في العهود السابقة كان السياسيون من الوزراء والقادة العسكريين والبرلمانيين يتقنون فنون الحديث عن (تكتيك) الحرية والسلام ومحاربة اعداء الوطن..! كان اعظم القادة هو من يتحدث عن حب الناس لمقامه حباً (استراتيجياً) لا يموت..! اما اليوم فأن الأمر انقلب بعد عام 2003 وصار (التكتيك) سرّياً واصبحت (الاستراتيجية) كلاماً يومياً علنياً على الشاشات التلفزيونية ..! كل وزير يتحدث بلغة (الاستراتيجية)..! كل رئيس وزراء يقول انه وضع (خطة استراتيجية) لوزارته. المدير العام يعلن انه وضع خطة (استراتيجية) لمكافحة (الفساد) المنتشر في مؤسسته. رؤساء الكتل، المعممين والافندية، يتحدثون عن اسس (استراتيجية) حقوق المحاصصة.. البرلمانيون وضعوا (استراتيجية) تطبيق حقوق المحاصصة .. قادة شرطة المرور وضعوا (استراتيجية) تنظيم هوس حمايات السيارات المصفحة .. المحافظون في الجنوب والشمال والوسط وضعوا (استراتيجية) قمع الصحافة..! حتى النساء في الحكومة والبرلمان يتحدثن عن مصطلح (الاستراتيجية) كأنه من كماليات مكياج الطلعة التلفزيونية ..!
صار أغلب القادة السياسيين العراقيين يتحدثون عن (الاستراتيجية) وهم إما خادعون او مخدوعون بهذا المصطلح ..! اقسم بالله العلي العظيم مثنى وثلاثا انهم جميعا لا يحملون دماغاً (استراتيجياً) وانهم لا يعرفون اي شيء من معنى (الاستراتيجية) وان اغلبهم لا يعرفون شيئا من (الاستراتيجية) غير ان الزوج (ذكر) والزوجة (انثى) والطفل (طفل) والراتب يقبضونه سخياً آخر الشهر..! يعرفون (استراتيجية) حفلات ذهبية في (المنطقة الاستراتيجية) يقدمون فيها ولائم لحوم الاسماك والاغنام والطيور في وجبات (استراتيجية) ضرورية لعقد الصفقات السياسية والاقتصادية (الاستراتيجية) داخل العراق وخارجه..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· قيطان الكلام :
· قادة حكومتنا ومؤسساتنا بحاجة الى خطة (استراتيجية) لمحو (الامية الاستراتيجية) قبل وضع الخطة (الاستراتيجية) لتحرير أرض العراق من الدواعش..!
الاستراتيجية كنز من الكلام لا يفنى..!
