الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
وأخيراً اقتنعت.... وابصم بالثمانية مسايرة على حبلين

ليس من السهل على المرء أن يقبل النقد او حتى ابداء الملاحظة، ولم اكن اعلم بانني منهم! إذ طالما دافعت عن كتاباتي معتبراً أياها (صراحة لا بد منها) أبعد الله عن مسؤولينا الأحبة (خُلَف) الصريحين و (بِجِمهُم) من أنظارهم.

سمعت بعض التعليقات والـ (طراطيش) من هنا ومن ذاك (الصوب) تنصحني بالخفية والحنين على من تسيّد علينا وساد! وانااقول لهم: يا ناس، يا هووو، في كل مقال أقدمه ارجع من بعده بخفي حنين، ولا أذن تصغي ولا (خشم يشم)! وايضاً ثم أيضاً يقولوا ويكرروا ولا يملوا: (في نشر الغسيل خطيئة) ولا اعرف إن كانت مميتة او تكتفي بالعوق! وأنا اقول لهم: أي غسيل انشره وهم لا يملكون حتى الملابس الداخلية! وإن كان (اللباس) يستر عورة، فهناك من يحتاج (لبسان وفانيلات مو الخصرهم وبس، حتى براسهم) لأنهم أصبحوا لنا عورة من أخمص اقدامهم إلى (فوك صماخهم).

وزاد الألحاح وأصبح لي في كل مقال عدو جديد (أهلاً وسهلاً طلوا أحبابنا) وأسم مستعار جديد، ورسالة بريدية تحمل شتائم جديدة ومن كل الأصناف، يطلقونها وكأنهم أمام مرآة! وأسوء حال وصلت له هو طلبات ملحّة من اصدقاء اعزاء تسألني الصمت، وكان لهم ما يريدون بعد أن اقتنعت بأنني سبب في كل المشاكل الكنسية والمدنية والسياسية ومركز لبث النعرات القومية والطائفية، لذا أرتأى بعض الإخوة أن ينصحوني بتأجيل كتابة اي مقال انشره لأشهر على أمل أن يأتي حلّ (معلّب) من كوكب المشتري بعد أن يسلك ساعي بريد معتمد وموثوق طريق نبتون!

فقلت في نفسي ونفسي أمارة بالسوء، يا رجل، أكيد انت على خطأ والكل على صواب، (إبلعها وأنلصم شوية وراح تشوف شلون تتفكفك الصعوبات) و (تتحلحل) المعضلات وكان الله يحب المسؤولين و (حبربشيتهم)! وبما أنني وعن طريق الصدفة المحضة والتي (مترهم كل جم قرن مرة) ذكرت المسؤولين وأسم الله تعالى قبل سطرين لا أكثر، فلا ضير بأن (اهذري شوية وأكول) إن كان الله هو من اختار المسؤولين (إللي ابّالنة) فهذا يعني بأنه يكرهنا! ( وياريت على الكره وبس)!

نعود للمهم ....أخيراً اقتنعت بانني (ابو المشاكل) وبدوني ستتحول الأرض إلى قطعة من السماء، ومستعد أن ابصم بالثمانية، بأبتعادي سيستتب الأمن وينتصر الخير على الشر و (يبول) الحمام على الغراب، والبوم ينظم إلى صنف الطيور المغردة!

لذا قررت ان اختلي مع برد كندا كنوع من سبات شتوي مجمداً بضع الوقت عقلي وضميري وقلمي وأعود في الربيع العاجل او أعجله بحسب رغبتي. وتوقفت عن الكتابة فعلاً إكراماً لأحبتي وأصدقائي الذين يناشدوني التريث، وعودتي ستكون بحلّة جديدة بعد أن تبيّن وباليقين بأن الخلل ليس بمسؤول فاسد ومدافع عنه كما كنت ادعي واقسم على ذلك، بل:

الخلل وكل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

أنتهت سنة 14 بعد الألفان وسندخل 15 بعين العدو الغاشم جعلها الله لقراء هذه السطور سنة خير وبركة، وأبصم بالثمانية بأن الشتاء وزمهريره أنتهيا من الوجود وأصبحنا بربيع دائم، والكل طوى صفحة قديمة وعاش أقدس ايامه مع ميلاد المسيح وكأن الخليقة أبتدأت من جديد بتجديد العلاقات بين كبار القوم وعليتهم (إللي أبّالنا)!

والكل على وفاق وأتفاق ولا يوجد من هو لبطرس أو بولس بل الكل (وبلية حسد) يخضعون لأرادة السماء بصفاء قلب وسلامة نية، وأهم شيء لم يعد هناك مسؤول يفرح بـ (فدائييه) من الذئاب يحامونه وينهشون بلحم فدائيي المسؤول الآخر!!

أنتهت (الأربعطعش) المشؤومة بغير رجعة وجرفت معها الأحقاد والغرور والكبرياء والتكابر والسلطة السلبية التي لا يهمها مصير بشر مؤتمنين عليهم بقدر ما يهمهم عنادهم ورأسهم (الناشف) وتركيع أحدهم الآخر ....الحمد لله أنتهت وابصم بالثمانية

سنبدأ (الخمسطعش) وكلما نتقدّم في السن، نعود عشرة وعشرين في العقلية، ولم يبقى على عصر العبيد سوى بضع مقالات تمتدح وتذم بحسب ولاءاتها ومواقفها المتشنجة.

أنتهت وأنتهينا والخلود يبقى كما تعوّدنا إلى الشعارات الرنانة والعناوين البراقة والكلمات المؤثرة، ودغدغة المشاعر وتأجيج الأحاسيس، ولا فعل خير يرتجى!

ومن تركناه على دابةّ سيصبح على حصان، والراجل سيتسلق سنام (البعران) لا لشيء إلا ليكون أعلى من مستوى البشر، لينظر لنا من علياه (بدربين)عندما يتواضع!

أنتهت القيم، وبدل البحث عن الخروف، أطلقت الذئاب ليشرد القطيع ويتشرد، والراعي لا يحسب النقص الكبير والمستمر في مرعاه، بل يفرح بمن يراهم فقط!

عام جديد طلّ وظهرت ملامحه وخسائر جديدة تنتظره، وأنحدار يعقبه انحدار، ولا جدوى في رئيس متعجرف وقاسي ولا أمل يرتجى منه! والمنحنين بأزدياد.... وهنيئاً لمن لجأت إلى مراعيهم خرافنا!!

أنتهت وثبتّت الصفاة وأخيراً اقتنعت....الحرامي حرامي، والدجال دجال، واسم الله يُستغل ابشع استغلال، والشريف من يصمت، والأشرف من لا يقبل بنقد مسؤول سيء أو مدافع عنه، وذو الأخلاق الرفيعة أكثرهم تملقاً، وتباً لكل المقاييس المنحرفة التي اصبحت ميزان لتقييم البشر!!

وعندما ابصم بالثمانية هذا لأنني أحتاج أصبعين لغاية نبيلة بحاجة ماسة لها اصحاب السيادة،  وأكتفي بالخنصر والبنصر والسبابة والأبهام لغرض البصم......

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  السبت 27-12-2014     عدد القراء :  3684       عدد التعليقات : 0