الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جوائز النفاق ..!

بين الحين والآخر تعرض الادارة الأمريكية جائزة مليونية بالدولار لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على مطلوب لها حسب لوائحها القانونية، وتأتي الجائزة هذه المرة بقيمة (5) خمسة ملايين دولار، بأسم طارق الجربة المعروف بـ (أبو محمد الشمالي) السعودي الجنسية، المكلف بنقل مقاتلين أجانب الى سوريا !.

العرض الأمريكي تضمن معلومات عن المطلوب الذي نعتتهه المذكرة بـ (الارهابي)، يسكن في مدينة جرابلس في شمال سوريا ويديرمركزاً للتجنيد في مدينة اعزاز، وسيبلغ (36) عاماً يوم غد الجمعة !، اضافة الى أنه عضو سابق في القاعدة وعضو مهم في تنظيم (الدولة الاسلامية)، وكان تم تجميد ممتلكاته ومنعه من السفر !.

هذه المذكرة المنشورة في وسائل الاعلام العالمية والمحلية اليوم، هي واحدة من صور النفاق في ملف الحرب الامريكية على الارهاب، ودلالات ذلك تتمثل في نقاط عديدة تضمنها عرض الجائزة الامريكية، أولها تجميد أموال المجرم المطلوب ومنعه من السفر،الذي لم تنفذه أجهزة الأمن السعودية الحليفة الأهم لأمريكا في المنطقة، والثانية وهي الأهم مسؤوليته في تجنيد الارهابيين من أوربا واستراليا من مركزه في مدينة اعزاز السورية المحتلة من تنظيم داعش، عبر اتصالات الكترونية يُفترض أن تراقبها أجهزة المخابرات الأمريكية بالتنسيق مع أجهزة المخابرات الاوربية والاسترالية، وثالثها وهي الأكثر أهمية، أن عبور الارهابيين الى سوريا كان ولايزال من الحدود التركية السورية، والأمريكيون يعرفون دور الحكومة التركية وأجهزة مخابراتها في استضافتهم وتدريبهم وتجهيزهم وادخالهم الى سوريا !.

في الوقت الذي تقف فيه شعوب العالم باسره مشدودة الاعصاب أمام جرائم ارهاب داعش، تأتي جائزة الادارة الأمريكية الخاصة بتقديم معلومات للقبض على مجرم واحد، كمن يلقي بقطرة ماء على حريق هائل يتهدد البشرية، فيما تدعي أمريكا بأنها تقود البشرية نحو العدالة والسلام والتنمية والحياة الكريمة !.

لقد تعودت الشعوب على التناقضات السافرة في السياسات الأمريكية على مدى عقود، لكن واقع حالها اليوم وهي تواجه أرهاباً بربرياً غير مسبوق من داعش، يفرز أداءاً للأدارة الأمريكية على منوال أسلافها في منهج الضحك على الذقون، وفي سوريا والعراق الآن أبلغ الأمثلة على ذلك وهي تواجه الارهاب، فيما تقدم روسيا بدخولها النوعي في سوريا مثالاً بديلاً عن الأمريكيين في مواجهة ارهاب داعش وداعميه من حكام المنطقة المتسلطين على شعوبها منذ عقود، والمنفذين للسياسة الأمريكية والمحتمين بها من غضب شعوبهم الى حين !.

فهل تنهض شعوب المنطقة العربية والعالم لمواجهة السياسات الأمريكية اللاعبة بمقدرات الشعوب على هوى مصالحها، أم تبقى مستكينة لها وهي تُصّنع الارهاب وترعاه وتعود تحاربه بعد تنفيذه أجنداتها الوحشية الخادمة لمصالح شركاتها المنتجة للاسلحة بدلاً عن تصنيع الدواء وانتاج الغذاء وتوفير حياة كريمة لفقراء العالم ؟؟!!.

عرض الجائزة الامريكية.

http://www.akhbaar.org/home/2015/11/201663.html

  كتب بتأريخ :  الجمعة 20-11-2015     عدد القراء :  3408       عدد التعليقات : 0