الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حي الكرادة - عرصات الهندية تحول الى ثكنة ومستودعات
بقلم : ماجد زيدان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

   تختزن ذاكرة الناس القريبة ذكريات وحكايات جميلة عن حي العرصات وسط بغداد , وكان يشار اليه على انه الحي الأرقى والاكثر ترفا في بغداد , ويقضي فيه نزهات وسهرات تبقى عالقة في الأذهان حتى ان الكثيرين كانوا يطرحون افكارا ومقترحات لتطويره نحو الأفضل ومقارنته بشوارع مختلفة ببلدان العالم ويريدون له ان يضاهيها ولكن هيهات , اليوم نتحسر على ذلك الزمان الذي غاب عنا .. الحي بدأ سكانه بهجرته شيئا فشيئا فقد غزته المخازن التجارية وتحولت بيوته الى مصانع صغيرة وشركات .

   ومكاتب تجارية ومصرفية وباتت مخازنه خاوية والحركة فيه نادرة ومحفوفة بالمخاطر .. والامر من ذلك ان الاحزاب السياسية وجدت في بيوته مقرات لها ولأجنحتها العسكرية ولمنظمات اخرى لم يسمع بها احد من قبل .. وفضلا عن ذلك وجدت بعض المؤسسات العسكرية والامنية مقرات لها ايضا في الحي والشوارع , اضافة الى أجهزة الاعلام المختلفة ..

   وكل مؤسسة من هذه المؤسسات لها حمايتها واجراءاتها الامنية حتى دون التنسيق مع المقر المجاور لها ولانقول بعض السكان المتبقين من زمن الازدهار , يغلق الشارع بجدران الاسمنت والعوارض وبعض المسؤولين من حديثي النعمة اغلقوا الشوارع ببوابات حديد وعملوا باجات للدخول والخروج , ولا احد يفضل زيارة أقاربه او معارفه لما لهذه الأجراءات من أزعاجات , طبعا القوي وألاكبر من هذه المنظمات يفرض سطوته على الاقل قوة وشراسة وهو يكون مسؤولا عن تنظيم هذا الشارع الذي فيه دون يخوله احد او أستنادا الى القانون .

   ومع ذلك تدهورت الخدمات في الحي واصبحت شوارعه كلها مطبات وحفر و في الشتاء يغرق وتحتار في المرور الى العمل او السكن , حتى الشكاوى في دائرة البلدية لاتنفع في أستجداء مرور سيارة القمامة , وربما له بعض الحق فالسيارة لاتدخل الا بشق الأنفس لركن السيارات على الجانبين وعندما تطلب من احدهم السماح لك بالمرور او تحريك سيارته قليلا ينظر اليك بالعين (الحمرة) وكأنك انت المرتكب للمخالفة .

   للاسف الكل يلمس الحال الذي وصل اليه الوضع الراهن ويشكو منه ولكن لاأحد يحرك ساكنا ويتخذ اجراءً مناسبا لاعادة الحياة الى ماكانت عليه ولانقول نحو الافضل .

   المصيبة اصحاب هذه العقارات كان البيت يشكل لهم ثروة ويمكن بسعر العقار شراء عقارين او ثلاثة في مناطق بغداد الاخرى المتطورة ،اليوم لايصل الا لنصف سعره لأن الناس لايفضلون السكن في المناطق التي توجد فيها مقرات ومؤسسات امنية حتى لو كانت حكومية , فما بالك في منظمات غير رسمية ومسلحة .

   سكان الحي والناس يتطلعون الى الاستقرار الامني لعل وعسى يعود لهم الحي الذي صادرته مختلف الاطراف تحت سلطة الامر الواقع وغياب الجهة التي يحتكمون اليها ويتخلصون من بيت المتنبي الشهير  :

   فيك الخصام وانت الخصم والحكم .

   كتبنا مقالنا هذا تحت الحاح وطلب بعض من نحتك بهم واكراما لهم ودفاعا عنهم .

   26 / 11 / 2014

  كتب بتأريخ :  الخميس 27-11-2014     عدد القراء :  2634       عدد التعليقات : 0