الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
برلمان التفاهات : فساد وغباء ومسخرة

اثار تصويت مجلس النواب على قرار يلزم وزارة الاتصالات , بحجب المواقع الاباحية من شبكة الانتر نيت , استهجان وسخرية الرأي العام العراقي , لتفاهة مناقشة  المشكلة التي هي بعيداً جداً , عن المشاكل التي تحرق المواطن بنارها الكاوية , وسخف المشكلة بانها ليس ضمن التحديات الخطيرة التي تواجه  العراق , وهذا التصويت المضحك والكوميدي , يؤشر بدقة العقول الناشفة واليابسة , التي تعيش في ابراجها الزجاجية  الوردية بعيداً عن المشاكل والمعضلات التي نحرت العراق من الوريد الى الوريد , وتؤكد ايضاً  بانهم يعيشون في عالم خارج العراق , او ان الفساد المالي افسد عقولهم واعمى بصرهم وبصيرتهم , حتى يشاغلون انفسهم باشياء حقيرة وتافهة  خارج تطلعات الشعب ,  المطالب بالاصلاح وتوفير الخدمات , والقضاء على الفساد المالي والاداري , الذي عشعش في السلطة القضائية , واخرجها من واجبها ومسؤوليتها في رعاية تطبيق  القانون ,  ووقف المستهترين به , وقص اظافر الخارجين عن القانون , بارسالهم الى العدالة  , لتكون دولة القانون بحق , ان قرار حجب المواقع الاباحية السفيهة والسخيفة , ليس ضمن اوليات التي تساهم في  وقف تدهور الحاصل في  العراق , بوقف الارهاب الدموي الذي يحصد المواطنين الابرياء يومياً , وبوقف جرائم داعش اليومية , ولا بوقف  بشاعة ارهاب المليشيات المسلحة الارهابية , التي رفعت رأسها مجدداً بالظهور علناً في الشوارع , لذلك كثرت من تواجد  اعداد الجثث المرمية على الطرقات , وكثرت اعمال القتل والخطف والسلب , متحدية وجود الدولة وهيبتها , ان ضعف الدولة واجهزتها مؤسساتها ,, سمحت هذه الثغرة الكبيرة بظهور هذه المليشيات المسلحة التابعة كلياً لقادة الفساد العراقي , لتقوم بدور الابتزاز السياسي , دون اية شعور بالمسؤولية , بان تواجد هذه المليشيات , تثير الفزع والرعب في نفوس المواطنين , ولتقويض سلطة العبادي المرتجفة والخائفة والمرتعشة , التي تراوح في مكانها , ولا تتجاسر في مهاجمة الفساد والفاسدين , لقد وقع السيد العبادي في دائرة الخوف والتردد وهم يبتزونه يومياً بمليشياتهم الارهابية , وبرلمان يتفرج على مشاكل الشعب كأنه ليس له علاقة لامن بعيد ولا من قريب , سوى ادارة  ادوار هزيلة ليكون مسخرة للمواطنين , مثلما فعل في مهزلته السخيفة , بالتصويت بالثقة لصالح بقاء وزير الكيزر ( وزير الكهرباء ) في منصبه  , في مهزلة الاستجواب السخيفة , كأنه مهرج في سيرك التهريج والفكاهة . واذا كان يعلم بان حجب المواقع الاباحية غير قابلة للتنفيذ فهي مصيبة , اما اذا كان لا يعلم فان المصيبة اعظم وافدح , لقد حاولت دول الخليج في حجب هذه المواقع السخيفة , فلم تفلح رغم انها صرفت الملايين الدولارات , وكذلك جربتها الصين , التي تعتبر في مقدمة دول العالم بالتطور التكنولوجي والاكتروني والانترنيت وفشلت . لان كسر الحجب لايحتاج الى جهد خارق , بل جهد بسيط لا يتجاوز 5 دقائق , حتى يستطيع الساعي والباحث , ان يدخل بسهولة الى اي موقع اباحي يختاره , واذا تصور اعضاء البرلمان بانهم اذكياء في صرف الملايين الدولارية على حجب هذه مواقع الرذيلة , فأنهم في وهم كبير , ويقعون في مسخرة غبية لداني والقاصي , وهي تمثل قمة الغباء والسذاجة , كأنهم يتصورون المسألة سهلة , مثل تجمعهم كالذباب الوحشي على الغنيمة والفرهود , انهم مصابون بداء العقم ولا فائدة ترجى منهم , سوى تعميق حدة المشاكل والازمات , سوى البلبلة في تعميق الفوضى السياسية , وانهم يعيشون خارج الواقع الفعلي العراقي , بان هناك شريحة ضخمة العدد لا تعرف معنى المواقع الاباحية  ولم يدخل الى  بيتها الانترنيت , وهناك عوائل فقيرة تصارع من اجل توفير الخبز المر في حياتها اليومية  , لذلك من السخافة الهزيلة مناقشة مشكلة تافهة جداً , بعيدة جداً عن الحريق العراقي الملتهب . لذلك يتوجه سؤال جوهري الى برلمان القدر الاسود واللعين , هل انتهت مشاكل التي ترهق حياة المواطن , وبات العراقي يعيش في بحوحة الامن والامان بعيداً عن التفجيرات ,  والارهاب الدموي للميليشيات المسلحة . وهل هذا القرار يساعد على توفير الخدمات ويرفع الضائقة الاقتصادية عن العوائل الفقيرة , وذوي الدخل المحدود ؟ هل يوفر فرصة العمل الى الشباب العاطل ؟ هل يوقف هجرة الشباب الى الخارج , والموت في البحر اوالمتاعب المرهقة بعد ان سدت دول الاوربية ابوابها بوجه المهاجرين وطالبين اللجوء , وهل  هذا قرار المهزلة , يساعد في تنقية الجو السياسي المشحون ؟ ان ماهية ومقصد هذا القرار صرف الانظار عن الواقع العراقي المزري , والتخبط في التعامل مع الواقع الملموس , وعدم مساندة الحراك المدني , في تلبية مطاليبه الاصلاحية , وايضاً تجاهل بغباء وسذاجة لم يسبق لها مثيل في برلمانات العالم , بتجاهل صوت الشعب وتظاهراته الاحتجاجية , التي تفور بالغضب الشعبي العارم , لقد اثبت البرلمان العراقي بانه مصاب بطاعون الجهل والغباء والسذاجة

  كتب بتأريخ :  السبت 19-09-2015     عدد القراء :  3594       عدد التعليقات : 0