الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
إلى مدير النزاهة في امريكا

ابدأ، أولاً، بتوجيه التحية إليكم وإلى المدعي العام الامريكي، وإلى القضاء في دولةٍ يسميها الولي الفقيه بأنها (دولة الشيطان الأكبر). فقد أولدتم حقيقة جديدة مفادها أن الفساد في بغداد انتشر بنطاقٍ واسعٍ جداً منذ أن تولى احتلال قواتكم العسكرية مقاليد الأمور السياسية والاقتصادية في بلادنا، حين جعلتم الكثير من اللصوص العراقيين ممن يعبدون الله متسلطين على رقاب عباد الله.

في كل مكان توجد (فحمة سوداء ) في ثلاجة السلطان بالوزارة العراقية، بالمؤسسة العراقية، بل بكل (ثلاجات الدولة العراقية) لتمنع الروائح الكريهة، التي يصنعها الفاسدون في هذه الدولة. لا احد من القضاة يتجرأ بمحاكمة المتلاعبين بالمال العام ونهب خزائنه وهم يرتدون ثياب الزاني والزانية ، وهم يُدخلون بلادنا الى طريق الهاوية ويخمشون ملايين الدولارات ،من هنا وهناك، ليقوموا بتهريبها إلى البنوك الخارجية .. لا أحد يحاسبهم ،ولا احد يحاكمهم كأنهم يخمشون (نارنج ) من شجرة حدائق جيرانهم. في هذا او ذاك يتحول الفاسد بين ليلة وضحاها الى رأسمالي يملك اكثر مما ملكه القيصر انطونيو والرئيس جاوجيسكو والدكتاتور صدام حسين وغيرهم من الذين كانوا يعتقدون ان سلطانهم لا يزول .

اليوم سمعتُ خبراً من بلاد الشياطين الامريكان يقول أن الأفعى القضائية الامريكية التفــّت على رقبة مقاول امريكي وعلى رقاب خمسة عسكريين امريكان عملوا في العراق بعد احتلاله عام 2003 متخيلين ان اموال العراق والعراقيين هي اموالهم لأن اوراق القضاء العراقي مثل اوراق الشجر تتساقط في كل خريف من الزمان وليس في العراق موطأ قدم للعدالة القضائية ..سمعت صوتاً امريكيا ينادينا وينادي المدعي العام والقضاء العراقي كله: يا بشر العراق تعلموا الدروس من بلاد الشيطان الاكبر ..!!

اسمعوا ايها القضاة العراقيون أن العدالة الامريكية اصدرت قراراً عادلاً على نصف درزن من الزناة الامريكان الذين طاروا من العراق بعد احتلاله ومعهم حقائب سمسونايت مسنودة بملايين الدولارات من السحت الحرام.. صدر حكم على متعاقد عسكري امريكي بالسجن بأربعة سنوات ونصف بعد ادانته بقضايا فساد. كان هذا المقاول عاملا في العراق بعقود مع الجيش الامريكي اثناء عملياته في العراق قبل الانسحاب.

قبل ثلاثة اعوام حكمت محاكم الشيطان البريطاني الاكبر بالسجن عشر سنوات على رجل الأعمال البريطاني (جيمس ماكورمك) الذي باع العراق أجهزة كشف متفجرات (مزيفة) إلى وزارة الداخلية العراقية المقادة من (لصوص يعبدون الله) لكن القضاء العراقي لم يفعل الشيء نفسه حيال اللصوص الذين (اشتروا) جهازاً لا يزيد سعره على قيمة سوتيان نسائي دافعين من خزينة العراق مبلغاً يزيد عن قيمة طيارة بلا طيار لكل لعبة من هذه (اللعابات)..!

مور الزمان أم

القضاء العراقي لا يرى أمور الزمان بوضوح،

القضاء البريطاني مفتح باللبن ،

واليوم يثبت القضاء الامريكي الكافر انه اكثر وعياً ممن يحكمون باسم الله في بلاد الرافدين..

يأتي الحكم الامريكي على المدان (جورج لي) بعد وقائع محاكمة اسفرت عن ادانة خمسة من كبار قادة الجيش الامريكي بقضايا فساد مالي ايضا، بعد ان اعترف المقاول بتقديم مبلغ مقداره مليون دولار امريكي لهم، مقابل ان يحوّلوا عقود عسكرية من الفرق والمناطق، التي هم مسؤولون عنها وجعلها في خدمة مصالحه الشخصية درّت له ربحاً بــ 20 مليون دولار.

هناك جملة وظائف اغفلها ويغفلها القضاء العراقي اهمها المواقف العادلة الشجاعة ذات الخصائص العلمية والضرورية في مكافحة الفساد والفاسدين العراقيين رغم وجود مقولة باللغة العربية تقول (من أمن العقاب اساء الادب)، ورغم وجود الكثير من الامثلة في صفحات القضاء العراقي وارشيفه ذات أبعاد نظرية ومنهجية لمعاقبة الفاسدين الكبار منذ تأسيس الدولة العراقية لكن اغلبية القضاة المعاصرين في المحاكم العراقية (لا يقرؤون) لأن اهتمامهم الأول في هذا الزمان يبذلونه في الاناقة والشياكة..!

ما يريده (المواطن العراقي) من القضاء الأعلى والأدنى ومن القضاة جميعا هو ان يخلقوا الظروف النزيهة المحيطة بالمواطن العراقي العادي وتفاعله الاجتماعي لكسب قوتِه اليومي بنزاهة، واشباع حاجاته الاساسية بلا رشاوى ولا محسوبيات، إذا ما توفرت العدالة القادرة على ردع كل وزير او مدير او موظف يتجاوز الحقوق العامة للمواطنين على حساب المصالح الفردية والفئوية للحكام والمتنفذين.

نسألكم، أيها القضاة من عباد الله، متى تحققون العدل للجميع ،والخير للجميع، والسعادة للجميع . متى تحققون وظيفة القضاء ليكون حاميا من حماة تغيير الانسان العراقي نحو مستقبل تسوده العدالة حقا وفعلا. في المجتمع العراقي كله,,؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 14 – 7 - 2015

  كتب بتأريخ :  السبت 18-07-2015     عدد القراء :  3306       عدد التعليقات : 0