الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
إدمان العبودية بأسم المقدسات!

وصلني قبل فترة عبر الفيس بوك قول في (بوست) لأحدهم (ما اعرف منو) يتحدث فيه عن العبودية، وللأسف حاولت البحث عنه لوقت طويل مع (بابا كوكول) ولم أجده، متمنياً مساعدتي بإيجاده.

مغزى القول: سألوا عبدأ ماذا ستفعل لو أعتقناك مع منحك مبلغ كبير من المال؟ أجاب: سأشتري بيت واتزوج وأجلب سيداً يرأف بحالي!!

لم تأتي تلك الكلمات اعتباطية، بل أكيد عن أختبار بعد أن رأوا في الكثير من البشر تجسد لقول المتنبي (العبد عبد ولو طالت عمامته)!

وبمقاربة صغيرة نجد بأن المؤمنون يفعلون مثل ذلك العبد بحجة الإيمان.... فهم اسخياء بعطائهم، ومن جهدهم واتعابهم يعطون بقلب فرح ما يجعل مراكز العبادة قائمة، وغالبية رجال الدين لا يقبلوا بالكفاف وأنما يغتنون على حسابهم ومنهم من لا حد لشبعه! في المقابل ما هو دور رجل الدين؟

بالتأكيد الجواب معروف، وهو قيادة شعب إلى بر الأمان وتثقيفهم دينياً والأهتمام بحاجتهم الروحية ومن المفروض أن يتمموا واجباتهم على اكمل وجه بتواضع وحب وإلا تحولوا نقمة على الدين وليس رجاله!

في غالبية من نراهم اليوم يوجد غرور وعجرفة وتسلط وتركيع للمؤمنين وأذلالهم وأحتقارهم ومعاملتهم على اساس أنهم دون مستواهم وليسوا سوى بنك يمنحهم المال وعبيد يأمرونهم بفعل ما يريدون، وقطيع يسيروه حسب مزاجهم وياليت مزاجهم صافي! بل نرى أحياناً مزاج حاد مبني على مستويات متدرجة من العقد النفسية!

وكأن جواب المؤمنون على سؤال ...ماذا تفعلون وأنتم أحرار...يجيبون، نجلب رجل دين نقلده زمام أمورنا ويستعبدنا!

عندنا كمسيحيين القضية أخطر مما نتصوّر، لأننا كمؤمنون نبحث عن كاهن يقودنا على الطريقة التي قاد بها المعلم الأكبر الرسل والشعب المختار، ومن ثم قاد الرسل المؤمنون ليصبح الدخول إلى المسيحية على اساس البشارة بالقول والعمل على مبدأ الحب والتضحية.

والمسيح أتى ليحررنا من كل انواع العبودية، بل أنه ساوا بين الجميع وقلب موازين التعامل بين المؤمنون ليصبحوا نواة للتواضع والحب ونموذج للخدمة، ولم يعد هناك كبير وصغير ولا رئيس ولا مرؤوس، والطاعة فقط للروح القدس والذي يتجسّد بمن أختارهم ليكونوا شهودا للمسيح على الأرض، ومن أختير ليكون رسولاً وكاهنا إنما أختير لان يكون خادماً وليس قائداً مدنياً او عسكرياً وجب لهم التحايا او ملوكاً ارضيين تحنى الرؤوس أمامهم!

هكذا أفهم مسيحيتي وخلافه تجاوز على كل القيم التي ارادها المسيح، والنص أدناه ليس من جعبتي بل من تعاليم المسيح:

وأما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح، وأنتم جميعا إخوة، ولا تدعوا لكم أبا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات، ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح، وأكبركم يكون خادما لكم، فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع متى 23:8-12

لا تدعوا لكم أباً ونحن نستحلي كلمة أبونا مع تقبيل يده، والأسقف ندعوه سيدنا، وعلينا ان نقبل تلك الأقاب شئنا أم أبينا.

أليست كلمة سيدي تدل على وجود مستويين من البشر تنفي أي رابط أخوي أو حتى ابوي؟

قبلنا بلقب أبونا وقبلنا بسيدنا، وفوقهما مولانا وتاج رأسنا وأغاتنا وزعيمنا وووو

في المقابل أرونا تعاليم المسيح في أقوالكم وافعالكم وحياتكم!!

اليس هو من اختاركم وأنتم قبلتم هذا الأختيار؟؟ لو كان جوابكم نعم، فهل لنا أن نعرف إلى أي غاية أختاركم وأجبتم بنعم؟

هل أختاركم لوظيفة مقابل أجر مادي كما يفعل سائر البشر؟

هل يعقل أن تعظون المؤمنون بقرش الأرملة ومنكم من يحتكر على عشرات ومئات الألوف من الدولارات وملايينها ولا يعرفون أين يخبئوها إن كان في السويد تو فرنسا او الأردن؟؟

هل يعقل أن يعطي العامل الفقير ما يجود به للكنيسة والكاهن أثناء الزيارات او منح الأسرار في الوقت الذي يبني بعض الكهنة بيوتاً رغم وجود سكن لهم في الكنيسة، ولديهم استثمارات؟؟

هل يعقل؟ وهل يعقل؟ وهل يعقل؟

للأسف الشديد لقد استغل الكثير منهم سلطتهم الروحية وأصبحوا اسياد لديهم عبيد، ويا ليتهم يبحثون عن الدرهم المفقود، بل عن الدرهم الذي في الجيوب!!

zaidmisho@gmail.com

  كتب بتأريخ :  الأحد 04-01-2015     عدد القراء :  3606       عدد التعليقات : 0