الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الشحرورة والشرطة

المطربة صباح، كانت تقارب التسعين من عمرها حين رحلت أواخر تشرين الثاني الماضي، وتركت وراءها ثلاثة آلاف أغنية، وثلاثة وثمانين فلما، وسبعا وعشرين مسرحية وقد مثلت مع أساطين الفن، منهم: عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، فريد شوقي، يوسف شعبان، رشدي أباظة، حسين فهمي، وعمر خورشيد. وكانت ثاني فنانة عربية ـ بعد أم كلثوم ـ تغني على مسرح الاولمبيا في باريس.

اسمها الحقيقي جانيت، ولدت عام 1927 في حيّ الفغالية في وادي الشحرور بلبنان. كانت موهوبة منذ طفولتها، وقد اشتهرت في بلدها ما دعا المنتجة المصرية آسيا داغر أن تنتبه لها فأوعزت لوكيلها ببيروت أن يتعاقد معها. وكان أول الغيث ثلاثة أفلام دفعة واحدة، ما شجع جانيت ووالديها وشقيقتها على الانتقال الى مصر. وتكفل الملحن رياض السنباطي بتدريبها على أغاني أول أفلامها «القلب له واحد»، وفي ذاك اليوم اختفى اسم جانيت ليحلّ محله اسم صباح، الذي اختاره لها الشاعر صالح جودت.

ولم تشتهر كفنانة فحسب، بل اشتهرت بزيجاتها الكثيرة، إذ اقترنت بنجيب شماس لخمس سنوات وأنجبت منه ابنها البكر الذي أسمته صباح أيضا. ثم تزوجت الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز لأشهر معدودات، وبعده تزوجت عازف الكمان أنور منسي وقضت معه أربع سنوات وأنجبت منه ابنتها هويدا التي امتهنت الفن مثلها. وكان زواجها الآخر من المذيع أحمد فراج فدام ثلاثة أعوام، وبعد ذلك تزوجت خلال ستة أشهر وعلى التوالي من الممثلين رشدي أباظة ويوسف شعبان.

ومن اللبنانيين تزوجت صباح من النائب يوسف حمود لمدة عامين، وبعده من الفنان وسيم طبارة الذي قضت معه أربعة أعوام, ولتكون آخر زيجاتها وأطولها عمرا من الراقص فادي لبنان الذي بقيت معه سبعة عشر عاما.

من أغانيها الغزيرة، اشتهر الكثير والكثير، منها: عالضيعة، توبي، حسونه، علمني الحبّ، عالبساطة، سعيدة ليلتنا، غلطان بالنمرة، يانا.. يانا، عاشقة وغلبانة، عدّا عليه وسلم، زي العسل، يادلع.. يادلع، طعميتك سكر، كرم الهوى، حبيبة أمها، وأنه ما سكرت الباب.

ومن أفلامها، تابع الجمهور بشغف في الصالات وعبر شاشة التلفاز أفلام: بلبل أفندي، الآنسة ماما، شارع الحبّ، الرجل الثاني، العتبة الخضراء، الايدي الناعمة، شارع الضباب، وليلة بكى فيها القمر.

ومن مسرحياتها العديدة التي سمعنا بها وشاهدنا بعضها بالفيديو: موسم العز، دواليب الهوا، القلعة، الجنون فنون، حلوة كتير، شهر العسل، ست الكل، والأسطورة.

وربّاط العنوان، أن الشحرورة في إحدى مسرحياتها مثلت دور أميرة وقع عليها واجب أن تزور مملكة مجاورة، لنفترض العراق، وتوجب عليها أن تقبّل الأمير النائم كي توقظه لأنه دخل في غيبوبة، هو وأهل البلاط جميعا، ولا يمكنه أن يصحو إلا بقبلة من أميرة ، كما صرّح العرافون.

وتأتي الأميرة (الشحرورة) الى عاصمة الدولة المجاورة، ونفترضها بغداد، وتمرّ عبر الشوارع والدرابين والأسواق والحارات، فترى مراكز الشرطة كلها مغلقة. وحين تساءلت مستغربة، أجابها الحكيم بهلول:

ـ عيني صبوحة، عفوا أميرتنا الغالية، إذا الحرامية كلهم نايمين وماخذتهم غيبوبة بالمنطقة الـ .... شنسوي بعد ابمراكز الشرطة!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 28-01-2015     عدد القراء :  3132       عدد التعليقات : 0