الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
معرض بغداد الدولي .. دورة ( داعش )..!!

في الوقت الذي ينشغل الشعب العراقي بمصائر أبنائه الذين يواجهون الأرهابيين في مواقع متعددة من التراب العراقي في محافظات محتلة من تنظيم داعش الأرهابي , يطلع علينا مدير ( الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية ) المدعو جاسم محمد , لـ ( يبشرنا ) بأن الدورة ( 41 ) لمعرض بغداد الدولي ستُفتتح في العشرين من أكتوبر وتستمر الى التاسع والعشرين منه , ويضيف ( مبتهجاً ) بأن ( 15 ) شركة أجنبية ستشارك فيه !.

المعارض التجارية التي تُقيمها الدول , تهدف من ورائها جذب أكبر عدد من الشركات العالمية الرصينة للمساهمة في تنفيذ برامجها الخادمة لشعوبها , وتستغلها في ترويج منتوجاتها الوطنية وفق شروط للتعاقد تفرضها لموازنة الاستيراد والتصدير , وهي في كل الأحوال تُعقد في البلدان المستقرة سياسياً وأمنياً , ولازالت دورات ( معرض بغداد الدولي ) التي أُقيمت في سبعينات القرن الماضي شواهداً كأنها أعراس , تشارك فيها عشرات الشركات من مختلف بقاع العالم وتستمر ثلاثة أسابيع صاخبة بكل تفاصيلها , تتحول خلالها بغداد الى واحة حياة متدفقة , قبل أن يتسيد الدكتاتور على دفة الحكم ويطيح بكل تفاصيل الحياة الهادئة والهانئة للشعب العراقي ويُفسد على الجميع مبهاجهم .

المفارقة التي تدعو للأسى , أن وزارة التجارة التي ( تنشط ) أحدى أذرعها ( الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية  ) , وفي هذا الوقت بالذات , في الاعلان عن أقامة معرض بغداد الدولي , ويعلن مديرها عن موعد اقامته والتحضيرات لأنجاحه , لاتراجع سجلها الخائب وفشلها الذريع في توفير ( مفردات الحصة التموينية للشعب العراقي ) , ناهيك عن ملفات الفساد المكدسة على رفوف ( هيئة النزاهة ) , والتي طالت الرؤوس الكبيرة في الهيكل الأداري والفني لوزارة ( المتاجرة ) بأرواح العراقيين ولقمة عيشهم ومستلزمات علاجهم , ولاتعلق على السؤال الكبير في أذهان العراقيين , هل هي وزارة معارض للفرجة أم وزارة أنجازات تعين الفقراء في عيشهم وتحميهم من الأمراض التي تفتك بهم ؟ .

قد تكون ( السلطة ) في العراق لها طيف واسع من الـ ( الرؤوس ) لأفتتاح معرض بغداد , فهناك رئيس ونوابه ورئيس وزراء ونوابه ورئيس برلمان ونوابه , لكن لايوجد من كل هؤلاء ومن غيرهم من الرؤوس المتحكمة بالشأن العراقي , من يقف أمام نفسه وضميره ويسألهما , هل يحتاج الشعب الذي دمرنا آماله وأستهترنا بتضحياته , الى دورة لمعرض بغداد في هذا الوقت بالذات , ومن يجيب على هذا السؤال كماينبغي سيكون له شأن في ضمائر العراقيين , ومن يغمض عينه عن هذه المهزلة ويفلسف الأمر كما يحلو له , فليتحمل نتائجها حين يطلق عليها الشعب ( دورة داعش ) !.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 30-09-2014     عدد القراء :  3486       عدد التعليقات : 0