الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الذباحون أنفسهم..

المختار الثقفي (1هـ - 67هـ)، قائد عسكري طالب بدم الامام الحسين وثار فقتل جمعاً من قتلته ممن كانوا في الكوفة. ولد في الطائف، وأبوه هو أبو عبيد الثقفي قائد جيش المسلمين في معركة الجسر. نشأ في المدينة متأثرا بالامام علي بن أبي طالب وأصبح من محبيه. عُرف عنه أنه كان فارسا شجاعا، وقد ورث هذا عن أبيه. بايع الحسن بن علي بالخلافة عام 40 هـ، مثل سائر أهل العراق.

في عام 60 هـ، ارسل الامام الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة قبل أن يتوجه إليها، فأسكنه المختار داره وأكرمه. كان والي الكوفة حينئذ النعمان بن بشير الأنصاري والد زوجة المختار عمرة، فعزله يزيد بن معاوية وولّى عبيد الله بن زياد على الكوفة، ليقتل مسلم بن عقيل، ويلاحق من بايعه. وحبس المختار ووقعت معركة (الطف) وهو سجين، فبعث إلى نسيبه عبد الله بن عمر بن الخطاب يسأله أن يشفع فيه عند يزيد، ففعل وأطلقه.

توجه المختار إلى الحجاز فبايع عبد الله بن الزبير، ثم تركه وقصد العراق، فسجن، ومن سجنه عرّف نفسه للتوابين أنه هو الذي أمره ابن الحنفية بطلب ثأر الحسين، وثانية يشفع له نسيبه وهذه المرة عند ابن الزبير فيخرجه من السجن ليبايعه جمع كبير، ويخرج على الناس ويطرد عامل ابن الزبير من الكوفة، ويتولى الحكم فيها، فيقتص من كل مَن شارك في قتل الامام الحسين، ومنهم: عمر بن سعد بن ابي وقاص، شمر بن ذي الجوشن، عبيد الله بن زياد، حرملة بن كاهل الأسدي، عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الكندي، سنان بن أبي أنس، خولي بن يزيد الأصبحي، والحصين بن نمير، ثم يلحق بمصعب بن الزبير ومحمد بن الأشعث، فلا يجدهما، فيهدم داريهما، ويبني بلبنها وطينها دار الشهيد حجر بن عدي الكندي.

في سنة 67 هـ ولى عبد الله بن الزبير أخاه مصعب على العراق، وطلب منه أن لا يبقي للمختار وأصحابه باقية، وبعد مناوشات ومعارك متفرقة، هنا وهناك، سار جيش مصعب إلى الكوفة، ليحاصر المختار في قصره لأربعة أشهر، فأراد "المختار" من أصحابه أن يخرجوا معه للقتال خارج أسوار القصر، لكنهم رفضوا، فلم يعد أمام المختار من خيار سوى الخروج من القصر لمقاتلة محاصريه، فاغتسل وتحنط ثم وضع الطيب على رأسه ولحيته وخرج في تسعة عشر رجلاً للقتال، فقاتلوا حتى قتلوا، وبعد قتله، قطعوا كفه وسمروها على باب المسجد، ثم قطعوا رأسه.

أما أصحابه الذين آثروا السلامة، وكان عددهم سبعة آلاف وفي أضعف الروايات أربعة آلاف مقاتل (وليس 1700)، فقد أخرجوهم صفا فصفا، وقطعوا رؤوسهم واحدا واحدا، في فاجعة نستطيع أن نقول بأنها (سبايكر) عريق.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 29-10-2014     عدد القراء :  3570       عدد التعليقات : 0