الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
وليد الحلي.. قبل وبعد

في 5/ 1/ 2013 القيادي في حزب الدعوة وليد الحلي يجلس أمام مراسل وكالة المدى برس ليحدد مسار العملية السياسية في عدد من النقاط لخصها بجملته الشهيرة :"الف كلا وكلا لكل من يفكر مجرد التفكير في تحديد ولاية رئيس الوزراء"، والسبب في ذلك قدمه لنا السيد الحلي في وصفة مختومة بختم قراقوشي تقول ان"المالكي لم يكن يوما العائق، فهو من حفظ الأمن، وهو من اسهم برفع الاقتصاد العراقي، وخروج الأميركيين وهو دليل قوة للعراق، إضافة إلى الإنجازات الأخرى". طبعا هذه الانجازات لايراها هذا الشعب الناكر للجميل لانه يعاني من ضعف البصر.

في ذلك اليوم أصر السيد الحلي على اعتبار معارضي الولاية الثالثة ينفذون أجندات خارجية، ولم يتورع عن الانقضاض على كل من تسول له نفسه مجرد السؤال عن الارواح التي تزهق بسبب الفشل الامني، والمليارات التي اهدرت على مشاريع وهمية. كان السيد وليد الحلي متيقنا بصواب خطبته وهو يخوض معركته الكلامية المقدسة ضد الاعلام والقوى السياسية التي سألت مجرد سؤال: من يتحمل مسؤولية ما يجري؟

25 ايلول عام 2014: السيد وليد الحلي بشحمه ولحمه يتحول.. يشمرعن ساعديه ويعلن حربا شاملة ضد محور الشر الذي يريد اسقاط حكومة السيد حيدر العبادي، مؤكدا إن"مجموعة من الانتهازيين وصيادي الفرص والمناصب يحاولون يائسين إرجاع عقارب الزمن إلى الوراء وإعادة الأمور إلى مرحلة ما قبل 8/9"اتمنى ان تنتبهوا للتاريخ جيدا انه تاريخ تشكيل حكومة حيدر العبادي وليس نوري المالكي"ولأن السيد الحلي كان يعيش في نشوة الانتصار، فقد اعتقد ان العراقيين شعب بلا ذاكرة، فلا يهم ان يقول لهم بعد ان اصبح المالكي خارج الصورة من:"إن الحكومة السابقة لم تقدم الكثير للعراقيين وعلينا الاعتراف بهذا".

وقبل أن يفيق المواطن العراقي من صدمة انقلاب السيد الحلي على السيد الحلي نفسه، وقبل أن نضرب أخماسا في أسداس، شاهدنا السيد حيدر الحلي يجلس في مساء 27 /10/2014 امام الزميل نبيل جاسم وهو يمعن في اداء دور منقذ البلاد من محنتها، فيكشف لنا سرا خطيرا من ان الحلي"نفسه"ايضا كان وراء قرار تنحية المالكي.

ولأن السيد وليد الحلي لم يكن جالسا في مقهى يتسامر مع اصدقاء له، فإن ما قاله في حواره الاخير كلام ينبغي التوقف عنده، فحين يعتقد بعض الساسة انهم وحدهم القادرون على إنقاذ البلاد من محنتها، وان لا عملية سياسية من دونهم، وان العراقيين بعد 2003 يعيشون حياة مترفة بدليل السيارات التي الحديثة التي تسير في شوارع بغداد، وان قانون البنى التحتية كان سينقذ البلاد من الخراب، وانهم في حزب الدعوة لايبحثون عن المناصب ابدا، فإننا حتما نشهد فصلاً جديداً ومثيرا من فصول انتحار الممارسة السياسية، حين تنهار كل أبجديات الديمقراطية، ويتحول الساسة إلى مشجعين على حكم الحزب الواحد والمحسوبية السياسية، ويتجلى الخلل الأخلاقي في محاولة الكذب الصريح على الناس، وصبغ الوقائع الصماء بألوان شتى من المداهنة والنفاق للسلطة، بالطريقة ذاتها التي كانت حاكمة لأداء الدولة العراقية في العقود الماضية.

كان ديغول يقول لمساعديه"السياسة فن المستحيل". ولهذا لم يحفظ لنا التاريخ سوى اسماء ساسة ومسؤولين حققوا لشعوبهم وبلدانهم ما بدا للجميع مستحيلا.. فيما يريد وليد الحلي من العراقيين ان يغيروا ما بأنفسهم قبل ان يحاسبوا المسؤولين على فشلهم في ادارة البلاد..

لكن يا سيدي الآية الكريمة لم تخص الشعب العراقي دون مسؤوليه الذين يعتقدون انهم في مهمة مقدسة لحماية هذا الشعب من الغواية والانحراف.

  كتب بتأريخ :  الأحد 02-11-2014     عدد القراء :  3903       عدد التعليقات : 0