الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
العراق المنهوب . هل يستطيع ان يستعيد عافيته من الحرامية ؟

وصل النفاق السياسي في الاونة الاخيرة الى ارقام قياسية مذهلة ,  بحيث لا  تصدق ولا تخطر على بال احد , بان الاحزاب الاسلامية الفاسدة , التي هي بؤرة الفساد والفاسدين , وهي اصل المصيبة والبلاء , في عمليات النهب المالي الشرس , في افراغ خزينة الدولة المالية بالسحت الحرام , تصوت بالاجماع على وثيقة الاصلاح التي تضم 25 بنداً , وهي كافية بقلع جذور الفساد والفاسدين , وتنقل العراق نقلة نوعية من مسيرة الاصلاح والبناء , ومن شأنها ان ترسل الفاسدين الى المحاكم العراقية وكشف ملفات فسادهم الشرس لاموال الشعب . ولاول مرة يشهد البرلمان العراقي  هذا الحضور الساحق 297 نائبا حضر جلسة التصويت وخلال نصف ساعة صوتوا بالاجماع . هكذا تحولوا فجأة وكل بساطة لم تخطر على البال , من قفص الاتهام بانها هي شرعت شريعة الفساد المالي والاداري  , وانشغلت بعمليات السرقة واللصوصية , حتى اصبحوا اغنى اغنياء العالم , وتركوا شؤون الشعب والوطن الى وحوش داعش , فجأة وبكل يسروسهولة  يبدلون جلودهم الثعلبية , ويرتدون جلود الغزلان الوديعة والمسالمة , هكذا وبكل بساطة ينزعون ثوبهم الشيطاني  , ويلبسون ثوب التقوى والعفة والنزاهة , ويكونوا من اشد انصار الاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين , كأنما يتناسون بانهم هم جراثيمه السرطانية , وطفيلياته الخبيثة الى حد النخاع , لذا يتبادر الى الذهن والعقل من مسرحياتهم الهزيلة والمضحكة , منً سرق اموال الشعب وخزينة الدولة المالية ؟ من هي حيتان الفساد والفاسدين التي سيطرت على خناق الدولة  ؟ هل جاءت مخلوقات كونية , او اشباح جنية حملت خزينة الدولة المالية واختفت مثل فص الملح بالماء , او يمكن من سرق اموال الشعب , المواطن الفقير الساكن في بيوت الصفيح العشوائية , دون ماء وكهرباء ويقارع من اجل الخبز المر , في حاويات القمامة والازبال . ام ان اصحاب الفساد الفاسدين الحد النخاع , هم سكنة المنطقة الخضراء , التي تتنعم بالبركات والجنة ببذخ واسراف مجنون  ؟ هكذا تبريء الاحزاب الاسلامية  نفسها من تهمة الفساد والسحت الحرام , كبراءة الذئب من دم يوسف , وهكذا فجأة دون مقدمات تغير بندولها السياسي 180 درجة . بعد ما وقفت في البداية ضد الحشود الجماهيرية المحتجة على سلطة الفساد والفاسدين , واشاعت الخوف والحذر ودعت المواطنين الى عدم المشاركة ورفض التظاهرات السلمية , بحجة ان منظمات المجتمع المدني تريد اسقاط الحكم الديني الاصلاحي , وطبلت على نغمة بان الحشود الجماهيرية في الساحات والمدن , بانها مدفوعة الثمن , تحركها اصابع خارجية تتآمر على العراق لخلق البلبة والفوضى , وحين كانت صدى صياحتهم وعواءهم في السراب  , وبزيادة الحشود الى الطوفانات البشرية , غيرت هذه الاحزاب سلوكها ولهجتها تماماً , بعدما ادركت ان عروشها تهتز وقابلة للسقوط , لم يبق لهم وسيلة , سوى نزع جلودهم الذئبية , وارتدى جلود الغزلان المسالمة والوديعة , وهرولت الى التجمعات الجماهيرية الحاشدة , من اجل سرقتها من منظمات المجتمع المدني , وانتسابها اليهم , بانهم هم الماكنة المحركة التي اشعلت الغليان الشعبي بالاحتجاجات الكبيرة , وانهم هم اصل المنادين بالاصلاح الجذري ومحاربة الفساد والفاسدين وقلع جذوره , وهي التي رفعت سقف الاصلاحات اكثر , لتكون نوعية لصالح الوطن المواطن وخدمته على احسن وجه  , وهي التي اشعلت الثورة على بؤر الفساد ... ان هذا النفاق السياسي له مآرب واغراض دفينة , في ايجاد الفرصة الملائمة للهجوم على خطط الاصلاح واسقاط العبادي , وقلعه كالشعرة من العجين , ان هذا الاستسلام الثعلبي الموقت ,  له اهداف في وقف مسيرة الاصلاح , انه نفاق مملوء بالزيف والغدر والخداع . وان على السيد العبادي ان لاينخدع بثوب الغزلان , اذ سرعان ما يتحولون الى جلودهم الاصلية في الوقت المناسب . لذا على السيد العبادي , ان يتغدى بهم  , قبل ان يتعشوا به , لايمكن الوثوق بهم , انهم ثعالب جائعة للنهش والنهب

  كتب بتأريخ :  الخميس 13-08-2015     عدد القراء :  3714       عدد التعليقات : 0