الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جيش الشعب أهلا بيك!

عندما عادت فصائل الجيش العراقي من سوريا ، بعد مشاركته بالدفاع عن العاصمة السورية دمشق إبان الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، تم استقبال تلك الفصائل بحفاوة كبيرة من قبل شرائح مختلفة من شعبنا وبالأخص الطلبة. كنا آنذاك طلابا في أكاديمية الفنون الجميلة حين وقفنا امام الكلية بانتظار مرور موكب الجيش، وتوزع الطلبة على رصيفين متقابلين. كان طلبة المنظمة الطلابية البعثية يصرخون « جيش البعث أهلا بيك شعب العراق يحييك»، بينما كنا نحن، الذين لم نرضخ لأقزام النظام في الكلية نهتف لأبناء «الملحة»: «جيش الشعب أهلا بيك شعب العراق يحيك». كنا نعتقد، وهي حقيقة معروفة، أن معظم أفراد الجيش العراقي هم من أبناء الفقراء مطوعين كانوا أم مكلفين بالخدمة الإلزامية. وكانوا فعلا أبناء « الملحة « التي أخذت سمرتها من تزاوج الشمس مع تربة الوطن لتقدم لهذه التربة الطاهرة الشهداء تلو الشهداء.

وأي حديث عن « جيش عقائدي بعثي « لم يكن إلا هراء!

ولأن صوتنا كان هو الاقوى والاقرب للحقيقة فقد جرى الاعتداء على مجموعة من الطلبة على يد زمرة منظمة البعث الارهابية ولم يستثنوا حتى الطالبات بالاعتداء الصارخ!

تذكرت هذه الحادثة وانا اسمع صوت رصاصات، في جمعة التظاهرة الاخيرة، رصاصات يدعي الجندي الذي اطلقها أنها كانت من دون قصد، ويقول المتظاهرون الذين كانوا قريبا من الحدث، أن الضابط المسؤول قد عنف تعنيفا شديدا ذلك الجندي الذي احتار باختلاق التبريرات لفعلته.

لم يخرج الطلبة للتظاهر عام 1973 إلا فرحا بأبناء العراق وهم يسطرون البطولات والانتصارات. كما لم تخرج تظاهرات ساحة التحرير إلا دفاعا عن أمهات واخوات واخوان واقرباء أولئك الجنود والضباط، أولئك الذين يعانون الأمرين من نقص الخدمات ومن المحسوبية والفساد الشامل والتلاعب بالمال العام.

لم يخرج المتظاهرون من أجل مطامع شخصية بل خرجوا وسيخرجون الجمعة القادمة من أجل أن يروا بلدهم نظيفا، لا تعكره وتقطع سبله « زخة مطر «، وأن يروا شعبهم يرفل بالسعادة والامان. هل هذا كثير عليهم؟!

لقد أثبت الجيش في المظاهرات السابقة أنه لم يأت إلا لحماية المظاهرات. واذا حدث تجاوز هنا وهناك فهي حالات فردية عولجت بروية في الحال.

لقد انتهت مقولة «الجيش العقائدي» مع انتهاء النظام السابق. وأملنا ينصب على تأسيس جيش للدولة، وليس جيشا يحمي هذا الحاكم أو ذاك، أو جيشا لهذه الطائفة او تلك! املنا بجيش يضع العراق نصب عينيه من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه..

والمتظاهرون لا هم لهم سوى الدفاع عن أهالي الجنود الذين هم اهلونا..

نوزع الزهور على الجنود امتنانا لدورهم في حماية المظاهرات.. ونضع ايدينا بأيديهم من أجل تنفيذ الاجراءات الاصلاحية بأسرع وقت.

فأهلا بجيش الشعب الذي يحمي من يدافع عن حق المواطن في حياة رغيدة في وطن يتمتع بالحرية والاستقلال!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 10-11-2015     عدد القراء :  2985       عدد التعليقات : 0