الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
\"التحالف الرباعي\": ما له وما عليه (6)

شلون اوصفك؟

يتبادر الى الذهن لدى الحديث عن التحالف ذلك المقطع الغزلي من قصيدة شهيرة لمظفر النواب، اعني به "شلون اوصفك؟ وآني جلمة وانت دفتر؟" هكذا هو الأمر مع التحالف العتيد. حتى اصحابه يحتارون في وصفه. فهو تارة، اول ما اطلق، ولد كاملا مكتمل، وجرى تعميده باسم "التحالف". ثم، على غير سنن الخلق في النمو، أخذ يصغر! فهو"اتفاق" مجرد اتفاق، او "اتفاقية"، ثم هو، اخيرا، غرفة عمليات (كبرى؟ ام صغرى؟) فإذا كان اولياء امر "المخلوق" يحيرون في توصيفه، فكيف بنا نحن الذين اُخذنا، على حين غرة، فاذا هو، نائم، قائم، بين ظهرانينا، لا نعرف متى تم الحمل به؟ اين وكيف اكمل شهوره، التسعة او السبعة؟ يقال انه كان قائما منذ حوالي السنة. اذا كان الأمر كذلك لماذا جرى التكتم عليه، كأي حمل غير شرعي؟

بغض النظر عن كل هذه الملابسات الشرعية - غير الشرعية بالأحرى- التي تستلفت الإنتباه، فانه لا بد من التوقف عند بعض التوصيفات؛ فاذا كان حلفا، او تحالفا، فان له شروط عقده ومهامه ومداه، سياسيا كان ام امنيا ام اقتصاديا، ام جميعها، ينبغي ان تطرح وتناقش وتقر في الهيئة التشريعية، فكيف بها اذا كانت تتضمن التزامات امنية إزاء بلد آخر، (يمكن توسيعها اوتوماتيكيا لتشمل العراق، بل ان الأمر هو موضع بحث بين الأطراف رغم انه لم يتم الإتفاق، حتى الآن، على ذلك كما نسمع) وبين اطراف مختلفة، تتيح لها استخدام الأراضي والأجواء وسائر التسهيلات التي تراها الأطراف المتعاقدة. وهو امر، كما نرى، خطير.

اما اذا كانت مجرد غرفة عمليات، كانت قائمة بالأصل، لتبادل المعلومات الأمنية/الإستخبارية، كما يجري بين العديد من الدول التي تتعرض لمخاطر متشابهة، فلماذا يعلن عنها الآن، ولماذا يحاط الإعلان عنها بكل هذا الطبل والزمر؟ وهل صحيح ان الطرف الرسمي العراقي لم يحط علما بالأمر قبل الأعلان عنه، وانه كان من ميراث سلفه، وان السيد العبادي وآخرين (تصريح وزير الخارجية، السيد الحعفري) جرى وضعهم امام الأمر الواقع؟

بغض النظر عن كل هذه الملابسات، وحتى يتم، بل ينبغي ان يتم، توضيحها فانه، لا بد من التطرق الى بعض الأمور التي تعتبر جوهرية، بل بديهية، في اي علاقة، بغض النظر عن تسميتها، بين طرفين او اكثر، اشخاصا كانوا ام شركات ام دول. فهذه العلاقة ينبغي ان ينظمها عقد يناقشه ويضع تفاصيله محامون، كما في العلاقة بين الأشخاص او الشركات، او الخبراء واللجان القانونية، او اكثر، حسب طبيعة العقد، سياسية، اقتصادية، علمية الخ... لدى الأطراف المتعاقدة، بما فيها البرلمانات، بل خصوصا البرلمانات في الدول المعنية.

العقد بين الدول خصوصا، هو علاقة قوة، بمعنى انه يلخص مجمل وضع كل طرف من الأطراف المتعاقدة، درجة قوتها، من جميع النواحي، عسكرية، اقتصادية...، الخ في اللحظة المعينة، وهذا ينعكس في طبيعة العقد، شروطه، التزامات كل طرف فيه الخ...

وهو، من الناحية الأخرى، تعبير عن مصالح كل طرف من الأطراف المتعاقدة، ومصالحها المشتركة. فما هي مصلحة كل طرف من الأطراف المتعاقدة في اطار ما سمّي بـ" التحالف الرباعي" (احد اسمائه الحسنى!)

لعله من المناسب توضيح كل هذه الجوانب قبل الإنتقال الى استكناه مدى تأثير هذا التحالفعلى علاقات القوى المختلفة داخل العراق، وتطوره - اي العراق - اللاحق.

21/10/2015

  كتب بتأريخ :  الجمعة 23-10-2015     عدد القراء :  2979       عدد التعليقات : 0