الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
التجريب والتخريب,,,
بقلم : رشيد كَرمة
العودة الى صفحة المقالات

لو شاء أحد منا نحن معشر العراقيين وأصدقائهم من الكتاب والقراء أن يتصفح ما تداولناه منذ 9نيسان عام 2003 لوجد أن ثمة خطاب (تبريري) غير واقعي لبعض الكتاب والمنظرين والسياسيين والحزبيين والمثقفين والمتعلمين المستقلين وفئة كبيرة من الديمقراطيين ولا أظن بهم سوء النية قطعا ما يخص تجربة أحزاب الإسلام السياسي" العراقي" وأجزم بسوء نية الأكثرية من قطاعات الشعب العراقي بمختلف مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية ممن راهنوا على قدرة (الحركة الدينية العراقية )ذو التوجه المذهبي الذي أُضْطُهدَ منذ تشكل الدولة العراقية في العشرينات على ممارسة دورهم وإن كان على سبيل التجربة لخلق واقع جديد في العراق , شرط أن يوفر الأمن والغذاء والسلام ,دونك من ملاحقة الدول المتطورة والمتحضرة . لذلك دخل العلمانيون في صراع جانبي مع بعضهم البعض وتحت شعار _دعهم يجربون_على أساس أنهم لم يتسلمو زمام الحكم في العراق و(لعلهم) يفلحوا في إيجاد صيغة ما, لبلورة نظام جديد بعيداً عن أيدلوجيات عاشها العراق ،بل زاد البعض بالقول: لقد ثبت فشل الإتجاه الشيوعي والقومي،رغم تجني الكتاب على الشيوعيين العراقيين كون أن الحزب الشيوعي العراقي لم يمارس تجربته في السلطة منذ تأسيسه عام 1934 وحتى هذه اللحظة،بل كان دوره تعبوياً ومعارضاً ومساندا للثوابت الوطنية ومشاركاً (في وزارة بالأسم فقط)والتأريخ ليس ببعيد،وهو بمتناول الجميع.والآن وبعد مضي هذه السنوات من رحيل (الفكر القومي) بما إتسم به من روح شوفينية وعسكرة لمجتمع بأكمله وقمع وقسوة وحروب داخلية وخارجية ، وما ميز وقتنا الراهن من ضعف الحركة الشيوعية في العالم وفي العراق على وجه الدقة, ارى أن الآوان إذاً بسحب الثقة من أحزاب الإسلام السياسي وليس هذا وحسب بل يجب محاكمتهم بشتى الطرق من خلال إشاعتهم اللصوصية وإرتهان البلاد والعباد بالفكرالرجعي المتخلف الذي طال المرأة والرجل والطفل وكبار السن على حد سواء والأتهامات تطول وهي على أرض الواقع وليست إفتراضية وتحديدا ما يخص الجوع والإرهاب أما السلم الإجتماعي فحدث ولاحرج .[ زعموا *أن سارقاُ تسور على رجل وهو نائم في منزله،فعلم به فقال: والله لأسكتن عنه حى أنظر ماذا يصنع،ولا أذعره، ولا أعلمه إني قد علمت به،فإذا بلغ مُراده قمت إليه،فنغصت ذلك عليه.ثُمَ إنه أمسك عنه ،وجعل السارق يتردد، وطال تردده في جمع مايجده، فغلب الرجل النعاس فنام،وفرغ اللص مما أراد، وأمكنه الذهاب.وإستيقظ الرجل فوجد اللص قد أخذ المتاع وفازَ بهِ، فأقبل على نفسه يلومها , وعرف أنهُ لم ينتفع بعلمهِ اللص:إذ لم يستعمل في أمره ما يجب . فالعلم لايتم إلا بالعمل , وهو كالشجرة والعمل به كالثمرة, وإنما صاحب العلم يقوم بالعمل لينتفع به ،وإن لم يستعمل مايعلم لايسمى عالما بطريقٍ مَخُوٍف، ثم سلكه على علم به سُمَّيَ جاهلاً،ولعله أن حاسب نفسه وجدها قد ركبت أهواءً هجمت بها فيما هو أعرف بضررها فيه،وَأذاها من ذلك السالك في الطريق المَخُوف الذي قد جهله, ومن ركب هواه ورفض ما ينبغي أن يعمل بما جربه هو أو أعلمه به غيره، كان كالمريض العالم بردئ الطعام والشراب وجيده وثقيله، ثُمَ يحملهُ الشره على أكلِ رديئه وترك ما هو أقرب إلى النجاة والتخلص من عِلَّتِهِ ]ولابد من تنبيه ان هناك علاقة بين التجريب الخَلاّق وبين التخريب المتعمد والأخير هو الذي يسود في عراقنا الحالي وإلا لما وصلنا إلى ما نحن عليه.
ـــــــــ
الهوامش : *من كتاب (كليلة ودمنة) عبد الله بن المقفع
رشيد كَرمـــــــة السويد 15 كانون الأول عام 2009

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 15-12-2009     عدد القراء :  3613       عدد التعليقات : 0