الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لنعمل جميعاً من أجل تحرير المرأة الإيزيدية وبقية النساء العراقيات من قوى الإرهاب الإسلامي في يوم المرأة العالمي

وإذ يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، باعتباره يوماً يَتمَجدُ فيه نضال المرأة ويتواصل من أجل انتزاع حريتها وحقوقها المشروعة المصادرة ومساواتها التامة بالرجل وممارسة تلك الحقوق فعلاً، وإذ تَحقَقَ للمرأة في بلدان متحضرة كثيرة مجموعة مهمة وأساسية من تلك الحقوق والواجبات مع استمرار وتشديد نضالها لضمان ممارسة بقية الحقوق والواجبات ورفض تعرضهن للاستغلال والعنف العائلي والمجتمعي والحكومي، ومناهضة التمييز بمختلف أشكال وصور ظهوره، تتعرض المرأة الإيزيدية الكردية بالعراق بشكل خاص وكثرة من النساء العراقيات الأخريات إلى كارثة مرعبة ومأساة مريرة وإبادة جماعية وتطهير عرقي تسبب بها النظام السياسي الطائفي السائد بالعراق والمحاصصة الطائفية السياسية التي تمارسها الأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة بغباء شديد وعنجهية مرعبة وإصرار عجيب وما نتج عن ذلك، في ظل حكومة الطائفي البشع بامتياز نوري المالكي، من توفير الظروف المناسبة والمستلزمات الكافية لما حصل من اجتياح عدواني جبان من قبل وحوش وعصابات داعش الإجرامية لحدود العراق مع سوريا من بوابة الموصل وهروب القوات المسلحة العراقية أمام تلك القطعان واستباحتها لأغلب الأقضية والنواحي وأرياف محافظة نينوى ووصولها أو تكريس وجودها في محافظات أخرى مثل صلاح الدين والأنبار وديالى وبعض مناطق محافظة كركوك واستباحة هذه المناطق وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وضد الإنسانية والحرب في آن واحد ضد سكانها، وارتكاب جرائم التطهير العرقي والتطهير الثقافي والتدمير الحضاري لتراث العراق الخالد بنينوى وخطف وسبي الآلاف من النساء الإيزيديات بشكل خاص باعتبارهن "كافرات!!!" واغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة الإسلامي على وفق شريعة الغاب والعبودية التي ما تزال تمارس في العديد من الدول العربية بصيغ مختلفة بسبب عدم تحريم القرآن والإسلام لها ونحن نعيش في حضارة القرن الحادي والعشرين، إضافة إلى اغتصاب وقتل المزيد منهن ومن النساء المسيحيات والشبك والتركمان أيضاً، إضافة إلى قتل الآلاف من الرجال لأنهم من "الكافرين!!!".

على الإنسان العراقي الواعي والعقلاني، الوطني والديمقراطي، أن يسعى إلى تحويل يوم المرأة العالمي بالعراق إلى يوم للتضامن مع النساء الإيزيديات الأسيرات المسبيات من تنظيمات إسلامية متطرفة واللواتي تم بيع الكثير منهن في سوق النخاسة والعبودية والنضال الحازم من أجل انتزاعهن من أيدي هؤلاء القتلة المتوحشين وحمايتهن وتوفير مستلزمات عودتهن إلى الحياة الطبيعية والآمنة، وكذلك توفير مستلزمات العيش الكريم لكل النازحات والنازحين المقيمين حالياً في المخيمات وفي هياكل البنايات غير المنجزة وفي ساحات الكنائس وغيرها. يفترض أن نحول هذا اليوم إلى يوم للنضال ضد الدولة الدينية والطائفية السياسية وضد كل أشكال التمييز التي مورست وما تزال تمارس بالعراق ضد المرأة العراقية بشكل عام وضد النساء من أتباع الديانات غير المسلمة بشكل خاص.

إن العراق يخسر الكثير من أبناء وبنات أتباع الديانات والمذاهب الأخرى إما بالقتل أو السبي أو التهجير القسري إلى خارج العراق، وهي سياسة لا تمارسها التنظيمات المتطرفة والتكفيرية حسب، بل وكذلك الكثير من التنظيمات الإسلامية، التي تسمى  معتدلة، والتي مورست وما تزال تمارس في عمليات التغيير الديموغرافي لمناطق المسيحيين والإيزيديين في برطلة وتلكيف وعموم سهل نينوى وغيرها، على سبيل المثال لا الحصر، وكذلك بالنسبة للصابئة المندائيين. وسيستمر هذا الحال ما دام نظام المحاصصة الإسلامي الطائفي سائداً بالعراق، إذ إن الأسس التي يعتمدها لن توفر الحرية والأمن والاستقرار وممارسة حقوق الإنسان للمجتمع العراقي، ولكن وبشكل خاص للمرأة العراقية.

لنتضامن جميعاً في يوم المرأة العالمي مع المرأة الإيزيدية والمسيحية والشبكية والتركمانية والمرأة الموصلية والأنبارية والتكريتية والبصرية والبابلية والبغدادية وكل نساء العراق، فهن نبع الحياة ورمز المحبة والكرامة الإنسانية، وهن نصف المجتمع الأكبر المغتصبة حريته وحقوقه.

8 أذار/مارت 2015

  كتب بتأريخ :  الإثنين 09-03-2015     عدد القراء :  3459       عدد التعليقات : 0