الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
بمناسبة يوم المسرح العالمي... \"عند الموقد\" في بشتاشان

كلما حاولت أن تنأى بنفسك عن كل ما عشت، تجد محاولاتك تصطدم بصخرة الذكريات التي تجعل دموعك تنساب على وجنتيك رغما عنك، ليس لسذاجة تتمتع بها أو لطيبة قلب بل لأنها حياتك التي اخترتها وعشتها بكل الصدق الذي تحمله في روحك، وبكل الحب الذي ترعرع بين أضلاعك لرفاقك، ذكرياتك تأخذ من سنوات عمرك الكثير لأنها تتجدد في كل عام، وها أنت في هذا العام تـُقلب صفحات ذاكرتك التي سوف يوهنها الزمن بمعوله لتجد صفحة أخرى لم تتناولها، ربما أشار لها رفاقك عرضا ولكن أنت ورفاقك الذين ساهموا بها لم تكتبوا عنها وهي حقا تجربة تستحق أن نتذكرها في يوم المسرح العالمي لأنها عمل مسرحي.لهذا لابد أن تذكر الأحداث بعيدا عن صياغاتك الأدبية وتبدأ بما يلي:

وصل الرفيق الفنان علي رفيق وزوجته إلى كردستان في الشهر الثامن من سنة 1982 مع مجموعة أخرى من الرفاق والجميع كانوا قادمين من البلدان الاشتراكية، طلاب تركوا مقاعد دراستهم وأحلامهم على أمل أن يساهموا في إسقاط النظام، كان الموقع الأنصاري هو بشتاشان، وبحكم الفضول الأنصاري أو ربما هي الحياة كانت هكذا، تذكرت الفنان علي رفيق لاسيما وشاربه القوزقاي ذكرك بإحدى المسرحيات التي تم تقديمها على مسرح الستين كرسي أيام بغداد الحلوة، من الآن سوف أدعوه الرفيق "ابو ليث" أنت من مدينة جنوبية نصف أبنائها يدرسون المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة، ويُقدم سنويا أكثر من عرض مسرحي في مدينتك، وكنت تساهم في هذه العروض رغم عدم معرفتك بحرفة العمل المسرحي، لا سيما في فترة المراهقة ربما من أجل أن تجلب أنظار بنات مدينتك، ولكن حبك للمسرح جعلك تشاهد كل الأعمال المسرحية التي تُقدم في بغداد، لهذا عندما التقيت بقامة مسرحية مثل ابو ليث تحاورت معه في تقديم عمل مسرحي وكانت استجابته التشجيعية هي المنفذ الأول، ولكن من أين نأتي بنص مسرحي؟ وتشاء الصدف!! هل هي الصدف حقا؟ أن يلتحق بنا اثنان من طلبة جامعة الموصل الأول اسمه احمد ثم صار أحمد عرب والثاني ابو هاله، ومن بين ما حملوا معهم مسرحية عند الموقد لناظم حكمت، حملت المسرحية إلى أبو ليث وقدمتها له، ويبدو أنه يعرفها سابقا ولكنه قال وأين لنا أن نستنسخها، قلت له أنا سوف استنسخها الليلة بخط اليد، وبالفعل استنسختها بسبع نسخ، وكانت معضلة أخرى في العمل عنصرين نسائيين الأولى هي الرفيقة عايدة ولكن المشكلة في إيجاد العنصر النسائي الثاني، فما كان من الرفيق أبو ليث إلا أن يقنع الرفيقة أم ليث في أداء الدور، لهذا كان الممثلون هم( عايدة، أم ليث، أبو سامر، شوان، ئاشتي) وبحكم خبرة المخرج الرفيق ابو ليث أقترح أن تجري التمرينات بعيدا عن أعين الأنصار، ورغم أنني صعدت على خشبة المسرح من قبل ولكن في هذه المسرحية تعلمت الكثير من فن التمثيل، وبعد شهر من التمرينات بدأنا بتقديم العمل في فصائل بشتاشان (بولي، بشتاشان العليا، بشتاشان السفلى، الإعلام، بيانا، كاسكان، أشقولكا)وقد اقترح الرفيق ابو ليث أن يكون هناك نقاش حول العمل بعد كل عرض لأنها التجربة المسرحية الأولى في بشتاشان، ولكي نسمع ملاحظات رفاقنا الأنصار في العمل، رغم أننا قدمنا العمل في غرف نوم الرفاق الأنصار وقد أطلق عليه الرفيق أبو ليث مسرح (الشخاطة) حيث قاعات الأنصار الصغيرة والتي لا تستوعب أفرشة نومهم، تذكرت كل هذا والمسرحيين العراقيين سوف يحتفلون بيوم المسرح العالمي ولكي أقول من أن هناك في سنوات النضال المسلح كان للمسرح أهميته وهيبته، وقد استشهد البعض من الفنانين الأنصار وتم تقديم العديد من الأعمال المسرحية، ألف تحية للرفاق الذين ساهموا بذلك العمل وخاصة للمخرج الرفيق ابو ليث، والمجد للشهيدين احمد عرب والشهيد أبا هاله اللذين جلبا النص معهما.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 27-03-2015     عدد القراء :  3036       عدد التعليقات : 0