الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
إلى أنصــــاف الرجــال ....رفقاً بالقوارير .
بقلم : شمس الاصيل
العودة الى صفحة المقالات

سمعت من القصص الكثير .... عن وجع الغدر في الحب لدى النساء أكثر ...لكني رأيت إمرأة أحزنني منظرها كثيراً وقصتها تبكي الصخر والنتيجة دمار حياتها والمحبوب يمارس حياته بكل طبيعية .... فكتبت هذا المقال كرد فعل على العشرات من هذه القصص في مجتمعنا اليوم.

ما كنت أرغب في الكتابة بمثل هذا الموضوع وأني أعرف تماماً من هم أعداء المرأة وكم عددهم وأي من الوسائل الوضيعة والدنيئة يعملون بها من أجل فقط إذلالها حتى وإن صدقت في مشاعرها وحبها لهم .
لا أدري من أين أبدأ وهنالك من صور الألم والمأساة العشرات أمامي الآن تمر شريطا حزينا تغطيه الدموع والحسرات ومشاعر الإنتقام ورد إعتبار للذات الجريحة التي صلبت على محراب الحب الكاذب الحب المخادع الحب المزور المنمق والمغطى بكلمات معسولة مسمومة تدق على الوتر الحساس ونقطة ضعف المرأة الأزلي قلبها الرقيق ومشاعرها الشفافة وحنانها الأبدي وحتى أني غدوت لا أدري ماذا أقول لأعبر عن حجم الدناءة التي تعشعش في ضمائر من يبحر مع إمرأة في بحر الحب الكاذب ويخلق لها عالم من الأحلام الوردية في أكاذيب الإرتباط والزواج وتكوين أسرة كريمة وأطفال وينال منها ما ينال بهذه الكلمة السحرية التي تقع على قلب المرأة كما هي حقنة المخدر .
لكن لأنه حب المصالح وحب الذات وإشباع للرغبات الحيوانية التي لا يقف أمامها وآزع من ضمير أو لحظة من الغيرة والشرف ولا يصمد أمامها مراجعة الذات وكل اللحظات الحلوة مع الحبيبة والزوجة المفترضة ولا كل دموعها ولا توسلاتها ولا الوقوف جنبها لو عمل لها مشكلة ما وتركها في وسط الطريق أو بين طرق متشعبة في متاهات الظلام والأعراف المتجبرة وتعاليم الدين الصارمة في حقها ، يتركها بين يدي الجلاد والسوط والسيف وخشخشة البنادق حينما ينفذ عليها حكم الموت وبكل شرف وثقة وإفتخار لأنها حلمت به كزوج لأنها عشقته لأنها وثقت فيه لأنه ذات يوم كان أباً لها وأخاً وحبيباً وصديقاً وكل شيء لأنه مرض ذات يوم من فعل حبها لأنه بكى كثيرا لكن دموع التماسيح وهي لا تدري لأنه قال لها كل ما في الكون لا يقف ولن يقف أمام حبي لك ومشروع أرتباطي بك لكنه ومع الأسف غادرها لأهون الإشياء وأسهلها أو لأنه حصل ما يريد منها من غايات لا تمت للحب بصلة .
إلى أنصاف الرجال أقول تكرر الأمر مرارا وتكرارا كثرت القصص وملت الضمائر منها أنا وحدي وفي فترة وجيزة عرفت ثلاث ممن يعانين أشد العذاب لما غدرتم بهن أفي هذا أيضا سبقنا الغرب ونحن من ندعي الغيرة على المرأة وإحترام مشاعرها والحرص عليها والخوف عليها فهم يعشقون ويخلصون في حبهم وبكل إنسانية يغادر بعضهم الآخر إن لم يحصل إتفاقا بين العاشقين فلماذا نحن نلتذذ بدموع ضحايانا ، لماذا نحن نقول أحبك لعشرة نساء في يوم واحد لماذا يكون لدينا من أرقام الجوال النسائية العشرات ونطمح بالمزيد ونمنح من الكذب المزيد لماذا نحلم أن نجد من نعيش على أكتافها ومما تجود يديها لماذا هذا الهوان أين القيم والمبادئ المقدسة التي نتشدق بها ليل نهار أمام الملئ وكأنها قدرنا الأوحد من هذا العالم ولماذا نرى اليوم كثيرا من أنصاف الرجال الذين يسقمون علينا حياتنا في كل مكان يتحدثون قصصا فيما بينهم ولا شيء عندهم إلا خداع النساء والبحث على الثكالى أو صغيرات ألسن أو من يعانين من حرمان بعد ان إنتهت قصصهن ألى فراغ كبير وشاسع لتبقى تبحث وبكل لهفة عن من يملئه بشيء ما ولو بالكذب فهي من الصعب أن تكمل مشوارها دون حلما الذي عاش معها سنين وعاشت معه قرون .
لماذا نختلق لأنفسنا الأعذار والفتاوي والتشريعات التي تحمينا من كل شيء نفعله ونبقى في صولات الشرف والنزاهة من أكثر الناس تقوى وصلاح، لماذا تقلب صفحات تأريخنا باسرع من البرق لنبدأ من جديد من الحبيبة الجديدة مثل يوم الولادة لا نذكر ما كنا عليه يوم أمس ولا بد أن تكن من نبحث عنها ملائكية في كل شيء حتى وإن كذبت علينا فمن المهم أن تظهر لنا ما يشبع رغبات عقلنا الباطن وتساؤلاته ولا نواجه الحقيقة وهي أن المرأة إنسان لها حاجات ورغبات متعددة كما ولها مشاعر أن لم يجد من يشبعها ويمنحها الحنان الذي تحتاجه والشعور الذي يغنيها من أن تفكر في آخرون .
فرفقا بالقوارير رفقا بالنساء رفقا بمانحات الحنان وصور الحياة الندية رفقا بأمهات المستقبل وحبيبات اليوم وزوجات الغد رفقا بالعراقيات فتأريخهن دموع وخوف وقلق وترقب وإنتظار ورحيل ورثاء رفقا ببنات دجلة والفرات والنخيل، رفقا بصانعات الإبداع والحياة والبسمة في وطنا لا يفهم من لغة الفرح شيئا ولا أظنه سيكون بخير وأنصاف الرجال في كل مكان والتافهون بكل مكان والسنابل الفارغات بكل مكان والطرق الدنيئة والأفكار المنحطة في كل مكان ومن يتفاخرون بغدر النساء بكل مكان ومن يتهافتون بكل ما أتو من أموال وجاه لا يستحقونه من أجل ارضاء الغواني في كل مكان ومن باعوا وطنهم من دون أي واعز من ضمير أو نهي من عقيدة أو لحظة من شرف في كل مكان ومن لا يعرفون ماذا تعني حينما تقول (المبادئ ) في كل مكان .............. ومن لا يفهمون ماذا تعني حينما تقول ( رفقاً بالقوارير في كل مكان ) .
***************

  كتب بتأريخ :  الخميس 03-12-2009     عدد القراء :  3534       عدد التعليقات : 0