الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ذو قرنيهم وذو قرنينا!

ذو القرنين هو مسؤول ديوان التعليم في تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتوهم بأنه قد أقام دولته الراسخة في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، فراح يُصدر فرماناته بإعادة تشكيل نظام التعليم.

في تعميمه رقم (6) بتاريخ 24 ذي الحجة 1435 (18 الشهر الحالي) ، يقرر هذا المسؤول بدء الدوام في جامعة الموصل ابتداءً من يومه وإلغاء عطلة يوم السبت، وكذلك إلغاء ما وصفها بالكليات والأقسام "غير الشرعية"، وهي كليات القانون والعلوم السياسية والفنون الجميلة وأقسام الآثار والتربية الرياضية والفلسفة وإدارة المؤسسات السياحية والفندقية.

ويُلغي التعميم أيضاً "المواد غير الشرعية" في الكليات "الشرعية"! وهي: الديمقراطية، الثقافة، الحريات والحقوق، والرواية والمسرحية لأقسام اللغة الانجليزية والفرنسية والترجمة.

ويُلزم التعميم الأساتذة والمدرسين كذلك بمراعاة: "الضوابط الشرعية من عزل الذكور عن الإناث".

نعم، هذا هو أحد فرمانات ذي قرنيهم القادم إلينا من أعمق كهوف التاريخ في أشد الليالي حلكة وفي أكثر الصحارى وحشة ووحشية.

أما ذو قرنينا، فلا يختلف في شيء عن السابق إلّا في مذهبه.. ذو قرنينا الذي كان وزيراً للتعليم العالي أصدر هو الآخر فرمانات تتطابق في جوهرها مع فرمانات ذي قرنيهم.

ذو قرنينا لم يكترث لانهيار نظام التعليم العالي، والتعليم برمته، وتردي المستوى الأكاديمي في جامعاتنا على مدى السنين العشر الماضية، استكمالاً لخراب حقبة الحروب والدكتاتورية، فراح يصدر الفرمانات التي تفصل الذكور عن الإناث في الجامعات، كما يفعل ذو القرنين الداعشي، بل انه يتدخل في أحد فرماناته في أخص خصوصيات الطلبة، وبالذات في ما يتعلق بالملبس.. من فرماناته العجائبية التي هي صورة من فرمانات ذي القرنين الداعشي انه ألزم طالبات الجامعات بأن يلبسن القمصان الفضفاضة بالأكمام الطويلة والتنورات الفضفاضة الطويلة التي لا يزيد ارتفاع ذيلها عن موضع القدم عن 15 سنتيمتراً !!

الطريف أن الفرمان لم يضع آلية للتوثق من توفر المواصفات المطلوبة في فرمانه.. هل سيجري مثلاً تعيين مراقبات يُمسكن المساطر في أيديهن لقياس المسافة بين طرف تنورة الطالبة وموضع قدمها، مثلما فعل خير الله طلفاح (خال صدام ومحافظ بغداد في إحدى السنين) عندما أرسل عناصر الشرطة بعبوات من الأصباغ ليركضون وراء الطالبات لابسات الميني جيب؟ وهو اجراء فشل فشلاً ذريعاً فعاد عناصر الشرطة الى محافظهم خائبين وراحت الطالبات يقصرن أكثر من طول تنوراتهن.

ذو قرنينا كان قد درس في الجامعة المستنصرية في ذلك الوقت الذي لم يشهد أية حادثة في جامعته تلك أو جامعة بغداد العريقة انطوت على تجاوز من طالب على طالبة. ومن المؤكد ان عدداً غير قليل من قريبات ذي قرنينا كن قد درسن في الجامعات العراقية في تلك الفترة أو بعدها، ولا أدري إن كانت إحداهن قد تعرضت لتجاوز ما لكي يعاقب بنات الأجيال اللاحقة بزيّه البدعة!

ذو قرنينا هو الوجه الآخر أو النسخة طبق الأصل لذي القرنين الداعشي.. الفرق في المذهب فقط.

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-10-2014     عدد القراء :  3309       عدد التعليقات : 0