الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شهداء.. على عرض الشاشة

الشهيد، شهيد، ايا يكون عمره او فصيلة دمه، او العقيدة التي يحملها.. فانه اعطى اثمن ما يملك لقضية سيتمتع بها غيره، عمره.

والشهيد، شهيد، سواء كان مقاتلا في سبيل قضية الحرية والعدالة، او سقط برصاص اعداء الحرية والعدالة، حيث القته الصدف في طريقهم.

لكن الفتيان من الشهداء الذين يتنادون لسد الطريق على الغزاة والهمج والسفاحين يطرحون علينا قضية في غاية الحساسية تتعلق بفداحة الخسارة باعمارهم.

اعرف، وانا اخاطبكن واخاطبكم بصيغة وحدّتها الشهادة، ان لكل واحد منكم اسما يميزه عن رفيقه، وانكم تجتمعون، كل مساء، على اسم وردة حمراء واحدة تحبونها، وتتفرقون منها، او تتفرعون عنها الى صفحات هذا السجل الذي كتبتم ابتهالاته الاسطورية، كل واحد يروي قصته.. قصة اللقاء الاخير مع الحياة، معنا، حيث سقط برصاص، او شهق بحبل مشنقة، او غاب في ما بين الصرخة والابتهال.

وقبل هذا لا اشك، بانكم تتذكروننا، واحدا واحدا. تستدلون الينا بالبصمة التي اودعتموها في افئدتنا، وبالدَين الذي تركتموه في اعناقنا، وبكلمة السر التي بيننا.

وبرغم ان اسماءكم باسقة، وموصوفكم سرمدي، وامجادكم مشرّفة فاني ابحث لكم عن اسم يتسع لاسمائكم جميعا، ولمآثركم كلها، ولهتافاتكم وقصاصاتكم ووصاياكم واحلامكم ووجوهكم وصباحاتكم ومعزوفاتكم.. اسماء نستعين بها في مشوارنا، ونلوذ اليها من الشظايا والاقدار، ونفتح بها اسرار ما يحيطنا، وطالع ما ينتظرنا.. اسماء تليق بالفتيات الرائعات اللواتي تركن اسماءهن الحزبية على حيطان الزنازين، الخالدات، مثلما يليق بالرجال الذين عرفوا خطر الموت وساروا اليه.. اولئك الشجعان الذين انتم.

ابحث لكم عن اسم يحاكم اجيال القتلة والطغاة والمأجورين الذين علقت لوائح موتكم في رقابهم.. اسماؤكم ترسلهم تباعا الى مزابل التاريخ وتحض على احتقارهم الابدي.. اسماء من خارج ابجديات الكلام، لكن من داخل دلالة الافتداء بالروح من اجل قضية الحرية.. ويشاء التاريخ ان يضمكم الى اروع صفحاته.

“اليوم ملكك، أما الغد فقد لا يأتي مطلقاً”.

سوامي سيفاناندا- معلم روحي هندي

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-12-2014     عدد القراء :  4002       عدد التعليقات : 0