الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شعب برسم التصدير!

لماذا وكيف حدث ما حدث في الموصل منذ ثلاثة أشهر؟ .. لماذا وكيف امتد ما حدث في الموصل كالنار في الهشيم الى تكريت وسنجار وتلعفر وسهل نينوى وأطراف كل من أربيل وكركوك وبعقوبة فضلاً عن مدن وبلدات محافظة الأنبار؟ .. كيف وقع ما وقع في قاعدة سبايكر؟

لنترك أسئلة ما حدث ولنسأل عما سيحدث ويكون.. ما المخرج من هذا المأزق القاتل الذي وجدنا أنفسنا، نحن الخمسة وثلاثين مليون عراقي، محشورين فيه حشراً؟ .. كيف ومتى سنحرر ثلث البلد الذي احتله (داعش) وأقام عليه (الدولة الإسلامية) بولاية الضابط الصدامي الخليفة أبو بكر البغدادي؟ .. كيف ومتى نسترجع أو نعوّض الأسلحة المتطورة والذخائر المهولة في كميتها التي تركتها قواتنا المسلحة والأمنية هبةً خالصة وهدية مجانية لداعش؟ .. ما مصير الآلاف من المخطوفين والأسرى والسبايا والمفقودين؟

كل هذه الأسئلة وغيرها يوجد جوابها الآن في مكان واحد .. ما عليكم إلا أن تذهبوا الى الأخ الكبير (غوغل) وتنقروا على نافذته باسم وزير دفاعنا بالوكالة السيد سعدون الدليمي.. اكتبوا : "سعدون الدليمي + سبايكر" .. وسيأتيكم الجواب .. انه جواب مقتضب تضمنته إحدى مداخلات السيد الدليمي أثناء جلسة الاستجواب التي عقدها مجلس النواب الأسبوع الماضي لتقصّي الوقائع الخاصة بقضية مجزرة سبايكر(سَمّوها استضافة، فوزراؤنا وكبار مسؤولينا يستكثرون على أنفسهم أن يستجوبهم نواب الشعب لأنهم يرون أنفسهم في منزلة الملائكة والقديسين الأرفع من منزلة الشعب ونوابه).

السيد الدليمي الذي لابدّ من التذكير دائماً وأبداً بانه وزير الدفاع (وكالة) ألقى باللائمة عن كل ما جرى وحدث منذ اجتياح الموصل حتى اليوم على الشعب .. الشعب العراقي بالطبع وليس شعب الواق واق .. نعم المسؤولية عن احتلال داعش ثلث مساحة البلاد وعن الفظائع التي ارتكبها هذا التنظيم الإرهابي تقع على عاتق الشعب العراقي الذي لم يكن حاضنة لجيشه! .. الجيش الذي يقوده السيد الدليمي مع القائد العام للقوات المسلحة لم يوفر له الشعب الحاضنة المطلوبة فأطلق سيقانه للريح أمام "جرذان" (داعش) وفرّ لا يلوي على شيء تاركاً الجمل وما حمل من أسلحة فتاكة وذخائرها وأموال، وبشر أيضاً، غنيمة لـ (داعش).!

وبالطبع فان الشعب الذي لا يكون حاضنة لجيشه لا يستحق الحياة .. ونحن إذاً الآن، اتساقاً مع منطق وزير دفاعنا، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما إبادة هذا الشعب الذي لا يستحق الحياة، أو، اذا ما أردنا أن نرأف بحاله وتطبيقاً لمبدأ العفو عند المقدرة، أن نغيّر هذا الشعب ونبدّله. كيف؟ .. نفتح له أبواب الهجرة الى قارات العالم الخمس، ثم نستورد شعباً على كيف وزير دفاعنا وعلى مزاج قائده العام .. الشعب المستورد هذا سيكون من طائفة واحدة ودين واحد وقومية واحدة، بل حتى من حزب واحد، فنُقيم على ارض السواد وفي بلاد الرافدين أو ما بين النهرين، كوريا شمالية ثانية.. وكان الله يحب المستورِدين والمستورَدين!

  كتب بتأريخ :  السبت 06-09-2014     عدد القراء :  3192       عدد التعليقات : 0