الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
\"الاتفاق\".. وهاجس إيران
بقلم : سالم مشكور
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الاتفاق الإيراني الأميركي بشأن الملف النووي يقترب من نهايته. الحديث يدور عن اتفاق مؤقت أواخر الشهر الحالي على أن يكون الاتفاق الدائم في حزيران المقبل. الدول الغربية والصين وروسيا تستعجله وبعضها بدأ بإنهاء العقوبات على أيران. أوباما أيضا مستعجل لأنه يريده إنجازاً لإدارته قبيل انطلاق الحملة الانتخابية.

جمهوريو الكونغرس وقفوا ضد الاتفاق وبعثوا رسالة الى إيران تحذرها من توقيع هذا الاتفاق وتهددها بأنه ربما يتعرض للالغاء أو التعديل مستقبلاً. هم يتحدثون هنا عن موقفهم من الآن، حيث يعدّون لمشروع قانون يجبر الرئيس على عرض الاتفاق على الكونغرس خلافا للدستور الذي يعطي الرئيس صلاحية رسم وإدارة السياسة الخارجية. هم أيضا يلوّحون بالالغاء أو التعديل فيما لو وصلوا الى البيت الابيض في الانتخابات المقبلة التي يبدو انهم بدأوا حملتها مبكراً بملف ايران النووي والاتفاق المتوقع عقده بهذا الشأن. أوباما ووزير خارجيته وبعض مسؤولي الادارة الديمقراطية الحاليين استنكروا الرسالة واعتبروها إضرارا بسمعة بلادهم وضرباً لمصداقيتها. هذا الامر لو حدث فانه سيلغي مبدأ استمرارية الدول، الذي يعطي للاتفاقات الدولية صفة الثبات والديمومة مهما تغيرت حكوماتها. هو أيضا يثير القلق لدى عشرات الدول التي دخلت في اتفاقيات مع الجانب الاميركي خلال العقود الماضية. الاعتراضات على الاتفاق النووي الوشيك بين إيران والغرب بقيادة الولايات المتحدة، لم تقتصر على الحزب المنافس لاوباما (الجمهوري) بل امتدت الى خارج حدود أميركا لتشمل حلفاء لواشنطن في الشرق الاوسط هم الاقرب سياسيا و"مصلحياً" الى جمهوريي واشنطن. يبدو ذلك جلياً في موقفي تل أبيب والرياض، في ظل تطابق للمصالح الثنائية هو ليس الاول من نوعه. بعض الاوساط الاميركية تتهم نتنياهو بأنه وراء رسالة الجمهوريين الى إيران، وتحريضه لهم لإحباط الاتفاق بعدما عبّر عن انزعاجه الشديد منه في حديثه أمام الكونغرس ولاحقا الكنيست.

الموقف السعودي كان أكثر هستيرية وقد عبّر عنه وزير الخارجية سعود الفيصل في لقائه مع نظيره الاميركي في الرياض مؤخرا. كرّس الفيصل حديثه عن "خطر" إيران و"تمددها" وذكر العراق كأنموذج، مدعيا أنه بات – اي العراق – منطقة نفوذ لإيران. وهو ذات الهاجس الذي يجمع بلاده بإسرائيل من الاتفاق الاميركي الايراني. ما وراء هذا الموقف هاجس أكبر هو أن تفقد هاتان الدولتان أهميتهما بالنسبة للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط. هذا الامر قد يصدق في حالة السعودية لكنه لا ينطبق على إسرائيل التي لا يختلف الحزبان الاميركيان على مسؤولية واشنطن "العضوية" عن حفظ أمنها، لكنهما يختلفان في وسيلة الوصول الى هذا الامن.

عراقيا، نرى ان الاتفاق الايراني الاميركي سيريحنا من مفاعيل خلافهما على ساحتنا، لكن مفاعيل الغضب السعودي منه ستتصاعد في العراق في ظل إصرار الرياض على اعتبار العراق منطقة نفوذ لطهران.

أين هو الانفتاح السعودي المزعوم على العراق في مرحلة ما بعد المالكي؟.

  كتب بتأريخ :  الخميس 19-03-2015     عدد القراء :  1938       عدد التعليقات : 0