الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
اسقاط الطائرة الحربية الروسية - جرّ العالم المتحضر لحرب ينتفع بها الارهابيون

   لم يكن مبرراُ أبداً القرار التركي الخطير بأسقاط الطائرة الحربية الروسية في الاراضي السورية لمجرد تجاوزها الحدود التركية لثوان معدودات (حسب الرواية الامريكية لو صحت) وهي في مهمة ضد الارهاب. ولا يمكن اعتباراسقاط الطائرة محاولة جس نبض بل هي لعب أخرق بالنار, لما يمكن ان يكون لهذه الخطوة الرعناء من تداعيات على السلم العالمي, خصوصاً مع وجود قطعات دولية متجحفلة في المنطقة, وفي ظل تضارب المصالح السائد.

   لقد كان انخراط روسيا القوي في الحرب ضد الارهاب في سوريا والنتائج المؤثرة لهذه الحرب على وضع الارهاب وانعكاساته الايجابية على موازين القوى في سوريا والعراق على حساب داعش, قد أثار ضغينة حكام تركيا بوضع خططهم ومطامعهم التوسعية في خبر كان واسقط رهانهم على لعب دور اساسي في رسم خارطة المنطقة ابتداءاً من منطقة النفوذ ( الآمنة ) في شمال سوريا وانتهاءاً بتبديد الحلم التركي في استعادة امجاد السلطنة العثمانية. كما لم يكن قطع نهر النفط الرخيص المتدفق من آبار سوريا والعراق اقل ايلاماً مما سبقه, وايقاف الغطرسة التركية والخليجية ازاء سوريا بالخصوص. في الوقت الذي تشرع ادواتها من الارهابيين للهروب من نفس منافذ دخولهم... حدودها بأعتبارها مخرجهم الآمن.

   من مجمل مواقف وسياسات اردوغان بخلفيته الاسلامية الاخوانية, يمكن التوقع بأنه يود جرّ العالم المتحضر المتمثل بروسيا ودول الغرب الى حرب بالنيابة مستغلاً عضوية بلاده في حلف الناتو, لصالح الارهاب ومنظماته بما يمثله فكرهم من تخلف وظلامية, معتقداً بقدرته على ترويضها لاحقاً لخدمة مطامحه بدولة خلافة على النمط العثماني, بعد ان تكون الدول المتقدمة قد اُنهكت وتدمرت اقتصادياتها.

   لابد ان روسيا ودول الغرب اكثر تعقلاً من الانجرار الى اتون حرب, حتى ولو كانت محدودة, تضع مصير دولها المتحضرة الغنية رهن مطامع مريضة لحكام تركيا الاخوانيين لاسيما وان دول حلف الناتو بدأت تجني ثمرات سياساتها في دعم المنظمات الارهابية لتمزيق دول المنطقة, عندما بدأت هذه المنظمات بعضّ أيادي اسيادها التي دعموها سياسياً وعسكرياً طوال سنين في العراق وسوريا, ثم اصبحت بعملياتها الارهابية تدق ابواب اوربا وتهدد امريكا.

   ونبقى على موعد مع الترجمة الروسية للعواقب الوخيمة لهذا الفعل الخطير.

  كتب بتأريخ :  الخميس 26-11-2015     عدد القراء :  3810       عدد التعليقات : 0