الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
خطأ فادح نزعمُ أنه ليس مقصوداً ..!!

نشرت جريدة ( الصباح ) على صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر اليوم الأربعاء , خبرأ ( نوعياً ) تحت عنوان ( قواتنا تدخل تكريت ) ! , مستندة في مضمونه على مراسليها ووكالات أنباءِ محلية , كما ورد في نص الخبر ( الأنباء التي أوردها مراسلو الصباح ووكالات الأنباء المحلية ) ! , دون أن يتضمن المحتوى أيةٌ اشارةِ الى دخول القوات العراقية الى مدينةِ تكريت المحتلة من عصابات داعش منذُ أربعةِ أشهر .

جريدة ( الصباح ) تمثلُ أحد أعمدة شبكة الاعلام العراقي , الممولة من المال العام, والمُكلفة بتنظيم الأداء الأعلامي العراقي وفق الدستور, الذي صاغته أحزاب السلطة وصوت عليه الشعب , وتحول بعد التصويت الى ( شرعة قانون ) ملزمة للجميع , وهادف لبناء مؤسسات يُفترض أنها تعتمد الصدق والشفافية , بعيداً عن التضليل والتضخيم والتقزيم والكذب السياسي والتدليس والنفاق والمحابات والاستهداف والنفعية والوصولية , الى آخر القائمة المعروفة من الأنشطة التي كانت تعتمدها الدكتاتورية في أداراتها التي دمرت البلاد والعباد طوال الأربعة عقود الماضية من تأريخ العراق .

خبر ( قواتنا تدخل تكريت ) يمثل نقلة نوعية في هذا الوقت العصيب على العراقيين حكومةً وشعب , لأن دخول تكريت يعني تحريرها من عصابات الأجرام التي عاثت فيها وفي جميع المدن التي أحتلتها فساداً وقتلاً وتدميراً , وهو بصيغته المتصدرة للصفحة الأولى لجريدة مثل الصباح التي تمثل لسان حال الحكومة , يعني بُشرى كبيرة يتطلع لها العراقيون لتوازنهم النفسي المطلوب في حياتهم المستهدفة من الأرهاب , اضافة الى مايُحققه من دفعِ تحتاجه الحكومة العراقية الجديدة , بنفس القدر الذي تحتاجه القوات الأمنية والحشد الشعبي الذي يساندها , لتحرير كامل التراب العراقي المحتل , وتأكيد سعيها المعلن لتصحيح الأخطاء القاتلة المنسوبة للحكومات السابقة , لكنه عندما يكون خبراً كاذباً يتسببُ في فضيحة جديدة تطالُ شبكة الأعلام العراقي قبل جريدة الصباح , في أن هذه المؤسسة لم ترتقي الى مستوى المواجهة مع الأرهاب الذي بات يُهدد كيان العراق وشعبه !.

القائمون على أدارة شبكة الاعلام العراقي وجريدة الصباح الرسمية , مفترضٌ أنهم على دراية المتخصصين في أبجديات الأعلام ودوره الفاعل والخطير في الظروف العصيبة التي يمر بها العراق , لأنه سلاح ماضِ ومؤثر في المواجهات السياسية على مستوى العالم , مثلما هو في الحروب المصيرية التي تهدد كيانات البلدان , ولأن الوضع في العراق هو الأخطر في تأريخه الحديث ,   يكون لزاماً على هذه المؤسسات أن تؤدي دورها كما يجب , بأنضباط ومسؤولية ترقى بها الى جسامة الأحداث وخطورتها , لتبرر وجودها وتحقق أهدافها المرسومة , لا أن تسقطُ في وحل الهزال وضعف المتابعة وهلامية تحديد المسؤولية عن الأخفاق .

قواتنا أيها السادة لم تدخل تكريت , ونحن نسأل عن أصل الخبر ومن صاغه ومن نقله ومن أستلمه ومن أعطى الموافقة على نشره , قبل أن نسأل عن المسؤول عن تدقيق صحته وعن الصامت عن تصحيحه ورفعه من الموقع الألكتروني للصحيفه , أذا سلمنا بأن نسختها المطبوعة يتعذر اتخاذ أجراء التصحيح فيها بعد توزيعها , ولأن الصحيفة تُطبعُ بمئات الآلاف من النسخ , وتوزع مجاناً على المؤسسات والدوائر العراقية وتباع للعامة في عموم العراق , فأن الغرابة أن لاينبري سياسي ولامسؤول حكومي ولارقيب من خارج المؤسسة أومن داخلها للمطالبة بتصحيح الخبر بعد ثبوت بُطلانه .

أن خبراً كهذا لايُشك في خدمته للعصابات التي تحتل تكريت , حين تعرضه في اعلامها كنموذج لضعف مصداقية اعلام الحكومة العراقية التي تستهدف أسقاطها , وهو بذلك يمثل صيداً ثميناً لها , تهديه لها المؤسسة الأعلامية الحكومية التي يُفترض أنها تُسخر كل طاقاتها لاسناد القوات الامنية العراقية التي تواجه تلك العصابات في جبهات القتال الشرسة التي يسقط فيها يومياً عشرات الضحايا من الشهداء المدافعين عن أرض العراق وكرامة شعبه , وهو اخفاق تترتب عليه تداعيات يجب أن يتحملها المتسببون بها علناً ودون مواربة , وذلك بأجراء تحقيق نزيه تُعلن نتائجه على الصفحة الأولى للجريدة , وفي نفس الموقع الذي نُشر الخبر فيه .

لقد أخترت عنواناً أرجو أن يكون متوافقاً مع حقيقة نشر الخبر رغم فداحته , لأن ثبوت قصد نشره وعدم أتخاذ أجراء معلن بخصوص مضمونه والمساهمين في تمريره , يرقى الى مستوى الجريمة بحق العراقيين !.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 22-10-2014     عدد القراء :  3807       عدد التعليقات : 0