الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
البيشمركة والحشد الشعبي .. هل من مبارز

بعد حدوث انكسارات كبيرة في جبهات الموصل العسكرية، وتعرض الجيش والشرطة الى خسارة فرق عديدة من قواتها ، ساهمت فتوى الامام السيستاني بتشكيل قوات الحشد الشعبي الذي اخذ المبادرة وفتح جبهة عسكرية ليكون ظهيرا للجيش ، واحيانا اصبح هو رأس حربة الهجوم مثلما حدث في صلاح الدين وديالى ، واستطاعت قوات الحشد الشعبي تحرير العديد من المناطق التي كانت معقلا للعصابات في السعدية وسامراء وصلاح الدين .

و حين شنت عصابات الجريمة الدولية داعش هجومها على الموصل ، وتخلى حكام الموصل عن الدفاع عن مدينتهم الجميلة ام الربيعين وتركوا المواطنين لقمة سائغة لتلك العصابات الهمجية ، لم تستطع قوات البيشمركة التي كانت في سنجار من الصمود وانسحبت الى دهوك على امل ان تستجمع قواتها وتصد الهجوم ثانية ، ولم يكن احد يعرف حجم الهجوم الذي حذرت منه القيادات الكردية ولكن لم يؤخذ ذلك التحذير على محمل الجد ، ولكن فيما بعد اظهرت البيشمركة بطولات لا تعد ولا تحصى في تحرير الاف الكيلومترات ، وساهمت في تحرير مدينة كوباني ، واستطاعت الصمود في كركوك ونواحيها ، واستعادت المبادرة في العديد من المناطق خاصة بعد حصولها على الاسلحة اللازمة .

واليوم تعد قوات البيشمركة أهم قوة تواجه العصابات الداعشية ، وتمسك زمام المبادرة في الكثير من خطوط المواجهة .

تفوقت قوات الحشد الشعبي والبيشمركة في معاركها على داعش الذي صوروه على انه غول لا يقاوم ولا يمكن القضاء عليه ، بينما تحاول العديد من الاوساط والقوى السياسية النيل من هذه القوات بحجج واهية ، منها ان البيشمركة ستحتفظ بالاراض التي تحررها في المستقبل لتصبح جزء من كردستان ، وكأن كردستان دولة في المحيط الاطلسي وليست من العراق ، وادعاء ان قوات الحشد الشعبي مدعومة من ايران ، ولكنهم نسوا ان قوات البيشمركة وعلى لسان السيد مسعود برزاني قال ان ايران اول دولة ساعدت البيشمركة للدفاع عن اربيل ، وليس من نافلة القول ان نبين ان في وقت الازمات الحرجة لا يسأل المرء من يساعده على الخلاص من الهلاك مادام سينجو بتلك المساعدة ، ألم يعتمد الجنرال ديغول على امريكا في تحرير بلاده من الاحتلال الالماني ، وهناك امثلة كثيرة في تاريخ الحروب حصلت فيها الدول على مساعدات للخلاص من الشر الذي يحيق بها بمساعدة نزيهة او غير نزيهة ، فلا يمكن ان تكون جميع المساعدات نزيهة حين لا مفر من قبولها للخلاص من ازمة مستعصية .

ان العديد من القوى السياسية العراقية التي تتواطئ مع داعش سرا تحاول النيل من الحشد الشعبي والبيشمركة وتثبط العزائم كي تضمن تفوق داعش في المعركة ، لذلك سيكون دعم البيشمركة والحشد الشعبي هو المحك لوطنية القوى السياسية العراقية ، وعليهم الانخراط بهذه القوات للدفاع عن الوطن، لان المستقبل المشرق ينتظر العراق والقضاء على داعش مسألة وقت ليس غير ، ولانها عصابات وافدة دعمتها فلول البعث المجرم الذي وفر لها الامكانات اللوجستية كي تتحصن في مدن وقرى المناطق الغربية والصحراوية وتأخذ سكان تلك المناطق رهائن تستخدمها في معاركها .

ان عدم وجود قوى عسكرية منظمة غير البيشمركة والحشد الشعبي لمساندة الجيش العراقي وتعزيز دوره في الدفاع عن البلاد يحتم على القوى السياسية البحث عن سبل ناجعة في توجيه الامكانات المادية والمعنوية لدعم هاتين القوتين اضافة الى تعزيز امكانات الجيش العراقي وتسليحه ، والاعتماد على الاسلحة المتنوعة ، وعلى الاخص من روسيا بالاضافة الى امريكا ، كي يحصل على اسلحة فعالة في مواجهة العصابات المجرمة ، وحسنا فعل العراق بتوجيه وفد برئاسة وزير الخارجية الى روسيا من اجل المبحاثات حول العديد من الامور التي تهم البلدين وعلى الاخص تسليح الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة .

كما يحتاج العراق لرؤية جديدة في التعامل مع الدعم الامريكي ، فلا يمكن ان تساهم امريكا في تسليح الجيش العراقي ودعمه في المعركة ، وكبار الساسة يلعنون الامريكان في وسائل الاعلام ، وكأن امريكا تجهل اهداف تلك القوى التي تعتاش على اذكاء نار الخلاف مع امريكا عسى ان تسحب يدها من دعم العراق ، لتنفرد القوى الظلامية بالبلاد ويسهل انتصارها .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 25-03-2015     عدد القراء :  3288       عدد التعليقات : 0