الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
(إيمان أحمد) ناشطة عراقية في الساحة الدانماركية

السيدة (ايمان عبدالاله احمد) حاصلة على شهادة الماجستير في الهندسة من جمهورية جيكوسلوفاكيا، وهي تعيش منذ أكثر من 22 عاماً في الدانمارك، إلتقتها (طريق الشعب) في العاصمة كوبنهاكن، ووجهت اليها عدداً من ألأسئلة، بمناسبة الثامن من آذار (يوم المرأة العالمي):
طريق الشعب: الواضح إنك خرجت مبكراً من العراق، متى ولماذا؟
تجيب الرفيقة إيمان قائلة: تركت الجامعة التكنولوجية في بغداد، عام 1978 وكنت حينها في الصف الثالث قسم الكهرباء، وذلك بسبب المطاردة والملاحقة التي تعرضت لها داخل الحرم الجامعي من قبل رجال الامن، و جلاوزة الأتحاد الوطني لطلبة السلطة، أسوة ببقية زملائي من الطلبة الشيوعيين والتقدميين، وكل من لم يكن بعثياً أو عضواً في إتحاد طلاب السلطة، ووقتها كانت الهجمة واسعة وشاملة ولم تقتصر علينا نحن الطلبة الشيوعيين فقط، بل شملت جميع أعضاء الحزب الشيوعي وأصدقائه ومناصريه! وقد إضطررت، بعد تركي للجامعة للأختفاء لدى الأقارب والأصدقاء، الى أن تهيأت لي فرصة الخروج من الوطن، وكانت محطتي الأولى بلغاريا، حيث نسبت لمدرسة حزبية في إحدى مدنها مع العشرات من رفاقي ورفيقاتي، ثم أرسلت في زمالة دراسية الى جيكوسلوفاكيا، حيث دخلت كلية الهندسة، وأنجزتها بنجاح وتفوق، ولما كانت العودة للوطن، بعد تخرجي، تقترب من المستحيل. فالدكتاتورية كانت جاثمة على صدور شعبنا ووطننا، لذلك فكرت باللجوء الى الدانمارك، خصوصاً وأنا أم ومسؤولة عن طفل أنجبته في جيكوسلوفاكيا.
طريق الشعب: هل مارست إختصاصك هنا؟ أقصد هل كان لدراستك الطويلة في جيكوسلوفاكيا ولشهادتك العالية في ميدان الهندسة، مجال للعمل هنا؟
الرفيقة إيمان تجيب: كلا بالطبع فالعمل في بلاد المهجر صعب وعسير، والتفكير بالأستفادة من الأختصاص نادر وإستثنائي، وربما ينطبق على الأطباء تحديداً، وأيضا بعد أن يجتازوا إمتحانات عسيرة! لذلك كان من الصعب ايجاد عمل مهندسة اجهزة طبية في بلد فيه العديد من ابنائه من المهندسين العاطلين عن العمل. لذلك لم أيأس أو أستسلم، بل عملت كمتطوعة في مكتب شؤون اللاجئين، وكنت احاضر في المدارس والبلديات حول اهمية فهم اوضاع اللاجئين،وما هي اسباب وجودهم في بلد كالدنمارك؟ وكنت أركز في محاضراتي على الجانب السياسي (أي القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات) وعلى سيادة الأنظمة الدكتاتورية في معظم البلدان التي يفد منها معظم اللاجئين، وكنت أؤكد أنه ليس الجوع والعوز والوضع الأقتصادي، الذي يدفعنا لترك أوطاننا، وانما الخوف من الاعتقال والاغتصاب والتعذيب والقتل .
طريق الشعب: ما نسمعه شيء جميل ومشرف، هل إكتفيت بهذا الحد؟
تجيب الرفيقة إيمان بحرارة وتصميم: كلا، فأنا لا أستسلم بسهولة لقد درست بعد ذلك لاكون مهندسة، ولكن هذه المرة، مهندسة لبناء الجسور الثقافية بين الدانماركيين والجاليات المغتربة, وخلال عملي الذي دام خمسة عشر عاماً اصبحت خبيرة في مجال الاندماج. وهي خبرة تراكمت من خلال عملي السابق والحالي في المجال الجماهيري من خلال المنظمات الديمقراطية التي عملت فيها منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري، عندما كنت عضوة في اتحاد الشبيبة الديمقراطي وفي اتحاد الطلبة العام ثم لاحقا في رابطة المراة العراقية فكانت تلك المنظمات بمثابة مدارس نتعلم من خلالها كيف نقترب من الطلاب والشبيبة وكيف نتفهم مشاكلهم وهمومهم ونحاول رسم الفرحة والامل عندهم، كما بودي التأكيد هنا ان العمل التطوعي يساعد كثيراً في زيادة الخبرة وفي الثقة بالنفس، وفي المجتمعات الاوربية يؤخذ العمل الطوعي بعين الاعتبار في شهادة الخبرة عند التقديم لأي وظيفة ! لذلك أنا مدينة لكل من كسبني ودفعني للعمل في المنظمات الديمقراطية في الوطن الحبيب، فقد منحني خبرة أحصد الآن ثمارها!
طريق الشعب: لقد عرفت أنك حصلت هذا العام على جائزة هامة من الدانماركيين، ما هي الجائزة ولماذا حصلت عليها؟
تبتسم الرفيقة إيمان بإعتزاز وهي تقول: حصلت هذا العام على جائزة تقديرية في الاندماج لعام 2008 واسمها روح الحياة /الاوكسجين، بمعنى انها كالشموع التي تضيء لتنير الدرب، أو كالأوكسجين وضرورته للحياة وإستمرارها! والترشيح جاء من أحساس الجهات الدانماركية بالجهد الذي بذلته خلال السنوات الماضية ومن الابداع في عملي لمشروع توعية في الجانب الصحي للنساء وبست لغات واسم المشروع (سفيرات الصحة) والجائزة هي ليست عينية وانما تقديرية ومنحتها لي وزارة الاندماج الدانماركية، وهي إعتراف صريح وواضح بقدرة اللاجئين الآجانب على العطاء وعلى العمل المثمر لصالح المجتمع.
طريق الشعب: لننتقل الآن للثامن من آذار، ما الذي يعنيه لك هذا اليوم؟
تسرح الرفيقة إيمان أحمد قليلاً قبل أن تجيب: ان الثامن من اذار يعني لي شخصيا الكثير فهي ذكريات من ايام الاحتفالات السرية التي كنا نقيمها في الوطن في بيوتنا ونسميها بأعياد الميلاد وانا محظوظة فقد ولدت في اذار فكان لي الشرف ان نقيم الاحتفال في بيتنا متحججين أنه عيد ميلادي ,وكنا نقيم دورات الشطرنج لاطفالنا/ اي اخواتنا وإخواننا الصغار نذهب لحديقة الزوراء ونغني للمرأة غنوتنا ولها محبتنا كلنا انغني انغني ونصافح ايد بأيد ....واتذكر في هذا اليوم أيضاً الطوابير الطويلة لبيع الزهور في جيكوسلوفاكيا، فالشباب يقدمون الزهور في اليوم الثامن من اذار لامهاتهم واخواتهم او للحبيبة والزوجة،الجميع كانوا يحملون الزهور في هذا اليوم الأستثنائي.
اما اليوم وانا ناشطة في رابطة المرأة العراقية في الدانمارك، فنحن نناضل من اجل عراق السلم والديمقراطية لأنه ضمانة لمساواة المرأة بأخيها الرجل، وهو ضمان لسعادة الطفولة في عراقنا الحبيب، نحن هنا نرفع أصواتنا ونحاول إيصالها للعالم متحدثين عن مأساة المرأة العراقية التي عانت ويلات الحروب وترملت وتعذبت وهي تتسول اليوم وليس لها من مساند أومعيل! كما اننا ندعم بعض المشاريع في العراق لدعم نسائنا في الوطن وكذلك دعم عمل ونشاط الرابطة في الداخل، وبكل الوسائل المتاحة، أن الرابطة في الدانمارك هي جزء لا يتجزأ من جسد الرابطة الأم الموجود مركزها في الوطن.
ان عملنا يتجسد في النشاطات النوعية في المجالات الجماهيرية والإعلامية والثقافية والاجتماعية،وكذلك على صعيد العلاقات مع الجهات الدانماركية في الحملة التي أطلقتها لجنة تنسيق فروع الخارج لرابطة المرأة العراقية من اجل وقف العنف ضد المرأة العراقية، إضافة إلى الحملة العالمية لحماية أطفال العراق.
واليوم نحن أيضاً نحتفل في الدنمارك بمناسبة هامة وهي مرور 100 عام على حصول المراة الدنماركية على حق الانتخاب، حيث تتمتع المرأة الدانماركية بحقها في فرص العمل كوزيرة ورئيسة حزب وكمديرة وكمواطنة كاملة الحقوق، واتمنى لنسائنا في الوطن ان يصلن الى ما وصلت اليه المرأة الدانماركية.
واخيرا اتمنى تحقيق المزيد من المكاسب لنسائنا العراقيات وتخفيف المعاناة عنهن، لكي يعشن حياة حرة وكريمة وعادلة في عراق متحرر يسوده الأمن والسلام

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-03-2009     عدد القراء :  4744       عدد التعليقات : 0