حسب ناطق باسم البنتاغون فان القوات المسلحة , كل القوات المسلحة , التي كانت موجودة في الرمادي وقت دخول داعش لم يكن ينقصها شئ لا من حيث العدد ( اربعة او خمسة اضعاف ان لم يكن اكثر عدد المهاجمين ) و لا من حيث العدة ( الهمفيات و الهمرات و المدرعات الخ )...
في اللحظة الحاسمة هرب القادة لعلّه بسبب " الط...و ز " !, تبعهم المراتب و الجنود اما " الجبّخانة " ( العتاد ) فبات من نصيب داعش. ...
كيف حدث هذا ؟ حسب الناطق العسكري الأميركي : السبب ان الجيش العراقي ( في الرمادي ) لم يكن يملك الأردة على القتال . و هذا لا يمكن تصديره من واشنطن , بالعربي الفصيح كان ارادة "يوك او سز"
و هذا صحيح!
لكن امرا واحدا , تفصيلا صغيرا , غفل عنه ( الخالق ) الناطق الأميركي وهو ان الأدارة الأميركية التي شنت الحرب على العراق بدواع ثبت تهافتها ( تدميرألأسلحة الكيمياوية للنظام ثبت انها لم تكن موجودة الا في مخيلة د. احمد الجلبي و خبيره العالم الكذاب اللآجئ الى المانيا الغربية - اعترف فيما بعد انه اخترع الأدلة ) و ان هذه الحرب التي ساعد على اشعالها صدام حسين بغروره و حماقته و جنون العظمة لديه ) أدت الى تدمير الدولة العراقية , و البنية التحتية العراقية و تفكيك الجيش العراقي و من ثم حله . و ليس اسقاط نظام صدام حسين , فقط . و بدل مساعدة القوى الوطنية العراقية على اعادة بناء الدولة على اسس عصرية مدنية ديمقراطية . اعلنت العراق بلدا محتلا من قبل القوات الأميركية و تولّت هي , و هي وحدها , اعادة بناء الدولة الجديدة و مؤسساتها . بما فيها الجيش و القوات الأمنية الأخرى , و الأدارات المدنية بما فيها , مجلس الحكم , ليس على اساس وطني بل عملت على ارساء نظام المحاصصة و جيش المحاصصة و ادارات المحاصصة , و سلمت الحكم الى من عمل على تكملة ما بدأته سلطة الأحتلال...
و هكذا نشات لدينا دولة بكل مؤسساتها , بما فيها الجيش , من السماسرة و النهّابين و المرتشين و الطائفيين , عديمي الذمة و الضمير..
و بدل مراكمة الخبرات الوطنية و العلمية في كل اجهزة الدولة , بما فيها الجيش , عملوا , بكل السبل على " تهجيجها" و مراكمة دوائر الدولة بالجهلة و انصاف الأميين , من جهة , و مراكمة المال الحرام , السحت , المليارات , في البنوك الأجنبية , و بناء و شراء العمارات و الفنادق في مختلف البلدان , و خصوصا في بلدان " الكفر و السفور و الخلاعة و التهتك و الخمور و الملاهي القمار , و العياذ بالله " !
فمن اين ستأتى للقوات المسلحة , الأرادة على القتال , اذا كان هؤلاء هم حكامها و قادتها .
لقد ساعدت ادارة الأحتلال الاميركية و النظام الطائفي الفاسد المتهرئ الذي ارسته , على تمهيد السبيل لنشوء داعش و انهيار الجبهات العسكرية الواحدة تلو الأخرى , و هي , هي كلها المسؤولة عن انهيار ارادة القتال لدى القوات المسلحة و كل الكوارث التي حلت , و ستحل بالبلد.
الأرادة الوطنية لا تصّدر من واشنطن و لا من اين بلد او مكان آخر لا في سوكَ مريدي و لا في اي سوكَ اخر يزوّد الكثير من السياسيين بشهادات الخبرة و التخرج و ربما حسن السلوك , بل تبنى بناءً و من قبل سلطة وطنية وعلى اساس برنامج و طني ديمقراطي لأعادة بناء الدولة بكل مؤسساتها , بما فيها القوات المسلحة , و هذا ما لا يمكن ان يحققه سياسيّون مشغولون بتسعير الهذيان الطائفي و طقوسه المغروسة في الماضي السحيق و تجهيل الناس حتى يتاح لهم استثمار كل ذلك لأدامة نظامهم , بدل نشر الثقافة الوطنية العلمية المدنية المنفتحة على المستقبل.
و لن يتحقق ذلك بالمناشدات و التمنيات , بل بخلق القوة الضرورية لتحقيق ذلك , بفضح كل مظاهر الفساد و رموزه , كل من اضعف و يضعف قدرات البلاد , على كل صعيد , و يعمل على تبديدها و تدميرها . لن يتحقق ذلك الا بالتوجه الى الناس , اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير, و العمل معهم و بينهم , بدل اشاعة الأوهام حول قدرة الطبقة السياسية الفاسدة على الخروج بالبلاد من الأزمات التي قادتها - اي هذه الطبقة – اليها ...
لن يتحقق ذلك الا بتنمية الأرادة على العمل و مواجهة الصعاب و تحديها , حتى لو كلّف ذلك بعض الخسائر , الا ان ربحنا سيكون في بناء ارادةٍ يثق بها الناس و بقدرتها على مساعدتهم على تلمّس و اتباع طريق التغيير
لن يكون الطريق الى ذلك هيّنا و لا سهلا لكنه الطريق الوحيد للخلاص ...
و الاّ فالدمار !