الانتقال الى مكتبة الفيديو
 
النهضة الغنائية السريانية الحديثة
الأربعاء 31-12-1969
 
بدأت النهضة الغنائية السريانية الحديثة في منتصف العشرينات من هذا القرن ، فمنذ ان بدأ شعبنا يشعر بالاستقرر بعد المجازر التي تعرض لها خلال الحرب العالمية الأولى من قبل الاتراك ، ظهرت هناك فترة يمكن تسميتها / الاستيقاظ / فكان للكنيسة الدور الابرز في ذلك وكذلك المدارس السريانية ، فتم تشكيل كورال المرتلات في الكنيسة وكانت الخطوة الاولى نحو اكتشاف الاصوات ، وظهر العديد من الملحنين وكتاب الاغنية امثال الاستاذ كبرييل اسعد ودنحو دحو ، وكانت الملفونيثو ايفلين داوود في مقدمة الذين غنوا السريانية وفي الستينات تبعها الفنان حبيب موسى
وتم تسجيل الاغاني لاول مرة ومن اشهرها /شامو مر وكرشلا ايذي / مما شجع الكثيرين على الغناء ، واخذت الاغاني والالحان في الازدياد والتي هي من اعماق التاريخ ، الحان الكنيسة السريانية الغنية بتراثها ، فكانت طفرة كبيرة توجت بمهرجانات في لبنان ببداية السبعينات . الموسيقا السريانية تعتبر جزءاً اساياً من ثقافة بلاد الرافدين والشرق الأوسط. وبهذا المعنى يمكن إبراز أهميتها في هذه الثقافة، وهذا يدفع إلى التساؤل حول حجم التأثيرات الثقافية السريانية في إقليم الشرق الأوسط؟. قد لا نعثر على جواب شافٍ تماماً عندما نتناول القضية من ناحية الثقافة الموسيقية أو علم الأصوات، إذ سيصادفنا خليط ضخم ومتعدد من الثقافات الموسيقية، لأن الشرق الأوسط عاشت فيه أمم وديانات مختلفة، لهذا من الطبيعي أن يحدث تأثر وتأثر متبادل في عادات الرقص والأكل والصناعات اليدوية والموسيقى، ويعتبر هذا سبباً رئيسياً للخلط الذي نجده في في الموسيقى السريانية، من هنا فإنه من الصعوبة بمكان توصيف بناء ثقافي خالص، والصعوبة تبدو أكبر في تحديد بناء موسيقي سرياني خالص. فالتأثير المتبادل بين ثقافات الشعوب يظهر بوضوح أكبر في العادات والتقاليد الموسيقية، من هنا اعتبارنا للموسيقى السريانية كجزء من موسيقى الشعوب الشرق أوسطية. للأسف لا يمكننا اليوم معرفة العادات الموسيقية ولا المنظومة الموسيقية للآشوريين الذي عاشوا قبل المسيح. لكن وصل إلينا القليل من المعرفة الميثولوجية التي تعود لآلاف السنين، وكذلك تعرفنا على بعض الآلات الموسيقية. يقال أن الملوك الآشوريين كانوا يقيمون احتفالات ضخمة أشبه بالكرنفالات حيث كان الناس يرتدون ألبسة خاصة بهذه المناسبات ويرقصون على أنغام الموسيقى. ويقال أيضاً أن آلاف الألواح المكتوبة بالخط المسماري كانت عبارة عن مقطوعات موسيقية لكنها ضاعت أو أصابها التلف. الحفريات التي جرت في المنطقة كشفت عن بعض الآلات كالناي المصنوع من أنابيب وهارب مصنوع من ريش بعض أنواع الطيور. مع أن معرفتنا محدودة بالفترة التي سبقت المسيحية. بيد أنه ليس هناك معرفة كاملة في متناول أيدينا حول الموسيقا السريانية في بدايات المسيحية بسبب عدم تدوين الموسيقى. لأن الموسيقى لدى السريان كانت تنتقل شفهياً من جيل لآخر عبر الكتب المقدسة. الصوت والأنغام والأشعار. هذه العادة في التقليد السرياني كان يحدث على الموسيقا تغييرات كثيرة ويعطيها كل مرة طابعاً جديداً، لأن الأذن تتأثر بالأصوات الخارجية، وهذا من شأنه خلق منظومات جديدة للصوت يدفعها لأن تجدد نفسها باستمرار. وهكذا وبوجود قوانين وضوابط عامة للموسيقى نشعر بأن الهيكل العام للموسيقى يختلف ويتجدد من جيل لآخر. لكن بالرغم من ذلك فإن الموسيقى السريانية الدينية /الكنسية/ تتميز بهويتها عن غيرها. فالموسيقى الدينية محكومة بقوانينها الخاصة. لكن بشكل عام يمكن القول أن الموسيقى السريانية تتفرع لفرعين أساسيين: 1- الموسيقى الدينية (الكنسية). 2- موسيقى غير دينية: أ ـ الموسيقى الشعبية التراثية. ب ـ الموسيقى الشعبية المعاصرة. أولاً ـ الموسيقا الكنسية: بدون شك عندما نتحدث عن الموسيقا السريانية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو موسيقى الكنيسة السريانية المميزة بتراكيبها وأنغامها. استعمال الموسيقى في الكنيسة بانتظام بدأ في القرون الأولى للمسيحية. في بداية القرن الثاني أدرجت الموسيقى في طقس القداس الكنسي عبر أشخاص حملوا صفات /الشاعر والموسيقي والكاهن/ على حد سواء. واعتباراً من القرن الرابع أدخلت كتابات جديدة وخاصةً في القداس كالقصائد والموشحات والمداريش. وفي القرن السابع الميلادي وصلت إلى عصرها الذهبي. كنائس المشرق امتلكت منظومة متكاملة من الألحان وتقدمت هذه الطقوس الموسيقية وتطورت بشكل خاص في الكنيسة البيزنطية والأرمنية والسريانية /اليعاقبة، النساطرة، الكلدان، الملكيين، الموارنة/ وكعادة الكنائس المشرقية فإن الكنيسة السريانية تمتلك ثمانية ألحان (مقامات) أساسية تشبه طقوس الكنيسة البيزنطية والأرمنية. ويقال لهذه المقامات (الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والسابع، والثامن) وتبعاً للتقويم الكنسي تنقسم السنة لأدوار أي ثمانية أسابيع. الدور الأول يبدأ بثمانية أسابيع تسبق عيد الميلاد. وفي كل يوم أحد فإن تراتيل الكنيسة تُغنى وفقاً للمقام الخاص بذاك اليوم، وهكذا وفق هذا النموذج: 1- أحد تقديس الكنيسة (المقام الأول). 2- أحد تجديد الكنيسة (المقام الثاني). 3- أحد بشارة زكريا (المقام الثالث). 4- أحد بشارة العذراء (المقام الرابع). 5- أحد ذهاب العذراء إلى إليصابات (المقام الخامس). 6- أحد ميلاد يوحنا المعمدان (المقام السادس). 7- أحد حدوث الرؤيا ليوسف الصديق (المقام السابع). 8- الأحد الذي يسبق الميلاد (المقام الثامن). وبمعزل عن هذا النظام هناك بعض الأيام يقدم القداس بألحان خاصة بذاك اليوم مثال في ذكرى القديسين الصلوات ترتل غالباً بالمقام الثامن. وفي يوم ذكرى العذراء الصلاة ترتل بالمقام الأول. وعدا عن ذلك هناك ألحان أخرى تقدم بها الصلاة كأيام الصوم وغيرها. لا شك بأنه في بعض الأحيان نجد شيئاً من التشابه بين الألحان السريانية والعربية والفارسية والتركية. ومثال على ذلك المقارنة التي أجراها الأرخدياقون نعمة اله دنّو بين الألحان السريانية والعربية: ـ المقام الأول بالسريانية يقابله مقام الموكليف والكزّي. ـ المقام الثاني بالسريانية يقابله مقام النوريز. ـ المقام الثالث بالسريانية يقابله نغمات لاويج وشهري. ـ المقام الرابع بالسريانية يقابله مقام الراست ودمشق. ـ المقام الخامس بالسريانية يقابله مقام الصبا وجرجه. ـ المقام السادس بالسريانية يقابله مقام النوى. ـ المقام السابع بالسريانية يقابله مقام سفين. ـ المقام الثامن بالسريانية يقابله حجاز مصر وأنغام كركوك. لا يمكننا أن نقول أكثر من هذا عن الألحان لأنها لم تدون موسيقياً بالرغم من أن الأرخدياقون دنّو في كتابه أعطى رأيه في هذا المجال. المواضيع الموسيقية الكنسية السريانية الساسية جمعت في كتاب يُعرف (بالبث كاز) أي كنز الحان السريانية، ويتضمن أيضاً حوالي سبعمائة لحن آخر. في الموسيقى السريانية تفرد للصوت الإنساني أهمية خاصة في خدمة القداس الذي يبدأ بتراتيل تردها جوقات يقودها أحد الملافنة (الأساتذة) أو الكاهن. وتسمى جوقة المرتلين (شمامسة) ولهم درجات مختلفة في الكنيسة ويرتلون بشكل جماعي. وأحياناً يرافق الجوقة فرق نسائية. وأحياناً يتم الغناء بشكل إفرادي بمرافقة الصنوج والمراوح. ومؤخراً أدخلت بعض الآلات الموسيقية الحديثة لخدمة القداس على خلاف ما جرت العادة في الأزمنة القديمة. ومن هذه الالات الأورغ الإلكتروني الذي يستخدم غالباً في القداديس الكبيرة التي تُجرى في كنائس على شكل كاتدرائيات، وتستعمل هذه الآلات لاستمالة مشاعر السامعين، ولكي تساعد المرتل وتجنيبه النشوز عن اللحن. لكن لا يوجد برنامج أو قانون يضبط كل المرتلين في الكنيسة، بل يعتمد على نجاح المرتل أو المغني في ضبط الهارموني الخاص بصوته مع الآلة الموسيقية. هناك بعض السريان ممن يشتكون من هذه العادات الجديدة بحجة الحفاظ على العادات والتقاليد. وفي الوقت ذاته نجد آخرين منفتحين على العصر يشجعون مرافقة الأورغ لصوت المغني ويحثون على استمرار هذه العادة وتطويرها، لكن هذه العادة لم تتبناها بعد كل الكنائس السريانية. في القرن الخامس عندما انقسمت الكنيسة لفرق وكنائس مختلفة تكونت نماذج وأنماط موسيقية. اليوم يوجد سبعة من هذه الكنائس تستمد الكثير من العادات من الثقافات الوطنية. كنيسة الرها العريقة هي أشهر تلك الكنائس بسبب ألحانها، وأيضاً فإن هناك تشابهاً كبيراً في طقوس القداديس بين جميع الكنائس. لكن الألحان والعادات تختلف في بعض الأحيان تبعاً للزمان والمكان. ثانيا ـ الموسيقى اللا دينية: 1- الموسيقى التراثية الشعبية: دُرس كثيراً الرأي القائل بأن الموسيقى السريانية استمدت قوتها وقدرتها على الاستمرار من الموسيقى الشعبية. لكننا نفتقر اليوم إلى الدلائل التي تؤكد هذا الرأي. لأن جزءاً صغيراً فقط من الأغاني التي كان يرددها السريان قد وصل إلينا. كأغاني الأعراس أو الجنازات أو الأعياد أو تلك التي تسمع في الحياة اليومية. الأغاني التي جمعت في هذا المجال تبدو قليلة وبعيدة كل البعد عن النماذج العلمية. وما جمع كان نتيجة لجهود فردية من قبل بعض المهتمين، وكثير من الألحان الشعبية التراثية ضاع في ضجة المدن الكبرى عندما بدأت هجرة السريان للدول الأوربية. وكما قلنا من البداية فإن السريان عاشوا مع الأتراك والعرب والأكراد والأرمن. ومن المعروف أن حاجة السريان للغناء دائماً كان الأكراد يلبونها وهؤلاء كانوا يسمون (مطرب). التقصير في دراسة واستعمال الموسيقى بحياتهم اليومية لا سيما في الأزمنة المتأخرة كانت سبباً رئيسياً في تأثر السريان بالثقافة الموسيقية الكردية. وأجهزت الثقافة الموسيقية العربية والتركية على ما تبقى من إرثٍ موسيقي سرياني. الروح الهادئة التي تتبدّى في أغاني الشعب السرياني مع استعمال الآلات الموسيقية المزدوجة، أنماط الألحان في الموسيقى الشعبية تبدو أكثر غنىً من تلك الدينية، لأنها تحمل ملامح وخصائص محلية أو وطنية. وتلك الأغاني تحتوي في أحيانٍ كثيرة على ألفاظٍ وتعابير أخذت من الجيران، وحتى اليوم بنفس النغمات يتم تناقل الأشعار السريانية مع استمرار الكثير من الألفاظ الغريبة، وكنموذج على ذلك أغنية (ؤوإسا ـ هورزه) تطرق أذن السامع مباشرةً الألفاظ العربية. 2- الموسيقى الشعبية: في القرن الأخير نزح الكثير من من السريان إلى المدن، وفيها تعرفوا إلى الحياة والثقافة المدنية. وخاصةً بعد عام 1970 مع هجرة أعداد كبيرة منهم لأوربا وأميركا حيث ذابت ثقافتهم وفقدوا بعض ملامحها. والسبب الرئيسي لهذا الوضع محاولة مزج الثقافة الموسيقية الغربية مع السريانية. واقتصر هذا على الغناء بكلمات وأشعار سريانية تم ضبطها على الألحان وهذا دفع لظهور دعوات جديدة والعديد من الأبحاث حول ضرورة إكساب الموسيقى هوية قومية. لكن هذه الدعوات والمحاولات بدلاً من أن تخلق شروطاً أفضل للتجدد والتطور للأسف فشل معظمها. واصطدمت محاولات خلق موسيقى قومية من ألحان الكنيسة بصعوبات كبيرة وجانبها النجاح في كثير من الأحيان. لكن برزت بعض المحاولات الجادة في هذا المجال وأصابت قدراً من النجاح نذكر منها محاولات الموسيقيين السريان (نوري اسكندر، جوزيف ملكي، بول ميخائيل، جورج شاشان) الذين ساهموا بشكل كبير في انطلاق الموسيقا السريانية الشعبية، وخلق أغنية سريانية جديدة. ثم برزت بعد ذلك أسماء فرق ومغنين انتشرت أغانيهم في أوربا نذكر على سبيل المثال (سمعان زكريا، جان بربر، جليل ماعيلو، حبيب موسى، جوزيف ملكي ، نينيب عبد الاحد) وهؤلاء جميعاً اكتسبوا شهرة بين السريان. ومن المغنيات المعروفات اللواتي برزن في حقل الأغنية السريانية الشعبية نذكر (ليندا جورج، نهرين كارس، جوليانا جندو، شميرام ملكي ، بابيلونيا). الموسيقى السريانية لم تعرف على الصعيد الدولي، لكن يمكن القول أن الموسيقا الشعبية انتشرت بشكل كبير بين السريان في الوطن والمهجر. بين عام 1960 ـ 1970 الموسيقى السريانية حققت بعض الحضور، وتم إصدار الكثير من الأشرطة الموسيقية السريانية في لبنان وسوريا وتركيا والعراق وألمانيا والسويد. الفنان الكبير حبيب موسى يعيد الأمل لموسيقانا بدأت النهضة الغنائية السريانية الحديثة في منتصف العشرينات من هذا القرن ، فمنذ ان بدأ شعبنا يشعر بالاستقرار بعد المجازر التي تعرض لها خلال الحرب العالمية الاولى من قيبل الاتراك ظهرت هناك فترة يمكن تسميتها فترة الاستيقاظ ، فكان للكنيسة الدور الابرز في ذلك وكذلك المدارس السريانية ، فتم تشكيل كورال المرتلات في الكنيسة وكانت الخطوة الاولى نحو اكتشاف الاصوات ، وظهر العديد من الملحنيين وكتاب الاغنية امثال الاستاذ كبرييل اسعد والملفونو دنحو دحو ، وكانت الملفونيثو ايفلين داوود والفنان حبيب موسى في مقدمة الذين غنوا في الستينات ، وتم تسجيل الاغاني لاول مرة ومن اشهرها ـ شامو مر ـ وكرشلا ايذي ، مما شجع الكثيرين على الغناء واخذت الاغاني والالحان في الانتشار والتي هي من اعماق التاريخ . وللتذكير فقد انهالت العروض على الفنان حبيب موسى وما زالت حتى اليوم من اجل ان يغني في العربية ، وذلك عندما فاز بامتياز في استديو الفن اللبناني ، لكن رسالته منعته من ذلك وهي اعادة احياء اللغة السريانية ، فرفض العروض والاموال والشهرة الكبيرة التي كان سيحققها على مستوى الوطن العربي كله في سبيل الرسالة المقدسة التي امن بها ومازال وسيبقى الى الابد . الموسيقى كالمصباح ، تطرد ظلمة النفوس وتنير القلب فتظهر اعماقه ، الموسيقى عند اليونان والرومان كانت الها مقتدرا بنوا له هياكل عظيمة قدموا عليها اجمل قرابينهم واعطر بخورهم ما برحت تحدثنا بعظمتهم . نقلت الينا أثارنا الاشورية رسوما تمثل مواكب ملوكنا سائرة والات الطرب تتقدمها ، وقد تحدث المؤرخون عن الموسيقى والغناء فقالوا انها عنوان المجد في الحفلات ورمز السعادة في الاعياد ، اجل فالسعادة بدونها تحكي فتاة قطع لسانها. ما سارت الشعراء امام الكتائب الى ساحات القتال لا ولا الخطباء ، ما رافقتهم الاقلام والكتب بل مشت امامهم الموسيقى كقائد عظيم يبث بأجسامهم قوة تفوق الوصف. الموسيقى رفيقة الراعي في وحدته ، ترافق ارواحنا وتجتاز معنا مراحل الحياة وتشاطرنا الافراح والاتراح. اذا بكى الرضيع اقتربت منه والدته وغنت له بصوتها الموسيقي المملوء رقة فيكف عن البكاء ويرتاح لالحان امه المتجسمة من الشفقة والحنان فينام. ففي الغرب مثلا يقدسون الغن والفنانين ولا يفوتون اي عمل بدون سماعه وتقيمه واعطائه حقه ، واذا كان ذلك العمل ناجحا فيمجدون ويرفعون من شان من قام به ، واذا كان عملا ليس بالمستوى المطلوب فهم ينقدون صاحبه بغية توجيهه الى الطريق الصحيح والى اعمال فنية قادمة ناجحة . نحن السريان الاشوريين قديما كان لنا الدور الكبير في مجال الموسيقى حيث سارت امامنا في الحروب وفي الاحتفالات وفي العيد القومي لنا في الاول من نيسان ، حيث كان للشعراء والملحنيين والموسيقيين المنزلة الكبيرة عند الملوك والشعب . عندما ادخل برديصان الموسيقى الى الكنائس رأينا كيف انه تسابق الشباب والفتيات الى الكنائس في ذلك العصر الذي كان عصرا ذهبيا أزدهرت فيه الكنائس ونشطت. لكن مع الاسف أقول أنه في زمننا الحاضر لم يعد احد منا يقيم عمل الفنانين من شعراء وملحنيين ومطربين فتذهب اعمالهم وانتاجاتهم مهما كانت بدون قيمة. كثيرة هي الاعمال الفنية الي تصدر من فنانينا لكن القليل جدا من تلك الاعمال يبقى في الذاكرة . واعمال الفنان حبيب موسى القديمة منها والحديثة تجد الاذان الصاغية عند شعبنا بجميع طوائفه ، فللفنان الكبير حبيب موسى شعبية كبيرة قل نظيرها لفنانين اخرين مع احترامي للجميع ، نظرا لأن الفنان حبيب موسى يتمتع بمواصفات فنية راقية جدا ، مثل الصوت والاداء ونظرا لمشواره الطويل في مجال الفن الغنائي. حيث كان له الى جانب العديد من رجالات هذة الامة في العصر الحديث الدور الكبير في اعادة احياء تراث ابائنا واجدادنا من اجل لم الشمل ومن اجل الوحدة بين جميع طوائفه ، والالحان التي لحنها الفنان حبيب موسى هي مميزة ومختومة بختمة ومن نفس الاصالة والجذور الموسيقية السريانية العريقة ، حيث كان لها الصدى الكبير عند جمهوره . فالكلمات الشعرية التي التي ينتقيها حبيب موسى من بين الاف القصائد المعروضة عليه دائما تجد الاذان الصاغية وتجد من يرددها في كل زمان ومكان . لقد قام الفنان حبيب موسى بتلحين الكثير من الاغاني لمطربين جدد ولاقت النجاح الكبير والشهرة السريعة لهم والشريط الذي اصدره سنة 1995 والذي كان من تلحينه لاقى القبول عند جمهوره ووضع حبيب موسى في مصاف الملحنين الكبار عند شعبنا والذين لا يزيدون عن اصابع اليد الواحدة. وعمله الاخير ( اورهوي ) الذي انتجه في المانيا والذي ابدع فيه ابداعا كبيرا اعاد فيه الامل الى موسيقانا السريانية فقد سمعنا صوت مطربنا وقد زاد حلاوة وتجدد كما لو كنت تسمعه وهو يغني اغانيه القديمة . واخيرا لقد علمت من حبيب موسى قبل ايام من كتابتي هذا الموضوع انه بصدد اصدار (البوم) جديد من تلحينه وانه وضع كل امكانياته الفنية من اجل انتاج هذا العمل لكي يبفى خالدا كما كانت اعماله كلها ، فكل ما نطلبه من فناننا حبيب موسى هو الاستمرار بالعطاء مهما كانت الظروف ، لان شعبنا بحاجة الى صوته كحاجته الى الماء والهواء ، واننا نعد قرائنا الاعزاء بتزويدهم باخبار فنانهم حبيب موسى دائما وشكرا... نبيل م السويد اوائل اعلام الموسيقى السريانية :**الموسيقار كبرييل اسعد ( 1907 - 1997 ) يعد الموسيقار الكبير كبرييل اسعد من اوائل الذين كتبوا ولحنوا الاغنية السريانية ، ولقد اضحت اغانيه وخاصة القومية تراثا ومصدرا ملهما لنا ، ومن منا لا يعرف اغانيه التي مضى عليها 75 سنة ولا زلنا نرددها بحماس وحنية الى اللحن الجميل والكلمات الجذابة الممتلئة بالحنان إلى الماضي ، فمن اغانيه الاسطورية : موث بيث نهرين ، موثو رحمتو نيشو ديل ، موثو ديلان .. وغيرها , هم اغاني خالدة في وجدان كل فرد سرياني اينما وجد . **يوسف شمعون ( 1924 - 1963 ) شماس ومطرب الجيل الأول ، وله تسجيلات نادرة للاغاني القديمة التي غناها مع الاستاذة المطربة ايفلين داوود في الفترة ما بين 1951 ـ 1960 ومن اهم تلك الأغاني : هو دونحو شمشو ـ موثو ديلان ـ موثو رحيمتو ـ موث بيث نهرين . **ايفلين داوود ( 1935 ـ 2003 ) الاستاذة والمطربة ايفلين داوود هي المطربة الأولى التي غنت باللغة السريانية منذ عام 1951 وغنت مع المطربين الاوائل مثل : يوسف شمعون ـ جليل معيلو ـ حبيب موسى ، ومن اشهر اغانيها : اخ تاغوريه ـ طعمو دهوبيل ـ موث بيث نهرين وغيرها من الاغاني التراثية الرائعة . **جليل معيلو ( 1943 ـ 1993 ) من المطربين الذين كانو يملكون اجمل الاصوت ووالده جورج معيلو كان ايضا من اصحاب اجمل الاصوات ومن اشهر اغاني المطرب جليل معيلو : بيتو شافيرو ـ طالو ساغي ـ لماني زليكي ـ او لليانو ـ رحمتو دليبي ـ كو رحملوخ .. وغيرها دنحو دحو ( 1926 ـ 1994 ) كاتب كلمات الاغنية السريانية الاولى ، ومن اشهر الاغاني التي كتبها : شامو مر ـ الفو شلومي ـ ميصوري لقولي ـ وهذه الاغاني غناها المطرب الكبير حبيب موسى وهي من تسجيلات 1969 مع الموسيقي الكبير جورج جاجان نبيل مروكي ـ السويد (الموضوع من كتابة وصياغة موقع المحطة )

 
   
 



اقـــرأ ايضـــاً
محمود المشهداني رئيسا جديدا لمجلس النواب العراقي
هدف نتانياهو "عدم منح المرشحة الديمقراطية، كمالا هاريس، أي مكسب سياسي أمام الناخبين"
انتهاء الجولة الأولى لانتخاب رئيس البرلمان.. ماذا ينتظر المرشحون؟
العراق في المرتبة الرابعة عربياً بعمالة الأطفال وتحذير من تنامي ظاهرة "خطيرة"
"هل تريد أن أُقتل على الهواء؟".. مهدي حسن يتسبب في طرد ضيف أميركي
بعد فوضى وعراك.. البرلمان يفشل بإتمام جلسة القوانين الجدلية
مزحة قد تكلف ترامب حلمه بالرئاسة
السوداني: العراق أحد أكثر البلدان تعرضاً للتحولات البيئية والتغيرات المناخية
إحياء الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين وسط بغداد: الشهداء حاضرون في رايات المحتجين
تعزية من الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الأميركية
مشادات كلامية داخل مجلس النواب.. ماذا يجري؟ وعدم انعقاد جلسة اليوم
المجمع الفقهي والوقف السني يرفضان تعديل قانون الأحوال ويطالبان بمدونة موحدة..
 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





للمزيد من اﻵراء الحرة