الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الكتابة والعسكرية ونقاط الألتقاء وتباً!!

عالم الصحافة غريب عجيب، بأمكاني أن اشبهه بالعسكرية والحروب، وأقول فيه ما قلناه حينذاك عندما كانت الخدمة العسكرية في العراق مقبرة الأحياء، وذل الرجال، وقتل الطموح، وسلب الحقوق، وهدر الكرامات، ومزيد من الآهات، بالتأكيد هي اليوم اسوء بكثير.

وبين الذاكرة، وما جمعته من الأنترنت، أتطرق إلى بعض الحكم والأقوال مع تعليق بسيط، قد يجد فيها القاريء ظالته، او يفهم الأبعاد من الطرح ويستاء، او تعجبه ويستفيد منها، ويا ليت للمعني أن يخجل من نفسهِ ويلحقها قبل أن يخسرها رخيصة. بكل الأحوال، من يجد في المادة شيئاً مفيداً فسأكون فرحاً قليلاً، ومن يجد فيها ضربةً موجعة على (نفوخه) ويتضايق، فسيسعدني ذلك جداً، ومن  هذه الأقوال:

- خريج مريج بالبريج ..... أي الجميع سواسية بالمنظور العالم، ولا فرق بين جندي وآخر، علماً بأن الفرق موجود وملموس إن كان في المستوى الثقافي او الأجتماعي ناهيك عن الفرق بين المدن والمناطق والقرى، وأسوء شريحة هي الأنتهازية والمنافقة والمتملقة وما أكثرهم بين الكتّاب!

- لملوم ..... في الثكنة الواحدة ممكن ان نتعرف على أشخاص من كل المدن والقرى وحتى البدو الرحل، وفي جلسة سمر قد نسمع طروحات مفيدة او أخرى تتقيأ مها النفس، وعندما يشتد الحديث حول قناعات معينة، نسمع الصوت العالي يخرج من الأكثر سذاجةً وهبلاً، اما لو كان الكلام يمس المراجع بشكل عام، فالكفة الأرجح لصالح المتخلف او التابع، لأن العاقل لا يمكنه الأستمرار بالحديث مع معصوبي العيون وأحادي النظر، دروع بشرية لو صح التعبير.

- في الحرب، الحقيقة هي الضحية الأولى....وما أنا متأكد منه في عالم الصحافة بأن الحقيقة مرة ومزعجة ولا أحد يرغب بالكلام عنها، ومن يفعل سيتلقى نباح من هنا وهناك

- عدو معروف، عدو نصف مهزوم...لذا نرى وجود اسماء مستعارة لأشخاص ينفذون أجندة او ظنوا غباءً واستعلاءً بأنهم يقدّمون خدمة لشيء يعتقدون بانه صح، ومنهم أيضاً عقارب خبيثة شغلها الشاغل اللدغ عن طريق الغدر، أنهم اعداء انفسهم كونهم لا يحترمون وجودهم الحقيقي واستثني من بينهم المعتدلين في طروحاتهم وهم قلّة لكنهم أصلاء

- القوة كانت دائما عدوا للحرية (رونالد ريغان)..... هناك من الكتاب من يعشق القوة، لذا نراهم يخلقون لأنفسهم قائد همام يساندوه متى ما اراد ان يستفز ويبطش ويفرض سيطرته ولو ذهبت ضحايا لا تعد ولا تحصى، المهم أن يسجدوا لزعيم، وهيهات للحر أن يعترض!!

- الزعيم يقود بالمثال ، وليس بالقوة (صن تزو).... بعد البحث وجدت قائل هذه الحكمة رجل صيني كتبها في القرن السادس قبل الميلاد، ومن بيننا وفي زمننا (2014) من يريد أن تكون القوة هي لغة الحوار لقادة من المفروض أن يعيشوا حياة المثال كمعلمهم!!

- لم تسع البشرية يوماً إلى السلام بل إلى هدنة بين حربين...... ولا يسعى الكتاب إلى فرض السلام ولا الهدنة،  بل إلى سحق أحد الطرفين!! لذلك فالحكمة التالية تبطل لعدم وجود ارضية بين الكتّاب (الانتصار الحقيقي والدائم هو الانتصار بالسلام وليس بالحرب". رالف والدو إمرسون) .

التمثيل هو الكذب الوحيد الذي يصفق الناس لأبطاله..... وما أكثر المصفقين من الكتّاب، وأكثر من يصفقون له هو من لا يحب غير نفسه ومجده

الخلاصة:

للأسف الشديد وما لمسته في السنوات الثمانية التي دخلت فيها إلى عالم الصحافة (غفلةً) وبدون سابق أنذار، وجدت صحفيين بأمكانيات عالية، دفع ثمن لقلمهم وسخروه لمآرب دنيئة

وهناك كتّاب يحكمون على الطرح من خلال تحزبهم، فإن كان الكاتب بالضد من توجهاتهم فحتماً سيعملون المستحيل لمحاربته حتى وإن وضعوا يدهم بيد الشيطان

هناك كتّاب تبعيين منقادين بأختيارهم الكامل، غالباً ما تكون طروحاتهم تحتوي على انصاف حقائق، لأنهم يتبعون ويألهون شخص، وكل ما عداه حاجة لمعبودهم، ومن يعترض فسيحدون عليه اسنانهم.

اغرب ما جعلني اقرف بعض الكتابات ومنها لكتّاب محترمين، هؤلاء ولكونهم قرروا ان يكونوا أداة حرب هجومية، نراهم قد انقلبوا رأساً على عقب وكالوا بالمديح اليوم لمن هجوهم البارحة.... والمعركة ما زالت حامية الوطيس بين الكتاب ولا مبدأ ولا أخلاق ولا فن ولا ذوق ولا مصداقية ولا هم يحزنون!! والشر هو المنتصر وكذب من قال لا يصح إلا الصحيح، بل باطل الأباطيل كل شيء باطل....

وختامها مسك

إن أي جندي يحترم نفسه ينبغي أن يكون مناهضاً للحروب ، وبالرغم من ذلك ، هناك أشياء تستحق القتال من اجلها" . الجنرال نورمان شوارزكوف ...... اترك هذه الحكمة بدون تعليق

zaidmiaho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الإثنين 03-11-2014     عدد القراء :  3537       عدد التعليقات : 0