الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
في ذكرى ثورة اكتوبر 1917 م في روسيا
بقلم : علي عبد الواحد محمد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في السابع من نوفمبر تمر الذكرى97 لقيام ثورة اكتوبر في بلد فلاحي ، حاول لينين اثبات ان هناك رأسمالية متوسطة التطور فيه من خلال كتابه "تطور الرأسمالية في روسيا" ، ومن خلال موضوعة تفاوت التطور بين البلدان االرأسمالية ، الذي اوضح فيه ان البلدان الرأسمالية متفاوتة في تطورها وعليه فإن هناك إمكانية في قيام الثورة الإشتراكية في بلد واحد او عدة بلدان في آن واحد . عكس الإستنتاج الماركسي عن الثورة الإشتركية وإستحالة حصولها في بلد واحد ، ويعزو لينين سبب الإستنتاج هذا الى ان هذه البلدان كانت آنذاك غير متفاوتة التطور لأنها لم تكن في مرحلة الإمبريالية ، كما كتب لينين عن مهام البروليتاريا في الثورة الديمقراطية ، التي جوهرها تطوير الثورة الديمقراطية الى ثورة إشتراكية عبر مهام متعددة تقوم بها البروليتاريا الظافرة ( هكذا ) ، ومن يقرأ "موضوعات نيسان" مثلا يجد هذه المهمات ومنها تغيير اسم الحزب من حزب العمال الإشتراكي الروسي ، الى الحزب الشيوعي وإعلان افلاس الأممية الثانية والثانية والنصف وتأسيس الأممية الثالثة ، الأممية الشيوعية لتوفير السند الأممي للثورة القادمة ، اي تحويل ثورة شباط البرجوازية الديمقراطية الى ثورة إشتراكية . وصاغ بعد ذلك قوانين الثورة الإشتراكية ، وهي مجموعة  من الإجراءات التي تحمي الثورة وتسير بها نحو التطور وهذه القوانين ، دكتاتورية البروليتاريا ، والثورة الثقافية ، وقانون حماية الثورة ( فقد سن هذا القانون لوقف التآمر الدولي والداخلي ، من حروب التدخل الخارجي ، والحرب الأهلية ، والحرب الفكرية ) .

  لينين وفي كفاحه المتواصل في الجبهة التنظيمية وفي الجبهة الفكرية كتب كثيرا عن الظرفين الذاتي والموضوعي ، للثورة ، وابدى إهتماما خاصا للظرف الموضوعي ( الوضع الثوري ) ، ووّسع شرحه وتوضيحه في مؤلفه افلاس الأممية الثانية ، وكان شديد المراقبة لعوامل تكونه ، بلحظته الراهنة وكل الثوريون الذين جاءوا بعده يرددون قوله الشهير عن ثورة اكتوبر(امس نكون بكرنا وغدا نكون تأخرنا ، اليوم يجب ان تكون الثورة )، وهذا ما حصل .

واكدت التطورات العالمية التي سبقت والتي تلت سقوط الإتحاد السوفياتي وتفككه وسقوط تجربة ما كان يسمى البلدان الإشتراكية ، صحة الإستنتاج الماركسي ، لا يمكن نجاح الثورة الإشتراكية في بلد واحد او عدة بلدان في آن واحد هذا على المستوى النظري العام ، اما على مستوى التطورات السياسية في روسيا عشية ثورة اكتوبر ، صحيح كانت الظروف ناضجة للقيام بالثورة ، آنذاك ، ولكن بالثورة البرجوازية ، لأن لا مستوى تطور البلد الإقتصادي ولا الظروف العالمية كانت تساعد على قيام الثورة الإشتراكية  . ولنا في حروب التدخل والحرب الإهلية ، ادلة على ذلك ناهيك إن إقتصاد البلد لم يكن قادرا على النهوض بواجبات الإقتصاد الإشتراكي ، الأمر الذي دعى لينين ورفاقه لسن سياسة ( النيب ) السياسة الإقتصادية الجديدة ، التي في جوهرها سمحت للملكية الفردية لوسائل الإنتاج وخاصة في الزراعة بالنمو والإنتعاش .

وكان لقانون حماية الثورة الإشتركية وتطبيقاته خاصة في زمن ستالين نتائجه الكارثية على المجتمع وعلى الحزب الشيوعي السوفياتي .

ولكن تبقى دروس ثورة  مهمة على مر التاريخ لتجنب الكثير من اخطائها .

  كتب بتأريخ :  الأحد 26-10-2014     عدد القراء :  3114       عدد التعليقات : 0