الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مصائب شعب عند أحزاب إسلامية سياسية حاكمة بالعراق فوائد!!!

يعيش الشعب العراقي في حالة يرثى لها ونادرة هي الفترة التي مر بها الشعب كالتي يمر بها الآن، حتى بدأ البعض يحن للماضي، وكأن الماضي كان برداً وسلاماً. إلا إن شدة وسعة وعمق وشمولية الكوارث الراهنة هي التي تنسي الماضي وتجعل الإنسان يعيش مأساته لحظة بلحظة ويحس وكأن الموت يقترب منه، وهو في الغالب الأعم ليس ببعيد عن هذه الحقيقة إلا من يعيش حالياً في المنطقة الخضراء، ولا يعرف الإنسان إلى متى!! عاث صدام حسين وطغمته فساداً في الأرض العراقية وبشعب العراق ومرغ كرامة البشر العراقي بالتراب ودفع بهم إلى الموت بمئات الآلاف ومثل هذا العدد إلى الهجرة، ثم ترك مشكلات كبيرة ستبقى تؤرق العراقيات والعراقيين سنوات طويلة. ولكن هذا النظام الذي انتهى خلف لنا نظاماً، وبدعم حقيقي من الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها، سيئا لا يمت إلى العصر الحديث والحضارة الإنسانة والمواطنة أو الحداثة بصلة، بل يعود إلى الماضي السحيق، إلى ماض غير مشرف من الصراع الطائفي والتمييز الديني والمذهبي والقتل على الهوية في قرون السلطنة العثمانية والدولة الإيرانية ... هذا النظام الطائفي السياسي هو الذي يعيش شعب العراق تحت وطأته في المرحلة الراهنة. ومهما تغيرت الوجوه يبقى الجوهر واحداً والسلوكية واحدة والعواقب واحدة. واليكم نموذجاً مريعاً لذلك:  

الشعب العراقي كله موزع اليوم بين مواجهة الموت في محافظات الموصل وكركوك والأنبار وديالى بشكل مباشر على أيدي عصابات وأوباش داعش، وهم قتلة مجرمون من جهة، وبين القتل الجماعي على أيدي الانتحاريين والعربات المفخخة والاغتيالات والناس المقتولين المرمية جثثهم على قارعة الطريق ببغداد وكربلاء وبابل وغيرها من مدن العراق على أيدي التنظيمات الإرهابية الدموية كالقاعدة وداعش وميليشيات طائفية مسلحة من جهة أخرى، وبين القتل والتهجير والملاحقة على أيدي عصائب أهل الحق وتنظيمات مسلحة شيعية أخرى في مناطق القتال وفي أغلب المحافظات العراقية التي تتحرك تحت واجهة الحشد الشعبي وتعتبر جزءاً من هذا الحشد من جهة ثالثة.

يواجه مئات ألوف العراقيات والعراقيين العيش بالعراء وبمخيمات وجماهير غفيرة من الإيزيديين محاصرة في جبل سنجار تخشى الذبح على الطريقة "الإسلامية!"، كما تمارسها السعودية بالسيف، على أيدي عصابات وإرهابيي داعش، ومئات ألوف أخرى تعاني من الجوع والحرمان في المناطق التي غزتها هذه العصابات.

أكثر من 30% من أبناء وبنات الشعب العراقي يعاني من الفقر الحقيقي وتحت خط الفقر، ونسبة عالية من السكان تعاني من البطالة الموجعة وأطفال بعمر الورود يواجهون التشرد والملاحقات الجنسية والاغتصاب في الشوارع وبعيداً عن كراسي التعليم. فساد وإرهاب يشكلان صورة العراق حالياً والمليارات تسرق في وضح النهار ومن قوى وأشخاص يحتلون مراكز قيادية في الدولة والاقتصاد والمجتمع..الخ.

كل هذا وأكثر من هذا يحصل يومياً بالعراق المستباح، في حين أصبح شغل وزارتين من وزارات الحكومة العراقية "الباسلة!"، وزارة التربية وزارة التعليم العالي، فرض عزل الطالبات عن الطلاب في الجامعات والكيات والمعاهد العراقية. وهما بذلك يجسدان الذهنية المتخلفة والبالية والمليئة بالعقد النفسية والجنسية للمسؤولين الكبار في هاتين الوزارتين، بعد أن تحقق لهم ذلك في المدارس الابتدائية والثانوية. إن هذه القوى الإسلامية السياسية المتطرفة تحاول الاستفادة من انشغال الناس والقوى السياسية الديمقراطية بمواجهة الموت وقتال الجيش والبيشمركة ضد عصابات داعش لتمرر ما تريده وتسعى إليه من سياسات بالية لا تعود لهذا العصر ولا حضارة العالم الراهنة، بل تعود للقرون الماضية. إنها المأساة الحقيقية التي تواجه الشعب العراقي، شعب يواجه ملهاة ومأساة في آن واحد في ظل حكومة طائفية تأخذ من الدين قشوره وتسعى إلى فرضه على البشر وتمنع عنه حريته التي قال عنها عمر بن الخطاب علوفق ما نسب إليه "كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"، رغم ادعاء رئيس الحكومة بأنه غير طائفي وغير متعصب!!

قال الشاعر العراقي يوماً عن العلاقة بين هؤلاء المتدينين وجمهرة من شيوخ الدين ومن الذين هم في الحكم اليوم وبالتحديد في وزارة التعليم العالي

يا ذئاباً فتكت بالناس آلاف القرون

اتركيني أنا والدين فما أنت وديني

أمن الله قد استحصلت صكاً في شؤوني

وكتاب الله في الجامع يشكو

أين حق

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 28-10-2014     عدد القراء :  4014       عدد التعليقات : 0