الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
يقول الوزير

والعالم باسره يتابع بذهول مشاهد الموجات البشرية غير المسبوقة (منذ الحرب العالمية الثانية) للمهاجرين باتجاه اوربا على شاشات التلفاز وباقي ومسائل الاعلام، يلخص وزير الهجرة والمهجرين العراقي رؤيته حول الظاهرة، بعد لقائه مجموعة من الشباب سمتهم الوزارة ناشطين في منظمات المجتمع المدني،(ان موقف الوزارة ليس مع هجرة الشباب والعوائل، خاصة وان البلاد تنعم بالثروات والخيرات وباستطاعة العراق ان يؤمن العيش الكريم والحياة المناسبة لأبنائه عن طريق تغيير ما بأنفسنا والعمل على حل المشاكل المستعصية واحدة تلو الأخرى ورسم خطط جادة وموضوعية تمكننا من تحقيق ما نصبوا إليه،)!.

ما اشار له الوزير عن قدرة العراق لتأمين العيش الكريم لأبنائه حقيقة يعرفها العراقيون، لكن ضيوف الوزير لم يبادروا الى سؤاله عن الاسباب الحقيقية لتبديد الثروات طوال السنوات الماضية نتيجة فساد الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الدكتاتورية، ولم يوضح الوزير ما يعنيه بعبارة (تغييرمابانفسنا)،هل كانت موجهه للمهاجرين ام للمسؤولين الذين عاثوا فساداً في مواقعهم وتسببوا بالخراب العام الذي دفع العراقيين للهجرة ؟!.

اما دعوته للعمل على(حل المشاكل المستعصية الواحدة تلو الاخرى)، فأن مفردة الاستعصاء التي اختارها لتعريف المشاكل كافية لتوضيح اسباب هجرة العراقيين، نتيجة غياب الخطط (الجادة والموضوعية) في برامج الاداء لحكومته والحكومات التي سبقتها، واكتفاء طواقم السلطات بتحقيق مكاسبها الشخصية والحزبية والطائفية، على حساب مصالح عموم الشعب .

ويختتم الوزير رؤيته بـالدعوة الى(تفعيل ورش العمل الخاصة بتوعية الشباب عن طريق التنسيق السريع والمباشر مع الجهات ذات العلاقة لحل المشاكل التي تواجه المهاجرين)،وكأن المهاجرين العراقيين بحاجة الى توعية بواقعهم المزري الذي دفعهم للهجرة، ولم نفهم ما يقصده الوزير بـ(التنسيق السريع والمباشر مع الجهات ذات العلاقة لحل مشاكل المهاجرين؟!)، وهناك ما يربوا على الثلاثة ملايين مهجر داخل العراق يعانون من ضعف الخدمات التي تقدم لهم، وحجم الفساد والسرقات الذي يحيط بلمفاتهم، ناهيك عن معاناة عموم العراقيين ومنهم الذين قرروا الهجرة.

هذه التصريحات، التي تتزامن مع أكبر طوفان عالمي للهجرة تحاول حكومات اوربا والعالم ايجاد اساليب وخطط نوعية لاستيعابه ومحاولة وقف تصاعده، تشير بوضوح الى حجم وعمق المأزق الذي يعيشه العراقيون نتيجة سوء اداء حكوماتهم لمواجهة الازمات التي تعصف بالبلاد، والذي ترتبت عليه سلسلة الاخفاقات وتداعياتها وصولاً الى احتلال عصابات داعش ثلث مساحة البلاد، لأن الحكومات تحولت الى اقطاعيات حزبية لا علاقة لها بابجديات الواجبات، لكنها كانت ولازالت حريصة على الاستحواذ على كل الحقوق، بعد تضخيمها الى ابعد الحدود.

الاجدى بالوزير ان يقدم استقالته احتجاجاًعلى حجم ونوعية الفساد في ملفات المهجرين داخل البلاد وتصاعد اعداد المهاجرين العراقيين، بدلاً من تقديم رؤيته الغير منسجمة مع واقع الحال الذي تجاوز كل التوقعات، ليسجل موقفاً وطنياً وشخصياً يصطف به مع شعبه المكتوي بنيران الفساد والارهاب منذ سنوات، لكن هذه المواقف تحتاج الى شجاعة ونزاهة لم يشهدها العراقيون من مسؤوليهم منذ عقود، ولن تتحقق دون فرض من الشعب يتبعه حساب عسير، بعد استنفاذ صبره وتفاقم معاناته وتجاوزها مستوى تحمل وطاقة البشر الاسوياء.

  كتب بتأريخ :  السبت 05-09-2015     عدد القراء :  3219       عدد التعليقات : 0