الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نساء مسيحيات عراقيات رائدات دخلن التاريخ
بقلم : نوري حسينو
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

نشأت حركة النهضة الحديثة في العراق في القرن التاسع عشر وشاركت

فيها نخبة من النساء المسيحيات العراقيات في حقول الثقافة والصـــحافة

والطب والفن وغيرها.

وسنتطرق عن نشاطات الرائدات منهن باختصار.

ماري تيريزه أسمرولدت في مدينة تلكيف عام 1804 ووالدها القس

بطرس أسمرالذي كان يتبع الطقوس الكلدانية وعمها مار باسيليوس أسمر

مطران ديار بكر.

سافرت الى بغداد وقامت بالتدريس والخياطة بالابرة وغيرها.

تعتبر ألاميرة أول أمرأة في القرن الثامن عشرتقــــوم برحلات جغرافيـة

وأستكشافية سجلت فيها ملاحظات مهمة وقيمة.

كانت تتحدث تسع لغات ( الكلدانية والسريانية والعرابية والانكليزيـــــــــة

واللاتينية والتركية والكردية والفرنسية والايطالية وربما العبرية.

للاميرة كتاب ( مذكرات) ب668 صفحة صدر عن دار الجمل للطباعة.

لم تنس (ألاميرة) وطنها العراق بل شكلت لجنة لجمع التبرعات لاعــــادة

بناء دير الربان هرمزد في مدينة القوش بعد الاعتداء الذي قام به ميركور

الراوندوزي عليه.

توفيت (ألاميرة)عام1870 وكتبت وصيتها بدفنها في كنيسة الروســولين

بطرس وبولس في مدينتها (تلكيف) وقد أقيم على ضريحها نصـب ضخم

كان قائما الى سنوات قليلة مضت ثم أزيل.

2) بولينا حسون روفائيل أول صحفية مسيحية من الموصل التي تخـرج

من معطفها الصحفي ومنتداها الثقافي عـدد كبيرمن الصحفيات العراقيات.

أصدرت مجلتها (ليلى) في بغداد في15تشرين1-1923 وأسست ( نادي

النهضة النسائية) يدافع عن حقوق المرأة العراقية .

صدر من مجلتها20 عددا وأستمرت من عام 1923-1925 حيث أدى

الضغط والحصار الشديد والحملة الصحفية القاسية عليها الى عدولها عــن

ألاستمرار بالعمل الصحفي والى حزم أمتعتها ومغادرة بغداد الــى ألاردن

وتوفيت عام 1969.

تعتبر بولينا حسون روفائيل الرائدة ألاولى في مجال الصحافة النسائية بلا

منازع باصدارها أول مجلة نسائية ورائدة في حقوق المرأة العراقية.

3)مريم نرمه رومايا صحفية مسيحية عراقية من مواليد مدينة تلكيف عام

1885أما زوجها فهو منصور شمعون كلوزي من مواليد تلكيف 1870.

الصحفية(مريم ) رائدة صحفية ومحاربة قديمة في بلاط صــاحبة الجلالة

(الصحافة) وهي فارسة مغواره من فرسانها وحاملة لــــواء الكلمة الهادفة

والنقد الموضوعي البناء.

حصلت (مريم) على أول امتيازلاصدار جريدتها ( فتاة العرب ) وكــــــان

لمقالاتها أكبر ألاثر في نفوس العراقيات اذ غرزت الثقة بأنفسهن وجعلتهن

أكثر تفاؤلا بمستقبل المرأة في العراق.

كتبت وصيتها على طبع كتابها (مذكرات شخصية) وتضاف الـــى الكتاب

شهادة تاريخية لها منحها اياها رئيس الوزراء العراقي ألاســـــبق المرحوم

عبدالمحسن السعدون ونقل مكتبتها وضمها الى مكتبة دير الربان هـــرمزد

ودفنها هناك.

4) هناك نساء مسيحيات عراقيات رائدات ساهمن كل منهن حســــــــــب

اختصاصها وموقعها في بناء حضارة العراق كالدكتورة روزخــــــــدوري

عميدة كلية البنات- كلية الملكة عالية- سابقا والناشطة في حقــــوق المرأة

العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين.

وكذلك الطبيبة هناء جبري والطبيبة سيرانوش الريحاني وسهى رســـــام

والناشطة انعام كجه جي والفنانة شميم رسام والفنانة أزادوهي صـموئيل

وغيرهن.

الصحافية مريم نرمه رومايا رائدة الصحافة النسائية في العراق

تعتبر الصحافة السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية.

وتسمى كذلك سلطة صاحبة الجلالة لما لها من تأثيرفعال على الجماهير.وكان بعض

الحكام التاريخيين العظام يخشون سلطة لصحافة كنابليون بونابرت وغيره.

وأول صحيفة عراقية صدرت في العراق هي صحيفة الزوراء التي أسسها والـــــي

بغداد العثماني مدحت باشا في سنة1869 وظهرت بعدها جريدة الموصل سنة1885

وجريدة البصرة سنة1895.

وبعدها ظهرت بعض الصحف في المدن العراقية الاخرى كالنجف وكربلاء وكركوك

والحلة وغيرها. وبقيت الصحافة العراقية حكرا على الرجال.

أما الصحافة العراقية النسائية فقد ظهرت بعد الانقلاب العسكري الذي قام به بكر صدقي

عام1936.وكانت الصحفية الكلدانية مريم نرمه رومايا من مدينة تلكيف هي الرائدة فـي

مجال الصحافة النسائية اذ حصلت على أول امتيازلاصدارجريدة فتاة العرب التي كان

مديرها المسؤول المحامي صالح مراد وذلك سنة1937.

والرائدة الصحفية مريم نرمه رومايا محاربة قديمة في بلاط صاحبة الجلالة = الصحافة

وهي فارسة مغوارة من فرسانها وحاملة لواء الكلمة الهادفة والنقد الموضوعـــــي البناء

والسباقة بين نساء عصرها للخوض في معارك الصحافة انذاك.

وكان لمقالات مريم نرمه في جريدتها أكبر الاثر في نفوس العراقيات أذ غـــرزت الثقة

بأنفسهن وجعلتهن أكثر تفاؤلا بمستقبل المرأة في بلاد الرافدين وطـــــــــالبت بحقوقهن

ومساواتهن بالرجال لبناء المجتمع العراقي المتخلف يومذاك.

ولا نعدو الحقيقة اذا قلنا ان الصحافية الكلدانية مريم نرمه كانت تحمل من الشــــجاعة

والجرأة ما جعلانها تتميز عن نساء عصرها لنشاطها الصحافي المتميز جنبا الـى جنب

مع أخيها الرجل مما ترك أكبر الاثر في نفوس بنات جنسها حيث شــــــــجعتهن على

المطالعة والتعلم والتثقف.

أما ولادتها فكانت في مدينة تلكيف )زهرة المدن الكلدانية) في سنة1885 أما زوجـها

فهو منصور شمعون كلوزي من مواليد 1879 .

وفي سنة1945 كتب الزوجان وصيتهما وأهـــــــدت  دارها الكبيرة لاديرة الرهبنات

الكلدانية الثلاث مقابل قيام الرهبنة بدفنها وزوجها في ديرالربان هرمزد وكذلك طــبع

كتابها =مذكرات شخصية= وتضاف الى الكتاب شهادة تاريخية لها منحها اياها رئيس

الوزراء العراقي الاسبق المرحوم عبدالمحسن السعدون ونقل مكتبتها وضمها الى مكتبة

دير الربان هرمزد .في مدينة القوش الباسلة.

وفي سنة 1972 توفيت مريم نرمه وأقيمت الصلاة على روحها الطاهرة حســــــب

وصيتها في كنيسة مار يوسف في منطقة الخربندة ببغداد ثـــــــــم كلفت الرهبنة الاب

عمانوئيل موسى الراهب لمرافقتها وحيدا الى مثواها الآخير.فحمل نعشها فـــي سيارة

اجرة ولم يشيعها احد سواه وقد توقف الموكب في كنيسة دير مار كوركيس في منطقة

بعويرة القريبة من مدينة تلكيف ثم الى كنيسة تلكيف فدير السيدة في مدينة القــــــوش

لاقامة الصلاة على روحها واخيراديــرالربان هرمزد في القــــــوش ايضــــــا حيث

وريت الثرى في مثواها الاخير.

أما فيما يخص كتابها فلم ير النور ولم يتم طبعه= حسب وصيتها= ويبدو ان يد الاهمال

قد امتدت اليه ولم يعد له أثر. أما مكتبتها الخاصة فقد نقلت الى ديرالربان هرمزد حسب

وصيتها لتضم الى مكتبته وقد نقلت جميعها مؤخرا الى دير الكلــــدان في بغداد لتحفظ

هناك.

والجدير بالذكر ان دير الربان هرمزد كان قد هجر سنة1987 وأهمل وانسحب جميع

رهبانه منتقلين الى دير السيدة المقدس المجاور لمدينة القوش.

هذه نبذة مختصرة من سيرة المرحومة مريم نرمه رومايا رائدة الصحافة النسوية في

بلاد وادي الرافين وأول صحفية كلدانية في العراق الحديث...

نوري حسينو / رئيس تحريرمجلة / صوت المهجر/ ديترويت

  كتب بتأريخ :  السبت 18-10-2014     عدد القراء :  4095       عدد التعليقات : 0