الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
نص ردن ضابط أمن المقبرة

تراجع الاوضاع الامنية هو التعبير المفضل "المهذب" لدى الجهات الرسمية والمسؤولين ومستشاري الأمن الوطني، في نقل المشهد الامني عبر وسائل الاعلام المحلية، رافضين استخدام مفردة تدهور، لانها باعتقادهم لها تاثيرات سلبية في الروح المعنوية، وتعطي انطباعا سيئا للرأي العام عن الجهود الجبارة في ادارة الملف الامني، وبعيدا عن تأثير وسائل الاعلام المحلية واغلبها تابعة لاحزاب مشاركة في الحكومة فانها تسلط الضوء على الانتصارات في جبهة "مكيشيفة" شمالي قضاء، وعلى الرغم من ذلك تدور في اذهان العراقيين اسئلة واستفسارات عن موعد تحقيق النصر الناجز وتحرير المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، وانهاء معاناة النازحين والمهجرين ومعالجة تداعيات الكارثة الامنية بعد التاسع من حزيران الماضي، واحتلال نينوى، واجزاء كبيرة في محافظتي الانبار وصلاح الدين.

منصب مستشار الامن الوطني وفي بعض الاحيان القومي استحدث بوصفة اميركية من قبل قوات الاحتلال، ومهمة الوزارة او المستشارية توفير المعلومات للاجهزة الامنية لتنفيذ واجباتها، وعملها يندرج ضمن الجهد الاستخباري في ملاحقة عناصر الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، بدءا من المتاجرة بالمخدرات، وانتهاء بمداهمة اماكن تصنيع الاغذية غير الصالحة للاستهلاك البشري، ومن الطبيعي ان يكون هذا النشاط سريا بعيدا عن وسائل الاعلام، ومن يحاول من الاعلاميين الحصول على معلومات تواجهه جملة مصاعب وعراقيل، وربما التهم بتهديد الامن القومي، واذا حاول الوقوف بقرب الخطوط الحمر سيكون في مرمى نيران اسلحة عناصر حماية المسؤولين، ولاسيما ان التجاوز على المدنيين له اكثر من سابقة، وخير شاهد حادث مقتل مدرب نادي كربلاء لكرة القدم محمد عباس، وهناك احداث اخرى رصدتها منظمات المجتمع المدني، نفذت باشراف سياسيين اتخذوا من المطعم التركي القريب من جسر الجمهورية مكانا لتشخيص الناشطين منفذي الاجندات الخارجية للاطاحة بالنظام الديمقراطي في العراق بحسب التعبير السائد الشائع والتداول لدى المدافعين عن الاداء الحكومي من فصيلة ضباط امن المقابر.

في القاموس الشعبي وتعبيرا عن تدهور الاوضاع الامنية بعد احتلال داعش ثلث مساحة ارض العراق شاع مصطلح "ضابط أمن المقبرة " ويطلق عادة على من يدعي امتلاكه قدرات بطولية، وهو" يصفر من صفير الصافر " لكنه يمتلك عناصر حماية بتعداد سرية مشاة بكامل معداتها واسلحتها، والمعروف عن المقابر انها لاتحتاج الى حماية وضباط امن واجهزة رصد المتسللين ونواظير ليلية، والمصطلح ينطبق على مسؤولين ومستشارين وخبراء يدعون امتلاكهم القدرة على تطهير الاراضي العراقية من الارهابيين، ونيل لقب بطل التحرير.

مزاج المسؤولين يرفض اقتراب وسائل الاعلام من القضايا الامنية ومنها ممارسات عناصر الحماية، ويرفض ايضا الاشارة من قريب او بعيد الى تحركات ونشاط ضابط أمن المقبرة المؤهل المرشح الاوفر حظا لنيل لقب بطل التحرير.

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-02-2015     عدد القراء :  3369       عدد التعليقات : 0