الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
قضية هيفاء الأمين

في الناصرية (مركز محافظة ذي قار) ضجّة .. المتسبب فيها نفر من الجهلة الذين لم يُدركوا ان ما زاد عن حدّه انقلب ضدّه، وهم زادوا الأمور عن حدّها، بإظهارهم "غيرة" زائفة و"حميّة" كاذبة على الدين والشريعة.

محور الضجة سيدة، اسمها هيفاء الأمين، مشهورة في محافظتها ومعروفة على نطاق العراق كله تقريباً .. بعضنا تعرّف عليها عن قرب، والبعض الآخر عرفها من خلال مرويّات زميلاتها وزملائها ورفيقاتها ورفاقها أيام النضال ضد نظام صدام حسين، وهي مناضلة باسلة عن حق.

واشتهرت السيدة الأمين على نحو خاص يوم فازت بأكثر من 14 ألفاً من أصوات محافظتها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 30 نيسان الماضي، مترشحة عن قائمة التيار المدني الديمقراطي، لكن هذا العدد الكبير من الأصوات لم يدخلها الى قبة البرلمان الذي يحتل بعض مقاعده الآن مَنْ لم يفوزوا بألف صوت ولا حتى بمئتي صوت! .. والذنب، بل العار هو عار الذين وضعوا قانوناً ونظاماً للانتخابات يتيحان لمن يحصل على أصوات أقل الفوز بمقعد برلماني إذا كان المتسابق في الانتخابات مترشحاً عن قائمة طائفية أو قومية. ونظامنا السياسي منذ عشر سنوات يقوم على المحاصصة الطائفية والقومية، ضارباً عرض الحائط أسس الوطنية والنزاهة والكفاءة والمهنية والخبرة التي تنشأ عليها الأنظمة السياسية الحديثة.

كما المئات من بنات مدينتها ومحافظتها ، عاشت السيدة الأمين كل حياتها سافرة .. تعلّمت في الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في الناصرية والجامعة وهي سافرة مثل قريناتها.

في الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت الغالبية الساحقة من التلميذات والطالبات والمعلمات والمدرسات والموظفات والطبيبات والمحاميات يعشن ويعملن في مختلف مدن البلاد سافرات. وفي نهاية السبعينات اضطرت السيدة الأمين الى مغادرة البلاد مع عشرات الآلاف من معارضي نظام صدام .. خرجت سافرة، والتحقت بحركة الأنصار الشيوعية سافرة، وعاشت في بلدان اللجوء سافرة، وعادت الى البلاد سافرة، وخاضت الانتخابات البرلمانية سافرة.. قادتها حملتها الانتخابية الى الأرياف البعيدة والبلدات الصغيرة في محافظتها وهي سافرة، ولم يعترض أحد.. كان الناس يستقبلونها بترحاب شديد عبّروا عنه بمنحهم إياها عدداً كبيراً من الأصوات لم يحصل عليه عدد غير قليل من أعضاء مجلس النواب الحاليين عن محافظتها نفسها.

الآن "ينتفض" بعض السفهاء في وجه السيدة هيفاء الأمين ليهددونها بالقتل ما لم تتحجب أو تغادر محافظتها من غير رجعة... نعم إنهم سفهاء لأنهم يرون الدين والشريعة في غطاء الرأس فحسب ولا ينظرون في ما داخل الرأس كما الناس البسطاء في الريف والأهوار .. نعم سفهاء فلو لم يكونوا كذلك لفكّروا بانهم بهذا يزكّون داعش وسواه من التنظيمات السلفية الإرهابية التي لا تكتفي نساؤها بحجاب الرأس، وانما يُحجبن أيديهن ووجوههن ولا يكشفن الا عن أعينهن عبر النقاب.. نعم سفهاء فلو لم يكونوا كذلك لأدركوا ان الدستور يحرّم عليهم ما يفعلونه.. انه يُلزم الدولة بكفالة الحريات الشخصية.

أجهزة الدولة في محافظة ذي قار مطالبة بتطبيق الدستور وعدم السماح للسفهاء بانتهاك مبادئه وأحكامه.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-12-2014     عدد القراء :  2760       عدد التعليقات : 0