الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أولوية أمينة بغداد الجديدة

أظن انه مرّ وقت كافٍ على أمينة بغداد الجديدة لكي تحدّد أولوياتها في وظيفتها الجديدة، فليس ثمة متسع من الوقت للاستغراق في الملفات كلها، وهي كثيرة للغاية، لأن ذلك يعني إمكانية مرور سنوات قبل اتخاذ القرارات المناسبة، ونحن – سكان العاصمة - من طرفنا ليس ثمة متسع من الوقت لدينا لننتظر سنوات أخرى حتى يتحقق لنا ما نحلم به، وهو أن يكون لدينا عمدة لعاصمتنا يكون بحق أميناً عليها، وأميناً معها ومعنا.

وأظن أيضاً ان ما يقف على رأس الأولويات بالنسبة للأمينة الجديدة هو ملف النظافة.. بغداد لم تعد مدينة.. إنها في الواقع مزبلة كبرى تتخللها أبنية.. هل يبدو التعبير صادماً؟. هو كذلك ولاشك، لكنه معبّر عن الحقيقة، فليس ثمة شارع أو زقاق أو ساحة أو دربونة ليس فيه أو فيها أزبال، بل أكوام من الأزبال.. لا يوجد متر مربع واحد في بغداد نظيف.. وأتحدّى من يقول بخلاف ذلك.

النظافة أولوية ليس فقط من زاوية نظر حضارية، وإنما أيضا لعلاقتها المباشرة بالصحة العامة وبالبيئة وتلوثها.. الازبال المنتشرة في كل مكان في بغداد تتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة، وهذا فضلاً عن عواقبه على صحة الناس أفراداً وجماعات، فانه يكلّف الاقتصاد الوطني مبالغ هائلة.

تخليص بغداد من الازبال التي تغطيها لا تلزمه عمليات حفر أو بناء، كيما تتحجّج الأمينة الجديدة بنقص الموارد اللازمة مثلاً في ظل موازنة للدولة قاصرة عن تلبية الكثير من الاحتياجات الأساسية.. تخليص العاصمة من الأزبال يتطلّب فقط أن يقوم الجهاز المكلف بمهمة النظافة بواجبه، وواجبه يقتضيه ألا يكتفي برفع الازبال من مناطق التكويم العشوائية وإنما من كل مكان، وهذا يقتضي توفير الحاويات المنزلية والحاويات الخاصة بالأماكن العامة.

الأمر يقتضي من أمينة بغداد الجديدة أن تطبّق القانون.. والقانون يمنع شغل أرصفة الشوارع، ويمنع رمي الازبال في الأماكن العامة، ويمنع عدم التزام المطاعم والمقاهي والمحال التجارية بالقواعد والشروط الصحية... تطبيق القانون أمر مهم للغاية فبغداد مستباحة ومنتهكة تماماً على هذا الصعيد.

نظافة بغداد تعني نظافة العراق بأسره، فالعاصمة هي المثال والأنموذج والقدوة، وإذا لم تتنظف بغداد من أزبالها لن تتنظف أي مدينة أخرى في البلاد من أزبالها، ولماذا عليها أن تكون أنظف من بغداد؟

أمناء بغداد السابقون، منذ 2003 على وجه الخصوص، خرجوا من مبنى الأمانة مجللين بعار تدهور أوضاع الخدمات العامة في بغداد في عهودهم جميعاً.. لا نريد للسيدة ذكرى علوش، السيدة الأولى التي تتولى هذا المنصب السيادي، أن تخرج من مبنى الأمانة بعد سنوات بمثل ما خرج به الأمناء السابقون.

  كتب بتأريخ :  الأحد 08-03-2015     عدد القراء :  2862       عدد التعليقات : 0