الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لتنتصر إرادة الشعب، كل الشعب، على قوى الإرهاب والظلام والطائفية المقيتة

الشعب العراقي يواجه محنة كبيرة لم يواجه مثلها من قبل. فقوى الإرهاب والتكفير والطائفية تمعن في قتل الناس الأبرياء وتحاول السيطرة على المزيد من الأراضي والمدن العراقية؟ وقوات الجيش بواقعها الراهن تواجه بإصرار تلك العصابات الإجرامية التي لا بد من سحقها بكل عزم وحزم وإصرار. ولكن لا بد من التمييز بين قوى الإرهاب الدموي من داعش والبعث الإجرامي ومن لف لفهما من التنظيمات الإرهابية من جهة، وبين أبناء الشعب العراقي من أتباع المذهب السني الذين لا يمكن ولا يجوز أن يكونوا جزءاً من أولئك المخربين والإرهابيين أو البعثيين الذين حكموا العراق وأذاقوه مر العذاب وزجوه في الحروب والسجون ومارسوا القتل والأنفال والتهجير ومرغوا جباه الناس بالتراب. على القوى السليمة في الشعب العراقي أن تميز بصواب بين هؤلاء وأولئك وإلا خسرنا المعركة مع قوى الإرهاب بتشتيت وحدة الشعب منذ الآن، وهو ما تسعى إليه قوى الإرهاب والبعث الدموي.

لنساند جميعنا الجيش العراقي في معاركه الطاحنة على جبهات القتال في محافظة نينوى، في تلعفر، وفي بيجي، وفي صلاح الدين وبعقوبة والفلوجة ومجمل محافظة الأنبار وسامراء، وأينما حاول هؤلاء القتلة إشاعة القتل والتخريب والتدمير.

إن كان هؤلاء القتلة يتوعدون اليوم الشيعة بالقتل وتخريب مراقد الشيعة المقدسة، فأنهم في المحصلة النهائية يستهدفون السنة أيضاً ومراقد السنة المقدسة، كما يتوعدون أتباع بقية الديانات بالعراق. ولهذا لا بد لأبناء المجتمع العراقي من السنة والشيعة ومن كل الديانات والمذاهب والقوميات أن يجدوا اللغة المشتركة بينهم جميعاً، أن يواجهوا الإرهاب أن ينتفضوا على قوى الإرهاب التي تستهدفهم أيضاً وتستهدف مقدسات الجميع.

إن الجيش العراقي الذي واجه صعقة كبيرة في الموصل، ولم نعرف حتى الآن العوامل التي تسببت بتلك الهزيمة النكراء، وهي ما تزال طلاسم لا يعرفها غير من تسبب بالهزيمة المريعة، بحاجة إلى دعم معنوي وأدبي وسياسي ليستطيع مواجهة قوى الإرهاب الدموي.

إن وقفة الحزب الشيوعي العراقي إلى جانب الجيش العراقي سليمة جداً، رغم معرفة الحزب وقوى التيار الديمقراطي بالنواقص الكبيرة التي صاحبت إعادة بناء هذا الجيش العراقي الذي يفترض أن يوجه ضد الأعداء الخارجيين. إن العدو الغادر، الداخلي والإقليمي والدولي، يريد العودة بالظلاميين والفاشيين من إسلاميين تكفيريين وبعثيين همجيين إلى السلطة بالعراق للمرة الثالثة، وهي ليست جريمة فحسب بل ستكون طامة كبرى على المجتمع العراقي بأسره. ولهذا لا بد من وحدة الموقف الشعبي لمواجهة قوى الإرهاب والتصدي لأهدافها الشريرة والتمييز الصادق والمخلص والأمين للشعب العراقي بين قوى الإرهاب وبين أبناء الشعب من الشيعة والسنة.

إن اقتراح عقد مؤتمر عراقي لوحدة القوى الوطنية العراقية تسهم فيه كل القوى والأحزاب السياسية ومن كل القوميات أصبح اليوم ضرورة ملحة من أجل وحدة الصف الوطني العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية، إنها الأداة العملية لمواجهة الإرهاب والطائفية ودحرهما معاً.

يجب أن لا يبقى في السلطة من تسبب في كل ذلك، سواء أكان شيعياً أم سنياً، يجدب أن لا يكون هناك أي نوع من أنواع السلاح بأيدي قوى الإرهاب الدموية أو بأيدي الميليشيات الطائفية الشيعية منها والسنية، يجب أن يكون السلاح بيد الدولة فقط. علينا تعبئة الرأي العام العراقي من أجل رص الصف الوطني بين أبناء العراق وبناته، بين مسلميه ومسيحييه ومندائييه وإيزيدييه، بين عربه وكرده وتركمانه وآشورييه وكلدانه.. بين جميع الناس الذين يحترمون الإنسان وإرادته وهويته الوطنية العراقية لمقاومة الغزو العدواني الذي تشنه قوى الإرهاب والبعث المجرم بسبب الصراعات الطائفية المحزنة والمخزية التي تصدرت الساحة السياسية العراقية خلال السنوات العشر المنصرمة. ليندحر الإرهاب ولتندحر الطائفية على الصخرة العراقية التي نريدها متماسكة ومتينة وقادرة على قهر الإرهاب الداخلي والإقليمي والدولي صخرة الوطن العراقي والمواطنة الحرة والمتساوية.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 20-06-2014     عدد القراء :  4335       عدد التعليقات : 0