الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
اجتثاث

حين تجدون كاتباً يترك كل مشاكل البلاد ، ومعركة كسر العظم التي يقودها " أشاوس" الفيسبوك مع الصحافة " الصفراء " ، ويعطي ظهره للنقاش السنسكريتي حول المصالحة ، ولايبالي بغياب " المبتسم " عباس البياتي ، ويسخر من خبر يقول أصحابه إن محافظة البصرة تتخوف من اقتتال سنّي – سنّي .. لا تضحكوا ارجوكم ، فالسنّة هم الاكثرية في البصرة هذه الايام وربما يخوضون حربا شرسة على منصب المحافظ او رئيس مجلس المحافظة ، هل تريد " بلية " اخرى ، البعض تبرع واجتث ساحة الواثق من وسط بغداد ، واطلق عليها اسم " ساحة لعنَ الله الواثق " !

عندما أترك كل هذا وأحدّثكم عن خبر جرت احداثه في العاصمة الفرنسية باريس ، فاتمنى عليكم ان تتأكدوا بانني بطران وابن بطران ، او انني خائف من ان تتم اضافتي الى قائمة الصحفيين اصحاب الوجوه الصفر تيمناً بانشودة الصحافة الصفراء التي يغرد بها جماعة مختار العصر منذ يوم امس .

الخبر الذي اثار اهتمامي يتعلق بارنست همنغواي الذي امضيت سنوات من شبابي أحلم بأن استطيع ذات يوم ان اكتب مثله ، ولكنني والحمد لله اكتشفت متأخرا أن الفارق هائل بين أن تحاول وأن تحلم ، وكلما سعيت الى تقليد الكاتب الذي ملأ حياتي عشقاً ومعرفة ، أجد نفسي مجرد قارئ ، قرر أن يمضي ايامه بالتعلم .

في الايام الماضية تصدرت رواية "وليمة متنقلة" لهيمنغواى أعلى نسبة مبيعات في مكتبات فرنسا في اعقاب الهجمات الإرهابية التي شُنت على باريس،، وقالت صحيفة "الكسبريس" الفرنسية إن الكتاب يباع منه يومياً نحو 1500 نسخة حيث يقوم البعض بوضع نسخهم من الكتاب في وسط الزهور والشموع المضاءة أمام واجهة أحد المتاجر التي تم استهدافها والتى اخترقتها طلقات الرصاص، وقد علقت سيدة فرنسية على الامر قائلة : " من المهم جدا أن نعود مرات عدة إلى كتاب همنجواي ، هذا فنحن الفرنسيين مع خمسة ملايين مسلم يمارسون معتقداتهم الدينية بحرية ولكننا سنكافح 10 آلاف همجي يقتلون وهم يذكرون اسم الله". !

لايريد الفرنسيون ان يتنازلوا عن الحلم بباريس واحدة تجمع كل الطوائف ، فيما نحن نحلم ببلاد تضمناً مع " جماعتنا " فقط ، لا مكان للاختلاف ، لا احد يفكر بقراءة ما كتبه غائب طعمة فرمان وفؤاد التكرلي عن بغداد ، ولا حتى نتذكر انهم من ابناء هذه البلاد.

نحن فقط نحلم باستعادة لحظة القرن الاول للهجرة ، ، خوفاً من المستقبل الذي لانريد ان نتعايش معه !

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 25-11-2015     عدد القراء :  3135       عدد التعليقات : 0