الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
شناشيل : هل كانت الأربعينية ناجحة؟

هل كان الأمر حقاً وفعلاً مثلما جاء على لسان قائد قيادة عمليات الفرات الأوسط؟ أم يصح القول إن هذه القيادة إنما ترى بعين واحدة وتسمع بأذن واحدة، فجاء كلام قائدها غير مجسّد لواقع الحال، متغافلاً عن وقائع صارخة لا تدع مجالاً للفخر بما تفاخر به القائد؟

في مؤتمر صحفي قال اللواء الركن قيس المحمداوي يوم الأحد "أنهينا اليوم الخطة الأمنية الخاصة بزيارة الأربعين في كربلاء بنجاح متميز قياساً بالتحديات الأمنية والخدمية وعدد الزوار غير المسبوق الذين دخلوا المحافظة".

نعم، بالنظر بعين واحدة وبالسماع بأذن واحدة يمكن القول إن الزيارة الأربعينية انتهت بنجاح، فهذه المرة لم تكن هناك هجمات وتفجيرات مروّعة في صفوف ملايين الزائرين في مدينة كربلاء أو على الطرق المؤدية اليها، مثلما كان يحدث في السنوات الماضية، ونرجو أن يكون هذا بالفعل بفضل الجهد المبذول من القوات الأمنية لتأمين الزيارة والزوار، فهذا ممّا يحيي الأمل في النفوس في ان قواتنا الأمنية يمكنها، إن أرادت، أن تحفظ الأمن للبلاد وتحقق السلم والطمأنينة للناس.

ولكن، هل الزيارة هي مجرد وصول الزوار الى العتبة المقدسة المقصودة والعودة منها بسلام؟.. اذا كانت قيادة عمليات الفرات الأوسط وسواها من القيادات العسكرية والأمنية تفكّر بهذه الطريقة فهو تفكير قاصر. من العناصر المهمة التي يتعيّن حسابها في تقييم أحداث كحدث الزيارة الأربعينية، ما اذا كان هذا الحدث قد شهد مظاهر سلبية أم لا، واللافت ان الزيارة الأربعينية هذه شهدت، أكثر من سابقاتها، مظاهر تسيء إلى المناسبة نفسها والى المبادئ التي استشهد في سبيلها الإمام الحسين وآل بيته.

كانت هناك كتابات على بعض الطرق العامة تشتم الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وبعض الصحابة، وكانت هناك حلقات احتلت بعض الشوارع تلعن هؤلاء الخلفاء والصحابة. وكانت هناك أيضاً ممارسات تحط من إنسانية الإنسان وقيمته العالية، كالزحف على البطون والرُكب.

هذه الممارسات تنتقص كثيراً من قيمة الإنجاز الذي حققته القوات الأمنية والعسكرية، فواجب هذه القوات لا ينحصر في منع وقوع العمليات الإرهابية وحفظ حياة الزوار.. من واجباتها الأساسية أيضاً المحافظة على الأمن الاجتماعي، وما بدر من بعض الزوار من ممارسات طائفية مستهجنة يضرب في العمق السلم الأهلي. والواقع إن القوات الأمنية والعسكرية قصّرت تقصيراً واضحاً في العمل على ردع القائمين بهذه الممارسات، بما في ذلك حجزهم وتقديمهم الى القضاء وإعادة القادمين منهم من الدول الأخرى إلى بلدانهم في الحال.

الدستور يضمن حرية العقيدة، ويحظر كل نهج تكفيري.. والممارسات التي شهدها بعض الطرق العامة والشوارع في كربلاء وخارجها هذه السنة بالذات تنتهك ما نصّ عليه الدستور، فشتم الخلفاء الراشدين الثلاثة وبعض الصحابة هو مما يتجاوز على حرية العقيدة ويدخل في باب النهج التكفيري، والقوات الأمنية والمسلحة ملزمة بتطبيق الدستور والقانون.

فتح حدود البلاد على مصراعيها بدون حسيب أو رقيب عشية الزيارة هو مما سمح بهذه الممارسات الخطيرة للغاية، ولابدّ من أخذ هذا في الحسبان مستقبلاً.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-12-2014     عدد القراء :  3051       عدد التعليقات : 0