الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
المثقف والحراك المدني

من مقدمات وأسباب الحراك الشعبي:

- الأزمات الناجمة عن نظام المحاصصة.

- الصراع على الامتيازات والنفوذ وتجلياته وعواقبه.

- دور الارهاب وداعش في تأزيم الأوضاع.

- تفاقم الأزمة السياسية مترافقاً مع تدهور الأوضاع الاقتصادية.

- مشكلة النازحين والمهجرين.

- هذه المقدمات أدت الى استنتاج بالغ الأهمية يتمثل في أن النظام السياسي عاجز عن إخراج البلاد من أزمتها.

- أدت هذه الأوضاع الى تحركات احتجاجية مطلبية في سائر أنحاء البلاد.

- هناك عوامل سياسية واقتصادية عمقت الاحتقان السياسي والتوتر الاجتماعي وأدت الى تفجره في تظاهرات احتجاجية غير مسبوقة. ومن بين أهم هذه العوامل:

-تفاعل المرجعية مع مطالب المتظاهرين ودعمها لهم.

-التلكؤ في عمليات تحرير الأنبار وبقاء الموصل تحت سيطرة داعش.

- إعاقات وتخريبات القوى المتضررة من إزاحة السيد المالكي.

سمات التظاهرات:

- الطابع العفوي "بشكل عام" للاحتجاجات الجماهيرية ومخاطر استمرار هذا الطابع.

- ميل بعض قوى الحركة الاحتجاجية الى تكريس النزعة العدمية وازدراء وتهميش دور الأحزاب والقوى المنظمة على نحو يشوه طبيعة الحراك ويجرده من القيادة الواعية الضرورية.

- المشاركة الواسعة للشباب، والدور الملحوظ للنساء رغم محدودية مساهمتهن.

- الطابع السلمي للاحتجاجات وانضباط المتظاهرين عموماً.

- واقعية وملموسية شعارات المتظاهرين.

- قيام أجهزة الأمن بحماية المتظاهرين وتعاطف بعضها معهم، رغم بعض الاعاقات.

- استجابة الحكومة السريعة لضغوطات الجماهير المدعومة من المرجعية واتخاذها اجراءات اصلاحية.

- حصر الاستجابة بموقف المرجعية على حساب دور التظاهرات.

- صحوة البرلمان من غفوته وتحركه باتجاه دعم المظاهرات والاجراءات.

ردود أفعال "على الصعيد الداخلي"

- التظاهرات انطلقت على الضد من ارادة الأحزاب الحاكمة، التي تردد بعضها في اعلان موقفه وما يزال في طور المراقب.

- بعض القوى السياسية المتضررة من الاصلاح سعت الى إعاقة المشاركة عبر إثارة مشاعر الخوف وتشويه طبيعة الحركة الاحتجاجية.

- اتخذ رجال دين موقف الضد محذرين من أن المظاهرات تضعف المعركة ضد داعش. وهدد بعضهم العلمانيين "المتآمرين على الاسلاميين".

- كبار المسؤولين في الدولة ممن استهدفهم الاصلاح غير راضين وبعد موافقة أولية بدأت الاستدراكات دفاعاً عن مكون سني أو كردي، والاشارة الى أن رئيس الوزراء لم يتشاور قبل طرح قراراته.

حاجات ومهمات وقضايا فكرية وسياسية

- هناك توجهات خطيرة لتحميل المظاهرات مهمات أكبر من طاقتها، ودعوات صبيانية تدفع باتجاه التطرف، بعضها ليس بعيداً عن نوايا بقايا البعث.

- قرارات الاصلاح لم تولد طبيعياً بل جراء عملية قيصرية. هذا لا يبرر التفرد من جانب رئيس الوزراء الذي يمكن أن يؤدي ابتعاده عن الشفافية والتشاور مع الجهات والكتل المعنية والمسؤولين، واصداره قرارات يبدو بعضها غير مدروس ويفتقر الى آليات وكوادر كفوءة لتطبيقه، الى انتكاسة.

- القوى المتضررة من الاصلاح "قوى النظام القديم" لن تلقي السلاح بسهولة بل ستقاوم الى آخر نفس لالحاق الهزيمة بالجديد، الأمر الذي يتطلب اليقظة والقدرة على لجم القوى المضادة التي ستستثمر كل الثغرات وستلجأ الى كل الوسائل للدفاع عن امتيازاتها في هذه المعركة الاجتماعية الكبرى.

- لابد من ترجمة التنوع في تركيبة المتظاهرين بشعارات تحقق أكبر قدر ممكن من الوحدة والحيلولة دون التشتت والاحتكاك.

- هناك حاجة الى مزيد من التنظيم والتكامل بين التنسيقيات المتعددة .

- من الضروري وجود رقابة لممثلي المظاهرات والمجتمع المدني في هيئات تنفيذ الاجراءات الاصلاحية، وتوفير آليات تحويل القرارات الى واقع.

دور المثقفين في الحراك المدني ..

- التحول العاصف في الاطار الثقافي يعكس، رغم كل التباساته وانعطافاته، آفاق نهضة ثقافية يمكن، اذا ما توفرت لها الشروط الصحية، أن تعيد الاعتبار للعقلانية والتنوير، وتخلق فضاء ازدهار الثقافة الابداعية.

- نميز مشاركة واضحة ومتسعة للمثقفين، وهم الآن في صدارة المشهد وقلب الحدث. وقد "ذاب" ما كان يدعى "تعارض السياسي والثقافي" الى حد ما.

- هناك حقيقة أن المجتمع لا يعاني من الفساد والتخلف والأزمات وغياب الخدمات والأمن حسب... بل من مشكلة غياب أو تدني الوعي الذي تراجع، على نحو مريع، في ظل الاستبداد والدكتاتورية والحصار والاحتلال وما بعده من نظام سياسي جوهره المحاصصة الطائفية والاثنية، وعواقب ذلك على مختلف الصعد وبينها الروحي، حيث سيادة فكر وسلوك الانحطاط في المجتمع.

- كل شيء في المجتمع مرتبط بالوعي وبنمط التفكير. فما هو دور المثقف في إشاعة الوعي موقفاً سياسياً أو ابداعاً جمالياً؟ ما موقفه ازاء الثقافة السائدة، الوعي الزائف، السلطة، النظام السياسي، قيم التخلف، حقوق المرأة ... الخ ما يمثل كوابح للمجتمع العراقي؟

- هل المثقف يتابع حركة المجتمع؟ يعمق اتجاهات هذه الحركة؟ يسهم في تحديد وجهة التطور؟ كيف يدعم المثقف الاصلاح؟

- معلوم أن صوت المثقف أعمق وأكثر قدرة على رصد الجديد والتنبؤ بالحدث. أمام المثقف أن يساهم في الاجابة على أسئلة حارقة من قبيل: العراق يبقى أم لا؟ ماذا بشأن الهوية الوطنية؟ ماذا بشأن وجهة التطور الاجتماعي؟ هذه الأسئلة وسواها ذات طابع بنيوي بل وجودي.

- نجد في المظاهرات ملامح اجابات. حركة المظاهرات تتسم بهوية وطنية. ومن بين أهم الاستنتاجات أن الهوية الاجتماعية "وليس الهويات الفرعية أو الجزئية" هي السائدة. الهم الحقيقي للناس لا علاقة له بالهوية الجزئية وانما بالهوية الاجتماعية.

- كيف يمكن أن ينعكس هذا في الموقف السياسي والاجتماعي للمثقف وابداعه الجمالي؟ هل يرصد المثقف هذه الظواهر، وهو الذي يتقدم في الحس بالقضايا؟ أم أن المثقفين مازالوا في أبراج عاجية، منعزلين، يائسين، محبطين؟ ملامح الجواب على هذا بدأت تتضح. ندوتنا هذه مثال ساطع على خوض المثقفين الصراع الاجتماعي وتصدرهم مشهد الاحتجاج.

- هناك قضية الأجيال.. جيل الخمسينات والستينات والسبعينات.. جيل ما بعد الحصار .. الجيل الحالي ما بعد 2003 .. هل هناك لغة مشتركة، تواصل، جسور بين هذه الأجيال؟

- أخير الحركة في توجهاتها تتسم بالتنافر أيضاً، غير أنه توجد امكانية وضرورة لتركيزها على المشتركات.

- المظاهرات عززت القيم المدنية.

- المظاهرات شعبية في تركيبتها، اختلطت فيها أجيال وثقافات وانتماءات اجتماعية، بينما توحدت هتافاتها. هذه العملية بحد ذاتها قيمة ربما تؤسس لما هو أكبر من اللحظة الراهنة.

- المظاهرات كسرت حواجز اجتماعية وفكرية وسلوكية.

- حتى لو لم تحقق المظاهرات منجزاً سياسياً، فان مجرد ظهورها يعد منجزاً عميق الدلالة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملخص المداخلة

  كتب بتأريخ :  الخميس 27-08-2015     عدد القراء :  2826       عدد التعليقات : 0