الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
على ضوء الاكتشاف الخارق لعنصرين ذريين جديدين من قبل عالم عراقي

لا استغرب من اعلان احد التدريسيين العراقيين عن اكتشاف جديد غريب وبصورة غير متوقعة ومن دون مقدمات علمية او على حد قول الانكليز (out of the blue) لكني اقف مستغربا من صمت المؤسسة العلمية العراقية وكأنها بلعت لسانها. تدريسي في احدى الجامعات العراقية ادعى اكتشاف عنصرين ذريين جديدين من خلال اشتقاق معادلة رياضية اطلق على الاول اسم نجف 1 وعلى الثاني اسم عراق 1 ونشر الخبر على موقع الجامعة (موقع الكلية بالتحديد) وكأنه خبر اعتيادي بالرغم من انه يعتبر اهم خبر علمي في العالم على الاطلاق ويعادله في السياسة تخليص العالم من شرور داعش.

في ظروف الجامعات العراقية الحالية يعتبر اكتشاف عنصرين ذريين في ان واحد في الوقت الذي لا تتوفر ادنى وابسط متطلبات البحث العلمي ثورة علمية تستحق ان تقف الوزارة والجامعات ومؤسسات البحوث لدراسة مثل هذه الاكتشافات الطبية والعلمية المتناهية الاهمية وتأكيد صحتها او كذبها واتخاذ ما يلزم اما لتكريم المكتشفين بترشيحهم لنيل اعلى الجوائز العالمية ومنحهم رؤوس اموال ضخمة لتمشية بحوثهم او لوضعهم في مستشفيات المجانين لتجرأهم بالضحك على عقولنا.

احب ان اطرح تبعيات مثل هذا الادعاء باكتشاف عنصري عراق 1 ونجف 1:

1- اذا كان الادعاء صحيح فان عمليات الاكتشاف العلمي العظيمة والخارقة يمكن ان تحدث من دون وجود قاعدة علمية رصينة.

2- ضعف الاهتمام في صفوف المؤسسة العلمية العراقية يؤكدعدم وجود مجتمع علمي عراقي يكترث لمثل هذه الاكتشافات الخارقة.

3- عدم اهتمام العالم الخارجي اما بسبب وجود (مؤامرة صهيونية) تهمل اكتشافات العرب والمسلمين او ان الاكتشاف غير معقول وغير منطقي.

4- اهتمام الصحافة والاعلام المحلي بدون اثارة الاسئلة حول صحة الاكتشاف يدل على سطحية وجهل بطرق الاكتشافات العلمية.

2- ليس من الضروري اجراء تجارب علمية وتفاعلات كيميائية لاكتشاف وجود عناصر جديدة وانما يكفي تحليل معادلات رياضية واطلاق اسماء على نتائجها للاعلان عن اكتشافها.

3- بين الباحثين العراقيين عباقرة من العلماء المغمورين اهملهم العالم لكن باستطاعتهم سبر اغوار الطبيعة بمجرد توفر قلم وورقة لهم.

4- كثرة المجلات الزائفة والتي تنشر مقابل اجور ساعدت على ادعاء الاكتشافات الخارقة وما فوق الطبيعة.

اخيرا احب ان اذكر بأن العلم يحتاج الى اثباتات لكل ادعاء فيه، وان أي اعتبار لاي ادعاء بدون اثبات لا يتعدى كونه احتمال. أما العلم الكاذب فهو يقدم الادعاءات على كونها إثباتات صارمة بدون تقديم الاثباتات الكافية.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 06-05-2015     عدد القراء :  3924       عدد التعليقات : 0