الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أيهما اكثر وحشية تجاه المرأة . داعش أم العشيرة ؟

مازال نفوذ العقلية الجاهلية المتخلفة  تجاه المرأة , هي السائدة والرائجة والمتحكمة والمتسلطة والنافذة  , بان تنهتك حقوق المرأة وتشطب انسايتها  , وتصول وتجول بشكل اكثر ضرارة ووحشية وهمجية , في انتهاك القيمة الانسانية للمرأة , وبالضبط مثلما كان شائعاً في عصر المشايعة البدائية وشريعة الغاب , بان تتعرض المرأة بكل بساطة  الى التعسف والاضطهاد والانتهاك , بان تكون سلعة رخيصة ورائجة في سوق النخاسة , في الاغتصاب والسبي , مازالت هذه الثقافة العقيمة والجاهلة والمتخلفة , تشهد عصرها الذهبي في العراق , تحت سمع وبصر الدولة واجهزتها , ولم تفعل شيئاً او كأنها غير موجودة ,  أو انها ضمن الصفقات بانتهاك حرمة المرأة وحقوقها  , ودون ان تتجرأ لو على سواد العيون وتقدم ابسط الرعاية الاجتماعية والقانونية , التي تحفظ من الانتهاك الكامل  , وتصونها من ان تنزلق  وتكون سلعة جنسية رخيصة   , يتحكم بها الوالي والخليفة والسيد , ان سوق فصلية المرأة كتعويض لحسم الخلافات العشائرية , رائجة بشكل شائع وكبير وكظاهرة روتينة لا غبار عليها , تنتعش في كل زاوية من العراق , وتكشر عن انيابها الوحشية , سواء من عصابات داعش أو من العشيرة , لافرق , فهما وجهان لعملة واحدة , في العقلية المتخلفة , التي تعود الى عصر المشايعة البدائية وشريعة الغاب . في ظل غياب الدولة مؤسساتها , حيث من يلزم زمام المبادرة على الواقع الفعلي ,  ومن يفرض شريعته وسطوته ونفوذه , اما داعش او العشيرة , وكلهما يتاجرون بقيمة المرأة برخص دنيء ,  ففي داعش تزدهر سوق النخاسة  , وفي العشيرة والقبيلة تكون المرأة  كتعويض فصلية , لان  نفوذ العشيرة  هو الطاغي على الاعراف والقوانين , وكلاهما ( داعش والعشيرة ) مصدر الرعب والفزع والهلع للمرأة ,  بان تكون سلعة تعويضية او مادة لجهاد النكاح  ,  وفي العشيرة مادة وبضاعة لحسم الخلافات كأن التعويض المالي لايكفيهم   , اذا كانوا لايعترفون بالدولة وقانونها فما ذنب وخطيئة المرأة ؟!  ,  بان  تكون  سلعة محتقرة  حتى لو كانت طفلة أوقاصرة , ومثلما يفعل داعش في اغتصاب وسبي النساء وعرضهن للبيع , كما هو الحال المزري  للمرأة المسلمة او المسيحية او الايزيدية ولكن كل هذه الانتهاكات الوحشية تكون  بأسم الله والدين , وكما تساق المرأة بدون رحمة وشفقة  في عرف العشيرة والقبيلة , وان الجامع والقاسم المشترك بين ( داعش والعشيرة ) واحد لافرق بينهما , وانما هما  بالتطابق الكامل , في العقلية المتخلفة والموروثة من العصر الجاهلي , في ظل الغياب الكامل للدولة , لان من يدير شؤونها ودفتها وقيادتها  , يحملون نفس الفيروسات التخلف والجهل والعقلية المتحجرة والمشلولة والكسيحة  , وينقصها الثقافة المتحضرة والمتحررة , التي تضع ميزان العدل في نصابه , ولكن عقليتهم منفتحة باقصى مراحل الانفتاح , على الشفط واللغف والنهب والمال الحرام , بدليل بان اثنين من اعضاء البرلمان حصل بينهما خلاف سياسي امام وسائل الاعلام المرئية , مما حدى بان يهدد احدهما الاخر بالفصل العشائري وليس الالتجاء الى سيادة  قانون الدولة كما هو معتاد في النظم السياسية والبرلمانية , وهذا يدل على ضخامة التخلف وسخافة العقل السياسي المسؤول , الذي يعود الى ثقافات العصور المتحجرة والمتخلفة , التي تناصر قلباً وقالباً شريعة الغاب وعرف العشيرة . وما حصل في محافظة البصرة , إلا النزر القليل من الكم الهائل بما يحدث في انحاء العراق , بالظاهرة الشائعة والرائجة على نطاق واسع , بان تكون المرأة سلعة رخيصة , في الفصل العشائر  , وكما تناولت وسائل الاعلام في البصرة , دون ان نسمع بتدخل الدولة الغائبة والمنسية , بان 50 امرأة قدمت كفصلية عشائرية لحسم الخلاف والتصادم بين عشيرتين  , وتذكر الاخبار بان ضمن الصفقة المهينة والوحشية  قاصرات واطفال  . لذا على الحكومة والبرلمان واجب ومسؤولية اخلاقية ووطنية , ان يصدر قانون تحريم وتجريم بان تكون المرأة كتعويض عشائري , ويعاقب  تحت طائلة العقوبات الصارمة , لكل من يتعامل في انتهاك انسانية المرأة , ويجعلها فصلية عشائرية , يجب اصدار قانون يصون المرأة ويحفظ انسانيتها وكرامتها , ويعاقب بالعقاب الصارم والشديد ,لكل من يخالف القانون  , لوقف هذا الانحدار الاخلاقي , والذي يجعلنا مسخرة واستهزى امام الرأي العالمي , وضع حد لهذه العقليات المتحجرة والمتخلفة , التي لا تقرها الشرائع السماوية , والتي تتنافى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-06-2015     عدد القراء :  3333       عدد التعليقات : 0