الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ثعابين ديالى ..حيات سيد دخيل؟!

«1»

الليل هذا الكائن الخرافي الذي يدخل مع لحظات الحزن وكأنه يدخل في حفلة للنجوم، تزوغ لحظاته في غمضة عين عن كل بشائر فرح تحلم بها نفوس طافحة بالشوق للخلاص من كابوس الدمار الذي يغلف حياتها، أحيانا تراه ينتحي جانبا وهو يقهقه ساخرا من التفاؤل الذي يعتقده كاذبا، لا لشيء بل لكي يرضي غروره في سهر الحيارى من العشاق والتائهين، هذا الذي أعرفه مثلما أعرف بقايا الثمالة في الكأس، كم هي ثمينة وكم هي بائسة، فلا أب ولا أم للثمالة حين تكون هي أخر ما يُشتهى.

«2»

كلما حاولتْ خطاي أن تستريح من السرى، تتكالبُ عليها غيلان الظلام، تدفعها عنوة نحو هاوية المستحيل كي تستنزف أخر ما تحمل من بقايا الضوء العالقة بين شقوق الأصابع، تلك التي خبأتها الخطى مرة وهي تنعم بأشعة شمس شتائية عن عيون عسس النهار وهم يتجولون بشواربهم المخيفة لصغار العصافير، وبين الاستراحة والهاوية ليس هناك غير احتمال واحد للتخلص من أنياب الغيلان، هو أن ترمي نفسك في بثر تملؤه الثعابين والحيات، فهذا زمن الثعابين والحيات الوردي.

«3»

(عفيه عراق!!!) كل ما في الكون من ضيم يتربع على صدرك الآن، وأنت تبلع لسانك كي لا تشكو، ولمن تشكو؟ الذين يتحسسون ضيمك وآلامك ضَنَّ بهم الزمن عليك، فما عاد هناك منْ تتكئ على متنه غير أبنائك النجباء، هم وحدهم يستطيعون أن يقطعوا رؤوس الثعابين وهم وحدهم يدوسون على رؤوس الحيات، فدع جراحك تنزف دماءها لكي تتخلص من سموم الثعابين والحيات لعلك تنهض قويا معافى، فما عاد جسدك يتحمل الكثير من عضين: الثعابين والحيات.

«4»

في كل يوم تنثر الصحف على عيوننا خبرا عن الثعابين والحيات، وكأننا قد تخلصنا من الثعابين والحيات البشرية حتى تنزل علينا الزواحف!!، قبل عامين حيات سيد دخيل قتلت الكثير من أهلنا واليوم ثعابين ديالى بدأت حملتها في القتل، وكأن هذا العراق أضحى حضنا لبيض الأفاعي، تفقس عن أصل وصلال تنتشر في جميع المدن، في بابل تلغي مقرا للثقافة وفي النجف تلغى لعبة المحيبس، وفي بغداد تتعدد المهام بين القتل المجاني والسرقة المعلنة.

«5»

هل سوف يستمر اليأس بيتا للذين يعشقون الشمس أم أن هناك نورا وبياضا يلف ارواحهم يا أدونيس؟

(إن كنت نقيا مغموساً

في آلاء الشمس،

لن تلقى بيتا تسكنُ فيه، إلا

اليأس)

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 01-07-2015     عدد القراء :  3165       عدد التعليقات : 0