الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
خطيب جامع بأربيل يشتم الشيعة والشيوعية كل يوم جمعة

بخلاف التسامح الديني والمذهبي والفكري الذي يتسم به الشعب الكردي بأقليم كردستان العراق وعلى امتداد العهود المنصرمة حتى يومنا هذا، يسمع من يذهب الى حي "اشتي 1" الجديد بمدينة أربيل ويمر بالقرب من جامع الحي ، يسمع خطيب الجمعة يختتم خطبته بشتم وإنزال اللعنة على أتباع المذهب الشيعي والشيوعية في آن واحد. وحين قيل لي ذلك لم أصدقه وقررت الذهاب الى هناك وانتظار خطبة الجمعة وسمعت ما لم أصدقه حيث اختتم خطبته " اللهم العن الشيعة، اللهم العن الشيوعيين"!!!

ذكرني هذا الرجل الفالت من رقابة الناس الكرد الطيبين ومن الأحزاب السياسية ومن الحكومة الكردستانية ومن مديرية الأوقاف بذلك الحاكم العراقي الذي كان يقول للمتهم بقضية سياسية مستهجناً ومستنكرا ان يكون الإنسان شيعياً وشيوعياً ومن الجنوب العراقي، حيث كان يقول له "ولك انت هم شيعي وهم شيوعي وهم شروكي، الله يطيح حظك"، وكان يصدر حكماً قاسياً على مثل هذا الشيعي والشيوعي والشروكي ليقبع في السجن عدة سنوات في فترة الحكم الملكي!!

شيخ الدين هذا يتجاوز حدوده بشتم جزء من أبناء وبنات الشعب العراقي من اتباع المذهب الشيعي ويشتم أعضاء في الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي الحليف للشعب الكردي في نضاله البطولي على امتداد عشرات السنين وفي حمل السلاح ضد قوات ونظام البعث المجرم، وهم جزء من أبناء وبنات الشعب العراقي، كما انه ينشر الكراهية والحقد بين المؤمنين الذين يستمعون اليه كل جمعة في جامع " ئاشتي يك" بأربيل وهو ممنوع من ممارسة هذا الشتم وغيره على وفق دستور وقوانين العراق ومسودة الدستور الكردستاني وقوانين كردستان وسياسة الحكومة الكردستانية ولا ينسجم مع رؤية وأخلاق الشعب الكردي ويفترض ان يتعرض للمحاسبة القانونية.

ان هذا الرجل طائفي كبقية الطائفيين الذين يساهمون في بث الفرقة في صفوف الناس والذي تنشأ عنه عواقب وخيمة على المجتمع.

أتمنى على مسؤولي الأوقاف في إقليم كردستان العراق إيقاف هذا الرجل الحاقد على الآخر عن نشر كراهيته الشخصية بين الناس المؤمنين مع ان من حقه المطلق ان يشتم مع نفسه وفي بيته من يشاء من اتباع الديانات والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية لينفس عن الحقد المتراكم في دواخله ضد الإنسان الآخر وضد دين الآخر ومذهبه وفكره لأنه رجل جاهل لا يحق له ان ينشر جهله وحقده وكراهيته بين الناس. كما انه يمارس ذلك في فترة يخوض الشعب العراقي بكل قومياته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية نضالاً ضد عصابات داعش المجرمة وضد الطائفية والنظام المحاصصة الطائفية.

أربيل في 11.1.2015

  كتب بتأريخ :  الإثنين 12-01-2015     عدد القراء :  4239       عدد التعليقات : 0