الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
خبران يبعثان الفرح
بقلم : طه رشيد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

سماع خبر مفرح في بلدنا وخاصة على المستوى العام ( بمعنى يخص الجميع ) اصبح نادرا في هذه الايام! حتى اصبحت الضحكة من قلة الادب اذا يكن لها سبب، اما اذا كان لها ما يبررها فانها تكون مبعثا للتشاؤم اكثر مما للفرح. ووصل الامر بالعراقي ان يتعوذ من الشيطان الف مرة، صارخا بعد كل» قهقهة «: ضحكة خير وشرها على..

الاخبار المفرحة الاخيرة والتي تشير الى اشعال عود ثقاب في نفق عراق الطائفيين المظلم، هي بالاحرى خبران: اولهما قيام اهالي الاعظمية بخط لافتات كبيرة تدين العمليات الارهابية والإجرامية الاخيرة التي حدثت في الكاظمية وتعلن تضامنهم مع ضحايا الارهاب وتواسي عائلات الضحايا. والموقف هذا يذكرنا بالموقف الشجاع لابن الاعظمية البار الذي قدم حياته من اجل انقاذ اكبر عدد ممكن من الغرقى في نهر دجلة، إثناء حادثة جسر الأئمة قبل سنوات دون ان يفكر ولا لحظة واحدة بالطائفة التي تنتمي تلك الضحايا !

والخبر المفرح الثاني هو قيام وفد من العتبتين الحسينية والعباسية بزيارة ناحية الضلوعية في محافظة صلاح الدين للوقوف بوضوح على الوضع الذي تعيشه الناحية وهي تعاني من حصار داعش والقوى التكفيرية. وأوضح رئيس الوفد ان المرجعية الدينية تتابع مصاعب ومشاكل اهالي الضلوعية. وأعلن التبرع بخمسين مليون دينار بالإضافة لست سيارات محملة بالمواد الغذائية لأهالي الناحية.

هذان الموقفان يعبران عن عراقنا الحقيقي، وطن للجميع يسوده المحبة والتآخي والتكافل الاجتماعي رغم انف الطائفيين !

كلنا ابناء هذا الوطن شئنا ام ابينا ( ومفيش حد احسن من حد !) ولا يوجد من يمتلك وحده الحقيقة المطلقة .

والانتماء لطائفة بعينها حق، لكن التعصب لها باطل. الانتماء للطائفة يمكن ان يكون مبعثا لمحبة الآخر، اما المتعصب لطائفته فمزاجه وفكره وثقافته وصلواته ملوثة بمرض لا شفاء منه، الا بالعودة للعقل وتبني مبدأ « الناس سواسية كأسنان المشط» .

الطائفي، اجلكم ألله، يسري في عروقه الحقد والبغض والعصبية والكراهية لأقرب الناس منه اذا ما اختلف معه في فهم امور الدين اوالطائفة. ومثل الطائفي مثل ذاك المصاب بمرض « الايدز»، مرض نقص المناعة الذي يجعله لقمة سائغة لأي مرض، يمكن ان يؤدي به الى الهلاك، حتى لو كان بسيطا مثل زكام. وهو في نهاية الأمر سيكون عاملا مساعدا لعدوه وعدو الحياة داعش دون ان يدري !

هذا على مستوى الفرد، اما اذا تبنت الدولة او الحكومة مبدأ المحاصصة الطائفية فحدث ولا حرج عما يصيبنا من كوارث، ولك ان تراجع ما انجزته حكومات المحاصصة خلال السنوات العشر الماضية !!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-09-2014     عدد القراء :  2382       عدد التعليقات : 0