة وكندا.