الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
العراق يحصد لقباً عالمياً جديداً
بقلم : مرتضى عبد الحميد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في استطلاع واسع أجرته مؤسسة «ريبوتايشن اينيستيتيوت» الأمريكية قبل بضعة أيام، وشمل خمسين بلداً، فاز العراق بالمركز الأول في مسابقة «البلد الأسوأ سمعة في العالم» متخطياً ايران التي احتلت المرتبة الثانية، وفازت بالميدالية الفضية. وبهذا استطاع سياسيونا الافذاذ، تحقيق انجاز جديد يضاف إلى الانجازات الكبيرة السابقة (بلد النفايات الأول، بلد الإرهاب الأول، بلد الفساد المالي والإداري والسياسي الأول....الخ من المراتب الأولى!) الأمر الذي يتطلب الاحتفاء بهم، وتكريمهم، وإقامة الاحتفالات والمهرجانات على « شرفهم» الرفيع، بعد ان أوصلوا البلد وبجدارة إلى الحضيض.

بالاستفادة من «ابن خلدون» يمكن القول أن ما كان يتحكم في العقل السياسي العربي- الإسلامي (والعراق في مقدمته) ثلاثة عناوين هي:

1- السلوك العشائري (القبيلة).

2- التعصب الديني (العقيدة).

3- الاقتصاد الريعي (الغنيمة).

ويرى الكثير من المحللين السياسيين والباحثين، أن هذه الثيمات الثلاث مازالت حاضرة بهذا القدر أو ذاك في العقل السياسي الحالي، وبالتالي فُسح المجال إمام ظهور المكبوت، سيما إذا توفرت البيئة السياسية والاجتماعية والثقافية الملائمة، كما هو الحال في عراقنا المستباح. حيث لم يكتف المسؤولون لدينا بهذه العقلية المتخلفة، وإنما أضافوا إليها من إبداعاتهم الشيء الكثير، كالمحاصصة بأشكالها المختلفة، وألوانها المتعددة، والطائفية السياسية المقيتة، والإرهاب المنفلت، وتمزيق الوحدة الوطنية وما تبقى من النسيج الاجتماعي العراقي، وخلق المتاريس والخنادق المتقابلة، وإسناد الكثير من المسؤوليات إلى عديمي الكفاءة والنزاهة والشرف، وغيرها الكثير. ما أوصل العراق شعباً ووطناً إلى هذا المستوى المتدني، الذي أصبح موضع تندر ومضرب مثل في حجم السلبيات والفشل الذريع في كل المجالات، دون استثناء.

لله درّك يا عراق، أما كفاك ما تحملت من ظلم وإذلال واستبداد، قلّ نظيرها في بلدان العالم الأخرى، طيلة العقود والقرون السابقة، لتسمح لهؤلاء الذين يسميهم «الحسن البصري» ذباب طمع وفراش نار، بل لا يهمهم ان احترق العراق، أو أبيد شعبه، لأنهم لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية، وفي أنانيتهم، التي لا يرى المرء غيرها على شاشات عقولهم، وفي سلوكهم الذميم، بأن يسوموك من جديد سوء العذاب، ويواصلوا تضليلك بالشعارات الرنانة والوعود المعسولة، التي ما أشبعت جائعاً، ولا حفظت يوماً حياة احد أو كرامته. وهل ستستمر في التصفيق لهم، والسير وراءهم كمن فقد البصر والبصيرة؟ وهو ما يأملونه، ويبذلون المستحيل من اجل تكريسه وتأبيده في حياة شعبنا ومجتمعنا.

آن الأوان لان نراجع أنفسنا كعراقيين، نحن الذين نصف أنفسنا دائماَ بأننا نقرأ الممحي، ويصفنا الآخرون أيضا بالذكاء والحيوية، وبالمبادرة الثورية، وان نمتحن صدق هؤلاء، إن كانوا يتذكرون كلمة الصدق، وهل تتطابق أقوالهم مع أفعالهم ولو بنسبة ضئيلة جداً؟

إن لم تبادر أيها العراقي الشريف إلى شحذ يقظتك، وتفعيل ذكائك الفطري، وسجيتك الثورية، لتكتشف قبل فوات الأوان، كذب هؤلاء ونفاقهم ودجلهم، وتنفض يديك سريعاً منهم، فسوف لن يبقى من عراقك وشعبك، غير أثر بعد عين.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 23-02-2015     عدد القراء :  2214       عدد التعليقات : 0